أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي صحابي من السابقين إلي الإسلام، وهو ابن برة بنت عبد المطلب عمة النبي صلي الله عليه وسلم، وأخو النبي "ص" في الرضاعة .
أسلم أبو سلمة مع عبيدة بن الحارث والأرقم بن أبى الأرقم وعثمان بن مظعون عندما عرض عليهم رسول الله "صلي الله عليه وسلم" آيات القرآن الكريم.. وشهدوا أنه على هدى ونور وكان ذلك قبل أن يدخل النبي عليه الصلاة والسلام دار الأرقم ويدعو فيها، وكان أبو سلمة قد أسلم بعد عشرة مما أسلموا .
وبعد أن علمت قريش بإسلام البعض منهم، أوثقوهم وآذوهم، واشتد البلاء عليهم، وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالا شديدا، ففر أبو سلمة بن عبد الأسد وهاجر مع زوجته أم سلمة هند بنت أبي امية المخزومية إلى الحبشة الهجرة الأولي، وعاد منها مع عثمان بن مظعون بعدما بلغه إسلام قريش وكان هذا الخبر كاذبا، لذلك لجأ إلى خاله أبو طالب فأجاره من كفار قريش من بنو مخزوم الذين جاءوا ليأخذوه فمنعه، فقالوا : يا أبا طالب منعت منا ابن أخيك، أتمنع منا ابن أخينا، فقال أبو طالب : نعم أمنع ابن أختي مما أمنع منه ابن أخي، فقال أبو لهب، ولم يسمع منه كلام خير قط إلا يومئذ حيث قال أبو لهب: صدق أبو طالب . لا يسلمه إليكم.
ثم عاد أبو سلمة فهاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة .. وأنجبت له زوجته خلال الهجرتين ثلاثة أبناء وهم "سلمه وعمر وزينب".
رسول الله صلي الله عليه وسلم ونالوا منهم ما لم يكونوا ينالون من الشتم والأذي، فشكوا إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم واستأذنوه في الهجرة.. فمكث أياما ثم خرج إلي أصحابه مسرورا فقال : "قد أخبرت بدار هجرتكم وهي يثرب .. فمن أراد الخروج فليخرج إليها" فجعل القوم يتجهزون ويتوافقون ويتواسون ويخرجون ويخفون ذلك، فكان أول من قدم المدينة من أصحاب رسول الله "صلي الله عليه وسلم" أبو سلمة بن عبد الأسد وقدم بعده عامر بن ربيعه وامرأته ليلي بنت أبي حثمه، فهي أول راحلة قدمت المدينة.
ولما هاجر النبي صلي الله عليه وسلم الي يثرب، صحبه أبو سلمة وآخي بينه وبين سعد بن خيثمه.
شهد أبو سلمة غزوة بدر مع النبي محمد "صلي الله عليه وسلم" كما شهد غزوة أحد فى شوال سنة 3 هجرية.. فأصيب فيها بجرح غائر فى عضده.. وظل يداويه شهرا بعد العودة إلى المدينة المنورة، ثم أرسل له النبي صلي الله عليه وسلم وعقد له لواء جمع فيه سرية من 150 رجلا من المهاجرين والأنصار للإغارة علي بني أسد، فساروا حتي انتهوا إلى أدنى قطن من مياههم، فأغار على سرح لهم، ثم رجع إلى المدينة بعد بضع عشرة ليلة ولما رجع إلى المدينة انتفض عليه جرحه ..وتوفى من أثر الجرح فى جمادي الآخرة سنة 4 هجرية رضي الله عنه.
اترك تعليق