ذكر المن والسلوي في ثلاث سور من القرآن الكريم البقرة ايه 56 . والاعراف 159. وطه 79.

"المن والسلوي" هما اللذان أنزلهما الله تعالي علي بني إسرائيل . كما جاء في قوله تعالي "وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَي" سورة البقرة 57.

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "كان المن ينزل عليهم علي الأشجار فيغدون إليه فيأكلون منه ما شاءوا".

وذلك اثناء فترة التيه التي تعرضوا لها وهي إحدي عقوبات الله تعالي لهم علي مخالفة أمره . وأمر الله نبيه ورسوله موسي عليه السلام ان يطالبهم بالجهاد ضد الجبابرة في فلسطين فلما تخلفوا عن أمر من أوامر الله وهو وعدم اتباع نصائح نبيهم. عاقبهم الله بالتيه والضياع 40 سنة . فسار موسي بقومه في سيناء. وكانت صحراء ليس فيها شجر يقي من الشمس. ولا طعام ولا ماء. وأدركتهم رحمة الله فساق إليهم المن والسلوي وظللهم الغمام . فكان الله تعالي يطفئ عطشهم بالسحب الداكنة الممطرة. ويزيل جوعهم بالمن والسلوي. 

وقال قتادة: كان المن ينزل عليهم في محلهم سقوط الثلج وهو أشد بياضا من اللبن وأحلي من العسل . يسقط عليهم من طلوع الفجر إلي طلوع الشمس يأخذ الرجل منهم قدر ما يكفيه يومه . فإذا تعدي ذلك فسد ولم يبق حتي إذا كان يوم سادسه يوم جمعته أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه لأنه كان يوم عيد عندهم لا يشخص فيه لأمر معيشته ولا يطلبه لشيء وهذا كله في البرية.

وحلوي المن هي مادة لزجه حلوة المذاق. يميل لونها للأخضر. تفرزها بعض أشجار الفاكهة تجمع من أوراق شجرة البلوط وهي عبارة عن إفرازات حشرة المن علي هذه الأوراق. يتم تجميعها من الأشجار علي شكل كتل كبيرة. ثم تصنع في مصانع الحلويات بعد أن تغربل ويتم تصفيتها.

يقال أيضا عن المن أو كما يطلق عليها "من السما" أو "ندي السماء" أو "العسل السماوي" انها مادة شبيهة بالدبس تنتج من أشجار الجوز المتقدمة في العمر وشجر البلوط وشجرة لسان العصفور وبعض الأشجار المختلفة التي تنمو في الأماكن المرتفعة في فصل الخريف .و تتواجد حشرة صغيرة فوق جذوع هذه الأشجار تسمي المن وهي حلوي لذيذة لها تاريخ قديم.

وعن ابي سعيد بن زيد حدثنا مسلم واخرجه البخاري ومسلم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم : "الْكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ" الذي أنْزَلَ اللَّهُ علَي مُوسَي. وماؤُها شِفاءى لِلْعَيْنِ.

الكَمْأَةُ نَوعى مِن النَّباتِ لا وَرَقَ له. ولا ساقَ. يَخرُجُ في الأرضِ بدونِ زَرعي. ويَكثُرُ في أيَّامِ الخِصبِ. وكَثرةِ المَطرِ والرَّعدِ.

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّي اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ "الكَمْأَةَ منَ المَنِّ". يَعني: المَنَّ الَّذي أُنزِلَ علي بَني إسْرائيلَ وأنَّها مِمَّا مَنَّ اللهُ تعالي به علي عِبادِه. فهي وإنْ لم تكُنْ مِن نَوعِ المَنِّ حَقيقةً إلَّا أنَّها تَجتَمِعُ معَه في المَعني. مِن حيث إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ مَنَّ بها مِن غَيرِ بَذْري ولا تَعَبي. كما منَّ علي بَني إسْرائيلَ بالمَنِّ.

وأخبَرَ صلَّي اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ماءَها شِفاءى للعَينِ. قيلَ: إنَّ ماءَها مُجرَّدًا يُوضَعُ في العَينِ. فيكونُ سَببًا للشِّفاءِ بإذْنِ اللهِ.

ويجمع خبراء التغذية ان المن في كل هذه التفسيرات مفيد للأمراض الصدرية ويهدئ السعال. ويقي من التهابات الجهاز الهضمي والأمعاء. ويخفف من حدة الآلام العصبية. ويحمي من الإمساك ويساعد في عملية الهضم لاحتوائه علي الألياف كما يقي من العطش في أيام الحر الشديد. وهو مفيد للكبد وينشط عمله. ومفيد للذاكرة ويعمل علي تقويتها خاصة عند كبار العمر.. ويقي من السرطان

اما السلوي فهي نوع من انواع الطيور صغيرة الحجم أكبر من العصفور وأصغر من الحمام ويقال انه "السمان " الذي يحتوي علي فوائد عظيمة وبروتين حيواني خالص قليل الدسم.

المن والسلوي

Previous Next