حضت الشريعة الاسلامية على التراحم والمودة وحسن التعامل بين الناس _وينفى ذلك عن المسلم كثرة دعائه باللعن لخلق الله
واللعن _عرفه اهل العلم انه هو الدعاء بالابعاد والطرد من رحمة الله وهو يُعد من ابلغ الاساءات فى الاسلام
ومن عواقب اللعن ان صاحبه يخرجون عن طائفة الشفعاء لاخوانهم يوم القيامة وان اتصفوا بصفة الصلاح والتقوى فى الدنيا _ففى تلك الحالة من كان لعاناً وان كان من اهل الصلاح لا يشفع للعصاة والمذنبون من اخوانه
وليس هذا فقط وانما لا يكون من الشهداء وقد اختلف اهل العلم فى تفسير الشهداء فى هذا الحديث فتفرقوا على ثلاثة اقوال _الاول اى ان الانسان الذى يدعو باللعن على الناس لا يُرزق بالشهادة فى سبيل الله _وقيل فى معنى اخر انهم لا يؤخذ منهم الشهادة على الامم بتبليغ رسلهم يوم القيامة والثالث انهم قد يكونوا اولائك الذين لا تُقبل شهادتهم فى الدنيا لفسقهم
وكان ذلك مصداقاً لما ورد فى حديث مسلم _"أنَّ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مَرْوَانَ بَعَثَ إلى أُمِّ الدَّرْدَاءِ بأَنْجَادٍ مِن عِندِهِ، فَلَمَّا أَنْ كانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَامَ عبدُ المَلِكِ مِنَ اللَّيْلِ، فَدَعَا خَادِمَهُ، فَكَأنَّهُ أَبْطَأَ عليه، فَلَعَنَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَتْ له أُمُّ الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ، فَقالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يقولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لا يَكونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَومَ القِيَامَةِ"
اترك تعليق