بقلم د. أبوالمجد الشوربجي
كل عام وشعب مصر وجيشها العظيم بخير وأمن وأمان.
هذا يوم الفخر والشرف، يوم النصر العظيم، يوم العزة والكرامة، يوم السادس من اكتوبر 1973، يوم ذكر وتذكر أبطال مصر وشهدائها وقدامى محاربيها، الذين بدلوا الظلام إلى النور، والكآبة إلى السعادة، ضحوا بحياتهم وسالت دماؤهم الذكية من أجل أن نحيا حياة كريمة آمنة، فلهم كل التحية والاحترام والتقدير.
لم نحارب في سبيل العدوان والقتل وسفك الدماء، لكننا حاربنا في سبيل استعادة الأرض والحق والكرامة (وأصبح النصر حقيقة)، ومصر أبداً لم تكن عدوانية أو مستعمرة أو داعية لإحتلال أرض الغير، بل هي أرض للمحبة والسلام، إن مايدعو للحسرة المريرة، إنه على الرغم من أننا جميعا ننتمي لعائلة واحدة (مصر)، أن يخرج من بيننا فرد يدعو للعنف والإرهاب، إلا أن عزاءنا أنه نظير هذا الفرد الملايين التى تدعو للسلام والمحبة والإيخاء.
الحرب ليست من سماتنا، والعدوان ليس من قيمنا، لقد قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي: الحرب هي الاستثناء والسلام هو العموم، السلام القائم على القوة (العفي محدش يقدر ياكل لقمته، ومصر مش هتبقه عفية الإ بشعبها)؛ إن مصر ستحافظ على قوتها: قوة الجيش، وقوة الإرادة، وبناء المواطن المصري القوي، فالأماني والتمنى بلا إرادة وقوة وعمل خيالات وأوهام، ونحمد الله أن وهبنا رئيساً لدية القوة والشجاعة والأمانة والإخلاص، حريصا على دعم الجيش المصري بكل أنواع الأسلحة المتطورة (برا وبحرا وجوا) من أجل حماية السلام والأرض والعرض.
لنأخذ من هذه الذكرى العظيمة نموذجا وقدوة للتوحد والالتئام وانكار الذات، ولنتسم بالشجاعة والقوة والحماس للحفاظ على أرض مصر وتوحدها وتماسكها، متى نتوحد؟ متى نلتئم؟ متى يبتل الصدر وتهدأ النفوس، متى نتريث ونتدبر أمرنا؟ متى نترفع عن الفردية إلى العمومية: مصر أكبر من الأفراد، ومصر قبل الأشخاص.
إن حقائق الكون لاتنكشف بعقل ينظر للكون كأنه أشتات مفرقة موزعة على أفراد، بل تدرك لكيانات وشعوب وأمم متماسكة متوحدة متلاحمة، لننبذ التفرد وننتمي للعموم، وللقيم والمبادئ السامية التي استلهمناها من يوم العاشر من رمضان، عيشوا شركاء وأصدقاء لا خصوما وأعداء، وكفانا صراع يؤذينا، دعونا نتوحد كي نرتقي ونتقدم ويكون لنا مكان متميز بين البلدان الأخرى، ونصبح في الصف الأمامي.
عندما نتوحد داخليا ويحترم بعضنا البعض، سيحترمنا العالم طائعا أو مجبرا، ولن يخطر على باله أبدا أن يهيننا.
لنحقق الهوية، هوية مصرية قوية في غير عنف، قوية في غير ضعف، قوية في الحق ونصرة المظلوم، هوية تزين الفرح والنصر والنجاح في القلوب المخلصة المحبة للخير والعطاء، وتؤثر الرفق والعون والعطف والرحمة والبر والتراحم، لينة القلب ليست قاسية، هوية لاتمس حقا من حقوق المواطنين، محافظة على كرامتهم، تؤثر العدل السياسي والعدل الإجتماعي والمساواة ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، تحافظ على الإيثار وليس الأثرة، مستقيمة غير منحرفة، قنوعة غير طماعة، لا تجور عن القصد والقيم والمبادئ، ولا تتورط كما تورط المستعلون في الظلم والجور، هوية واثقة من نفسها ليست مغرورة، متواضعة ليست متكبرة.
حفظ الله جيش مصر العظيم ورئيسها القائد عبدالفتاح السيسي، وعاش شعب مصر عزيزا كريما، وكل عام ومصر بخير، ورحم الله الأبطال الشهداء وصبر الله ذويهم، ويا أم الشهيد تستحقين تقبيل جبينك الطاهر من كل المصريين، وكل أرملة فقدت زوجها وعاشت معاناة الحياة في تربية أبنائها .
اترك تعليق