أكد الدكتور إبراهيم علي فرج الباحث والداعية الإسلامي أن الله سبحانه وتعالى أخفى تحديد ليلة القدر لكي نجتهد في رمضان ونجتهد أكثر في العشر الأخير فهي فرصة ودعوة للعمل والاجتهاد تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال: "خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ليخبر بها ذات يوم فاختلف رجلان واحتدا على بعضهما أمام بابه صلى الله عليه وسلم فأنساه الله إياها فقال خرجت لأبلغكم فأنسيتها ولعله خير ؛ ويقصد بالخير هو الاجتهاد في العبادة فإن من طبع الإنسان الكسل فلو عرفنا يقينا موعدها فسنقصر طوال الشهر ونكتفي بساعتين نقضيهما فيها وأعتقد أن من يقصد ليلة بعينها ليقيمها ويجتهد فيها فلن يحظى بفضل الله التام فيها لأن الله أخفاها ليرى جدنا واجتهادنا".
وأضاف: "كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأخير من رمضان أن يجتهد في العبادة أعلى مما يجتهد في غيره فيوقظ أهله ويحيي ليله ويشد مئزره (كناية عن الجد والاجتهاد في العبادة) وكان يعتكف فيه التماسا لفضل الله وطلبا لليلة القدر التي يكون قيامها إيمانا واحتسابا سببا في مغفرة ما سلف من ذنوب"
أما عن الأقوال في محاولة تحديدها فأشار الدكتور إبراهيم علي فرج إلى أنه من العلماء من قال إنها في كل رمضان ومن قال ليلة بدر ومن قال ليلة التاسع عشر. وبداية من الليلة الواحدة والعشرين حتى التاسعة والعشرين ففي كل منها أقوال للسلف الصالح وربما دعم كل منهم كلام بحديث نبوي أما كعب فيقسم أنها ليلة السابع والعشرين للأمارات تظهر في الليل من الهدوء التام وأنها ساجية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا وتخرج الشمس من صبيحتها قرصا أبيض لا شعاع له بسبب وجود الملائكة بين السماء والأرض نهارا فيعكس نور أجنحتهم نور الشمس.
ولفت إلى ضرورة الحرص على وداع الشهر الكريم قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185 آية 185 سورة البقرة.
وأضاف: "ها هو ذا ضيفنا الكريم يوشك على الرحيل فهل نحسن وداعه حتى يذكرنا عند ربنا عز وجل .. إن نفحات الشهر وخيراته لا تنتهي بانتهاء أيامه ولياليه فروحه تسري في عروقنا وزاده يقوينا بقية العام. كتبنا الله جميعا فيمن يقوم ليلة القدر إيمانا واحتسابا وغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا ... اللهم آمين".
اترك تعليق