إذا رأيت كلمة الأبوين، فاعلم أن الآية قصدت الأب والأم، مع الميل لجهة الأب، لأن الكلمة مشتقة من "الأبوة" التي هي للأب وليست للأم.
أما إذا رأيت كلمة "الوالدين"، فاعلم أن الآية قصدت الأب والأم مع الميل لجهة الأم، فالكلمة مشتقة من "وَلَدَ.. ولادة" وهي من صفات المرأة دون الرجل، لذا جاءت كل آيات المواريث وما تعنيه من تحمل للمسئولية والتبعات الجسام بلفظة "الأبوين" ليناسب ذلك الرجل، فهو المسئول عن الإنفاق، وميراثه مصروف، بينما ميراث المرأة محفوظ.
قال تعالي: "ولأبويه لكل واحدي منهما السدسُ مما ترك"، وقوله تعالي: "ورفع أبويه علي العرش".
أما في كل توصية أو مغفرة أو دعاء أو إحسان، فقد اختار القرآن كلمة "الوالدين" لتناسب فضل الأم.. قال تعالي: "ووصَّينا الإنسان بوالديه إحسانا". وقال تعالي: "وقضي ربُك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا".
طرائف لغوية
اجتمع الكسائي عالم النحو واللغة المعروف، والقاضي أبوسيف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري تلميذ أبي حنيفة وناشر مذهبه الفقهي وقاضي القضاة يوماً عند الخليفة هارون الرشيد، وكان أبويوسف يري أن علم الفقه أولي من النحو بالبحث والدراسة، وأن علم النحو لا يستحق بذل الوقت في طلبه، فراح ينقص من علم النحو أمام الكسائي الذي بادره بالسؤال: أيها القاضي لو قدمتُ لك رجلين وقلت: هذا قاتلُ غلامِك، وهذا قاتلى غلامَك، فأيهما تأخذ؟!.
الأول بالضم دون تنوين "قاتلُ" المضاف للاسم بعده "غلامِك" المجرور على أنه مضاف إليه، والآخر بتنوين الضم "قاتلى" وإعماله في الاسم بعده "غلامَك" المنصوب على أنه مفعول به لاسم الفاعل، فأى الرجلين سيأخذه القاضي بالعقوبة ويقيم عليه الحد؟.. فقال القاضى أبويوسف: آخذ الرجلين، فقال الرشيد: بل تأخذ الأول لأنه قتل، أما الآخر فإنه لم يقتل. فعجب أبويوسف فأفهمه الكسائي بأن اسم الفاعل "قاتلُ" إذا أضيف إلي معموله "غلامِك" دلَّ على الماضي وهو قتل الغلام. أما إذا نُون فنصب معمولَه على أنه مفعول به "قاتلى غلامَك" فإنه يفيد المستقبل. أي أنه سيقتل. فاعتذر أبويوسف. وأقرَّ بجدوي النحو وعهد أنه لن ينتقص منه أبداً.
أخطاء لغوية شائعة
يقولون: ساهم فلان فى العمل.. والصواب: أسهم، لأن "ساهم" معناها اقترع وفى القرآن: "فساهم فكان من المدحضين".
يقولون: تعودت على القراءة.. والصواب: تَعودتُ القراءة، لأن الفعل تعوَّد يتعدي بنفسه. ولا يحتاج إلي حرف الجر "على".
يقولون: لم أفعل ذلك إطلاقاً، وصحته: لم أفعل ذلك قط، فالإطلاق ضد القيد.
اترك تعليق