تراجعت أسهم البنوك بشكل حاد في أوروبا، اليوم الجمعة، مع تضرر سهمي دويتشه بنك ومجموعة (يو.بي.إس) من المخاوف من أن أسوأ المشاكل في القطاع منذ الأزمة المالية عام 2008 لم يتم احتواؤها بعد.
هبط سهم دويتشه بنك لليوم الثالث بأكثر من 11 بالمئة بعد قفزة حادة في تكلفة التأمين من مخاطر التخلف عن السداد في وقت متأخر أمس الخميس.
خسر سهم البنك الألماني خُمس قيمته حتى الآن هذا الشهر، وقفزت تكلفة مقايضات التخلف عن السداد، وهي شكل من أشكال التأمين لحاملي السندات، إلى أعلى مستوى في أربع سنوات اليوم الجمعة، بناء على بيانات من (ستاندرد اند بورز ماركت إينتيليجنس).
اهتز القطاع المصرفي العالمي منذ الانهيار المفاجئ لاثنين من البنوك الإقليمية الأميركية هذا الشهر. وأكد صناع السياسة أن الاضطرابات تختلف عن الأزمة المالية العالمية قبل 15 عاما، قائلين إن البنوك لديها رأس مال أفضل وإن الأموال متاحة بسهولة أكبر.. لكن المخاوف انتشرت بسرعة، وسارع بنك يو.بي.إس إلى الاستحواذ على كريدي سويس يوم الأحد بعد أن خسر البنك السويسري المتعثر ثقة المستثمرين.
ووفقا لمصدرين مطلعين، تتسابق السلطات السويسرية وبنك يو.بي.إس على الانتهاء من عملية الاستحواذ في غضون شهر في محاولة للاحتفاظ بعملاء وموظفي كريدي سويس.
قالت مصادر منفصلة لوكالة رويترز إن يو.بي.إس تعهد بصرف حوافز إضافية لموظفي إدارة الثروات في كريدي سويس في آسيا لوقف هجرة الموظفين المهرة.
خفضت مجموعة جيفريز للسمسرة توصيتها بشأن سهم يو.بي.إس إلى "احتفاظ" من "شراء"، قائلة إن الاستحواذ على منافسه السابق سيغير وضع أسهم البنك، التي كانت تستند إلى انخفاض مستوى المخاطر والنمو الأساسي وعوائد رأس المال المرتفعة.
ذكرت "كل هذه العناصر، التي اشترى مساهمو يو.بي.إس الأسهم على أساسها، قد ولت، وربما لسنوات".
وبشكل منفصل، أفادت بلومبرغ نيوز بأن بنكي كريدي سويس ويو.بي.إس من بين بنوك خاضعة للتدقيق في تحقيق تجريه وزارة العدل الأميركية حول ما إذا كان متخصصون ماليون قد ساعدوا الأثرياء الروس على التهرب من العقوبات.
وانخفض سهم يو.بي.إس ستة بالمئة اليوم الجمعة.. وانتشرت أوجاع المستثمرين في جميع أنحاء القطاع المصرفي مع تراجع مؤشر البنوك الأوروبية الكبرى 4.6 بالمئة وهبوط أسهم البنوك البريطانية أربعة بالمئة لتسجل انخفاضا للجلسة الثالثة على التوالي.
أشار كريس بوشامب كبير محللي السوق في آي.جي "ما زلنا على حافة الهاوية ننتظر سقوط قطعة دومينو أخرى، ومن الواضح أن دويتشه بنك هو القطعة التالية في أذهان الجميع (بشكل منصف أو غير ذلك)".
اترك تعليق