قضاء حوائج الناس من أجلّ الأعمال التى يقدمها المسلم لغيره،ولها عظيم الأجر والثواب،فمن يقوم على قضاء حوائج الناس بعد أن قام بقضاء حوائج بيته الواجبة يحصل فوائد في العاجلة، وأخرى في الآجلة أي الدار الآخرة.
من جانبه أشار الدكتور عطية لاشين_أستاذ الفقه بجامعة الأزهر_إلى أن الحوائج الذي أمر الشرع المسلم بقضائها للناس إما أن يكون قضاؤها واجبا ،وإما أن يكون قضاؤها على سبيل الندب.
وبين د.لاشين أن قضاء الحوائج الواجبة مقدم على قضاء الحوائج المندوبة لأن الواجب مقدم فعله على الندب حسبما يقتضيه فقه الأولويات المدلل عليه بقول الله تعالى :"ويسئلونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل".
فتحدثت الآية عن الإنفاق الواجب أولا (فللوالدين )ثم تحدثت عن الإنفاق المندوب ثانيا:"والأقرببن واليتامى...".
ومن أمثلة قضاء الحوائج الواجبة : قضاء رب الأسرة لحوائج البيت أي إنفاقة على زوجه وأولاده سكنا وإطعاما وكسوة وتعليما لأولاده وهذا أمر واجب على العائل ،ودل على الوجوب قول الواحد المعبود :(لينفق ذو سعة من سعته ) وبقوله تعالى :(وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف )وبقوله تعالى :(أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم )٠
فإذا لم يقم الشخص بما كلفه به الشرع من النفقة على الزوجة والأولاد كان عاصيا وآثما لعدم تنفيذه الأوامر القرآنية والنبوية بشأن النفقة على هؤلاء قال صلى الله عليه وسلم :(كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول وفي رواية من يقوت ).
أما إذا لم يقم المرء بقضاء حوائج غير من ذكروا فلا يكون آثما بل يحرم من الثواب المدخر لمن يقوم على قضاء حوائج الناس.
لفت أستاذ الفقه إلى أنه من الثمرات الدنيوية التي يجنيها من قضى للناس حوائجهم أيا كان نوعها أن الله ينجيه من المهالك وينقذه من الشدائد ويفرج له كرباته جزاء وفاقا على تفريجه كربات المكروبين قال صلى الله عليه وسلم :(صنائع المعروف تقي مصارع السوء )٠
وأنه من الثمرات الأخروية التي يجنيها في الآخرة القائم على قضاء حوائج الناس في الدنيا أن الله يؤمنه حين يخاف الناس.
اترك تعليق