هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نار اخر الزمان من أرض الحجاز تؤكدها الطفوح البركانية لجزيرة العرب

ورد فى حديث مسلم قوله صل الله عليه وسلم انه "لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى"


وقد بين الدكتور زغلول النجار رئيس لجنة الاعجاز العلمى فى القرآن الكريم _ان في هذا الحديث الشريف إشارة علمية دقيقة إلى حقيقة من حقائق أرض الحجاز لم تدرك إلا في منتصف القرن العشرين حين بدئ في رسم الخريطة الجيولوجية لأرض شبه الجزيرة العربية

 حيث افاد ان الخريطة اكدت إنتشار الطفوح البركانية على طول الساحل الغربي لجزيرة العرب من عدن جنوبًا إلى المرتفعات السورية شمالاً، عبر كل من الحجاز والأردن وفلسطين، مغطية مساحة من تلك الطفوح تقدر بحوالي مائة وثمانين ألفًا (180.000 كم2) من الكيلومترات المربعة، ومكونة واحدًا من أهم أقاليم النشاط البركاني الحديث في العالم

وواكد ان دراسة المنطقة جيولوجياً اكدت انها مقبلة حتمًا على فترة من الثورات البركانية تندفع فيها الحمم من تلك الفوهات والصدوع كما اندفعت من قبل بملايين الأطنان لتملأ المنطقة نارًا ونورًا تصديقًا لنبوءة المصطفى ﷺ التي قال فيها :"لا تقوم حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى"وبصرى مدينة في جنوب بلاد الشام (سوريا) 

وفى التفاصيل اشار الى ان منطقة النشاط البركانى التى بينتها الدراسات يقع نصف مساحتها تقريبًا في أرض الحجاز (حوالي تسعين ألفًا من الكيلو مترات المربعة) موزعة في ثلاثة عشر حقلاً بركانيًا تعرف باسم الحرات، وأغلب هذه الحرات تمتد بطول الساحل الشرقي للبحر الأحمر ممتدة في داخل أرض الحجاز بعمق يتراوح بين 150 كيلو مترًا، 200 كيلو مترًا، ويعتقد بأن هذه الطفوح البركانية قد تدفقت عبر عدد من الصدوع الموازية لاتجاه البحر الأحمر، ومن فوهات مئات من البراكين المنتشرة في غرب الحجاز، كما يعتقد بأن تلك الصدوع والبراكين لا تزال نشطة منذ نشأتها وإلى يومنا الحاضرحيث سببت العديد من الهزات الأرضية، كما تم مشاهدة تصاعد أعمدة من الغازات والأبخرة الحارة من عدد من تلك الفوهات البركانية.

وقال الحرات الثلاث عشر المنتشرة في أرض الحجاز هي من الجنوب إلى الشمال: حرة السراة، البرك، البقوم، النواصف، هادان، الكشب، رهط، حلة أبو نار، خيبر، إشارة، العويرض، الشامة والحماد، بالإضافة إلى عدد آخر من الحرات الصغيرة في مساحاتها.

وتابع تقع المدينة المنورة (على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى التسليم) بين حرة رهط في الجنوب، وحرة خيبر في الشمال، وتمتد حرة رهط بين المدينة المنورة شمالاً، ووادي فاطمة بالقرب من مكة المكرمة جنوبًا عبر مسافة تقدر بحوالي 310 كيلو مترًا في الطول، وستين كيلو مترًا في متوسط العرض لتغطي مساحة تقدر بحوالي 19830 كيلو مترًا مربعًا، بسمك متوسط حوالي المائة متر وإن كان يصل إلى أربعمائة مترًا في بعض الأماكن.

واوضح يوجد في حرة رهط وحدها أكثر من سبعمائة فوهة بركانية، ويعتبر الجزء الشمالي من حرة رهط والذي يقع إلى الجنوب من المدينة المنورة مباشرة من أكثر أجزاء تلك الحرة نشاطًا؛ لأنه قد شهد أكثر من ثلاثة عشر ثورة بركانية وتدفقًا للحمم خلال الخمسة آلاف سنة الماضية (بمتوسط ثورة بركانية واحدة كل أربعمائة سنة تقريبًا) منها ثورة سنة 21 هجرية (644 ميلادية) ثورة 654 هـ (1256 ميلادية) واللتين سبقتا بعدد من الهزات الأرضية العنيفة وأصوات الانفجارات الشديدة.

وواضاف ان الثورة البركانية الأخيرة (654 هـ / 1256 م) كونت ستة مخاريط بركانية جديدة، ودفعت بطفوحها لمسافة زادت على ثلاثة وعشرين كيلو مترًا من الشمال إلى الجنوب، وامتدت حتى الطرف الجنوبي لموقع مطار المدينة المنورة الحالي، ثم تحولت إلى الشمال لطفا بأهل المدينة، وكرامة لساكنها ﷺ بعد أن أصاب الناس كثير من الذعر والهلع.

ويوجد في حرة خيبر أكثر من أربعمائة فوهة بركانية تضم عددًا من أحدث تلك الفوهات عمدًا وأكثرها نشاطًا، فقد تم تسجيل أكثر من ثلاثمائة هزة أرضية خفيفة، حول إحدى تلك الفوهات البركانية في سنة من السنوات الماضية، مما يوحي بتحرك الصهارة الصخرية تحت ذلك المخروط ويهدد بإمكانية انفجاره بثورة بركانية عارمة.

وبين ان الدراسات العلمية التي أجريت على منطقة الحجاز تُشير  إلى أن الثورات البركانية التي كونت حرة رهط قد بدأت منذ عشرة ملايين من السنين على الأقل، تميزت بتتابع عدد من الثورات البركانية التي تخللتها فترات من الهدوء النسبي، ونحن نحيا اليوم في ظل إحدى هذه الفترات الهادئة نسبيًا.

واكد فى التفاصيل  كذلك _إن حرة خيبر تعتبر أكبر هضبة بركانية في أرض الحجاز؛ حيث تغطي قرابة العشرين ألف كيلو مترًا مربعًا، بسمك يتراوح بين الخمسمائة والألف متر، يمثل عدة طفوح بركانية متتالية، يتركز أحدثها في وسط الحرة؛ حيث تنتشر غالبية الفوهات البركانية الحديثة في حزام يمتد بطول ثمانين كيلو مترًا موازيًا لاتجاه البحر الأحمر، وبعرض 15 كيلو مترًا في المتوسط، مشيراً الى انه قد تم تسجيل زلزالين كبيرين وقعا في حرة خيبر، أحدهما في سنة 460 هـ، والآخر في سنة 654 هـ، وقد سبقت الزلزال الأخير أصوات انفجارات عالية، تلتها ثورة بركانية كبيرة، وصاحبتها هزات أرضية استمرت بمعدل عشر هزا ت يوميًا لمدة خمسة إلى ستة أيام

  





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق