هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الحيوان في القرآن

العنكبوت.. أوهن البيوت وأقوي الخيوط

قال تعالي: "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لبيت العنكبوت لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" سورة العنكبوت.. مازالت هذه الآية تحيِّر العلماء والباحثين. قديمًا وحديثًا. فالقرآن الكريم قد أخبر أن أوهن البيوت علي الإطلاق هو بيت العنكبوت.


وقد أثبت العلم الحديث أن بيت العنكبوت منسوج من أقوي الخيوط. التي تستطيع مقاومة الرياح العاتية. ويمسك في نسجه فرائس العنكبوت. من الحشرات. التي هي أكبر من العنكبوت دون أن يتخرَّق. وهذه الحقيقة يستطيع الإنسان أن يكتشفها بنفسه» حيث يمكنه بسهولة إزاحة بيت العنكبوت بسبب وزنه الخفيف. ولكن يصعب عليه قطعه. أو تغيير شكله الهندسي الدقيق.. وإذا تأملت الآية الكريمة حق تأملها علي ضوء ما تقدم. تبيَّن لك أن المعني المراد منها: إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت رغم قوة ومتانة ومرونة خيوطه.

التي نسج منها“ فالوهن الذي أخبر عنه القرآن الكريم ليس في خيط العنكبوت» وإنما هو في البيت. الذي نسج من ذلك الخيط.
فخيوط بيت العنكبوت من منظور علمي حريرية دقيقة جداً. يبلغ سمك الواحدة منها في المتوسط واحداً من المليون من البوصة المربعة.

أو جزءاً من أربعة آلاف جزء من سمك الشعرة العادية في رأس الإنسان. وهي علي الرغم من دقتها الشديدة فهي أقوي مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتي الآن. ولذلك أطلق العلماء عليه اسم الفولاذ الحيوي أو الفولاذ البيولوجي أو البيوصلب. وهو أقوي من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرة. ومن الألمنيوم 29 مرة وتبلغ قوة احتماله 300.000 رطلا للبوصة المربعة. فإذا قدر جدلا وجود حبل سميك بحجم إصبع الإبهام من خيوط العنكبوت فيُمْكِنه حَمل طائرة جامبو بكل سهولة.

أما بَيْتُ الْعَنكَبُوتِ فالنص القرآني المعجز يشير إلي أن عدد من الحقائق المهمة التي منها الوهن المادي حيث إن بيت العنكبوت من الناحية المادية البحتة أضعف بيت علي الإطلاق. لأنه مكون من مجموعة خيوط حريرية غاية في الدقة تتشابك. مع بعضها البعض تاركة مسافات بينية كبيرة في أغلب الأحيان. ولذلك فهي لا تقي حرارة شمس. ولا زمهرير برد. ولا تحدث ظلاً كافياً. ولا تقي من مطر هاطل. ولا من رياح عاصفة. ولا من أخطار المهاجمين. وذلك علي الرغم من الإعجاز في بنائها.. أما الوهن المعنوي فبيت العنكبوت من الناحية المعنوية أوهن بيت علي الإطلاق لأنه بيت محروم من معاني المودة والرحمة التي يقوم علي أساسها كل بيت سعيد. وذلك لأن الأنثي في بعض أنواع العنكبوت تقضي علي ذكرها بمجرد إتمام عملية الإخصاب وذلك بقتله وافتراس جسده لأنها أكبر حجما وأكثر شراسة منه. وفي بعض الحالات تلتهم الأنثي صغارها دون أدني رحمة. وفي بعض الأنواع تموت الأنثي بعد إتمام إخصاب بيضها الذي عادة ما تحتضنه في كيس من الحرير. وعندما يفقس البيض تخرج العناكب فتجد نفسها في مكان شديد الازدحام بالأفراد داخل كيس البيض.

فيبدأ الإخوة الأشقاء في الاقتتال من أجل الطعام أو من أجل المكان أو من أجلهما معا حتي تنتهي المعركة ببقاء عدد قليل من العناكب التي تنسلخ من جلدها. وتمزق جدار كيس البيض لتخرج الواحدة تلو الأخري. ويكرر من ينجو منها نفس المأساة التي تجعل من بيت العنكبوت أكثر البيوت شراسة ووحشية. وانعداما لأواصر القربي. ومن هنا ضرب الله تعالي به المثل في الوهن والضعف لافتقاره إلي أبسط معاني التراحم بين الزوج وزوجة. والأم وصغارها. والأخ وشقيقه وشقيقته.. ومن هنا فإن الضعف في بيت العنكبوت في ضعف الترابط الأسري بين أعضائه.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق