قال تعالي :" "مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارى مِّن مَّاء غَيْرِ آسِني وَأَنْهَارى مِن لَّبَني لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارى مِّنْ خَمْري لَّذَّةي لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارى مِّنْ عَسَلي مُّصَفًّي وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةى مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدى فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ""سورة محمد: 15
وفي سورة النحل الآيتين 68 و 69قال الله تعالي: "وَأَوْحَي رَبُّكَ إِلَي النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ* ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابى مُّخْتَلِفى أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمي يَتَفَكَّرُونَ".
يقول الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الدعوة جامعه الازهر سابقا .. للعسل ولمصدره المتمثل في النحل حضور مميز في القرآن الكريم والسنة المطهرة فقد وردت مفردة العسل في سورة محمد في وصف انهار الجنة ( وانهار من عسل مصفي ) اما النحل كمصدر للعسل فقد ورد في قوله تعالي "وأوحي ربك إلي النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشونپ ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس أن في ذلك لايات لقومپ يتفكرون ".. ويعتبر نحل العسل من أهم أنواع النحل وأشهرها وتعزي شهرته لفوائده العظيمة التي يجود بها على بنى البشر.
العسل مهدأ ومغذي ويحارب الفطريات، و يساعد علي ليونة الأنسجة، و بقاء الكالسيوم بالجسم، مضاد للبكتريا، ومفيد للمشاكل الداخلية والخارجية للجسم، و يدعم الجهاز المناعي.
والعسل هو مادة غذائيّة طبيعيّة حلوة لَزِجة القوام، يُنتجها النّحل، ويُنتِج النّحل العسلَ من إفرازاتي نباتيّة سُكّريّة "رحيق الأزهار" من خلال عمليّاتي مُنظَّمة ونشاطي أنزيمي خاصّ، ويحصل على شكله النّهائى بعد تبخُّر الماء.
و يتمُّ تخزين العسل فى هياكل شمعيّة تُسمّى "أقراص العسل"، يُنتِج النّحل مجموعةً مُتنوّعةً من العسل يختلف فى اللون والطّعم والرّائحة "حسب مصدر غذاء النّحل"، وبسبب الطّلب والاستهلاك البشرى فى جميع أنحاء العالم. يتمُّ جمع العسل بكمياتى تجاريّة من مُستعمرات النّحل البريّة، أو من خلايا النّحل المُستأنسة، وهى ممارسة معروفة باسم "تربية النّحل".
اما عن القيمة الغذائيّة للعسل فيقول الدكتور الصاوي:
يُوفِّر العسل 46 سعراًِ حرارياً فى وجبة من ملعقة طعامى واحدة "15 مل" تعادل 1272 كيلو جول لكل 100 غرام، ويحتوى العسل على المعادن الطّبيعيّة والفيتامينات التى تُساعد على استقلاب الكولسترول غير المرغوب فيه والأحماض الدهنيّة، وبالتّالي منع السُّمنة وتعزيز صحةً أفضل، كما يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات وهي B6، الثيامين، النياسين، الريبوفلافين، حمض البانتوثنيك وبعض الأحماض الأمينيّة.
وتشمل المعادن الموجودة فى العسل الكالسيوم والنّحاس والحديد والمغنيسيوم والمنغنيز والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم والزنك، كما يُعدُّ العسل من أغنى المواد الطبيعيّة بالأحماض الفينولية والفلافونويد، التى هى مصدر لمضادات الأكسدة الطّبيعيّة الخالية من الدّهون والكولسترول.
وهناك العسل المخلوط: وهو يختلف فى مصدر الأزهار، أو اللون، أو النّكهة، أو الكثافة، أو المنشأ الجغرافي.
والعسل مُتعدّد الأزهار يشتقّى من رحيق العديد من أنواع الزهور، وقد يختلف الطّعم من سنة إلي أُخري، ويُمكن أن تكون الرّائحة والنّكهة أكثر أو أقل كثافةً، اعتماداً علي الزّوائد المُنتشرة.
والعسل أُحادي الزّهرة من رحيق نوعي واحدي من الزّهور، والعسل الصافي يسرع عملية التئام الجروح والحروق حيث يجدد خلايا البشرة، ويخفف الألم سريعاً.. ويعمل على تقليل مُدّة الإسهال، ويمنع حُموضة المعدة.. مُكافحة الالتهابات.. تخفيف أعراض البرد والسُّعال.
واستبدال السكر الصّناعى في النّظام الغذائي.و العسل يساعد فى انخفاض ضغط الدم الوريدي،وقد أظهر العسل نشاطاً مُضاداً للورم فى سرطان المثانة.
ويُمكن للعسل الطّبيعى أن يلعب دوراً مُهمّاً فى علاج آلام الصّدر والإرهاق والدّوار، وربما يرجِع ذلك إلى المحتوى العالى من الطّاقة الغذائيّة للعسل الذى يُوفِّر السُّعرات الحراريّة المُتاحة على الفور بعد الاستهلاك.
وقد شُوهدت فوائد العسل أيضاً فى آلام قلع الأسنان والعدوى أو التّسوس بسبب جفاف الفم النّاجم عن الإشعاع.
وقد تبيّن أنّ العسل عامل فعّال جداً لنجاح عمليّات زراعة الجلد.
وهناك من يستخدمون العسل لعلاج أمراض الجهاز التّنفسي، والحصبة، وآلام الدّورة الشّهريّة، واضّطرابات ما بعد الولادة، والعجز الجنسى عند الذّكور، كذلك التهاب البلعوم بسبب آثاره المُضادة للبكتيريا والمُضادة للالتهاب.
وفي دراسة واحدة، أظهر الاستهلاك اليومى للعسل مجموعةً مُتنوِّعةً من الآثار المُفيدة على مؤشرات الدّم ومستويات الدّم من المعادن والأنزيمات ونظام الغُدد الصّماء، يُوصف العسل في بعض الأحيان بأنّه حلّى تجميليّ للبشرة المُتشقِّقة والجافّة.
ويُمكن استخدامه للتّغلب على مشاكل الكبد والقلب والأوعية الدمويّة والجهاز الهضمي.
كما يُستخدم العسل في جميع أنحاء العالم لعلاج أمراض العيون المُختلفة مثل التهاب الجفن، التهاب القرنية، التهاب الملتحمة، إصابات القرنية، الحروق الكيميائيّة والحراريّة للعيون.
وقد ارتبط استخدام العسل في النّوع الأول والنّوع الثّاني من داء السُّكري بمؤشر نسبة السكر في الدم أقل بكثيري من الجلوكوز أو السكروز، وقد تَسبّبَ العسل مقارنةً مع دكستروز في انخفاضي أقلّ بكثيري في مُستويات الجلوكوز في البلازما، كما تَسبّبَ أيضاً في خفض نسبة الدّهون في الدّم ومُستويات الهوموسيستين ومستويات بروتين سي التّفاعلي، وقد وُجِدَ أنّ العسل يُحفّز إفراز الأنسولين. ويُقلّل من مُستويات الجلوكوز في الدّم، ويرفع تركيز الهيموجلوبين.
هذا ويُقلّل العسل من الالتهاب. ويُعزّز الشّفاء، ويُقلّل حجم النّدبة ويُحفّز تجديد الأنسجة، وثبت أنّه يُعالِج الأكزيما والصّدفيّة والقِشرة، وفي التهاب القولون.
وللعسل فائدته كمضاد للالتهابات خالى من الآثار الجانبية الضّارة، وقادر على تثبيط الالتهابات وتوليد الأوعية التّالفة بالإضافة إلى إظهار أنشطة تثبيطى فعّالة ضدّ التّفاعلات الالتهابيّة المُتسلسلة.
اترك تعليق