تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تميزها في الاهتمام بالتراث العربي والعالمي بإطلاقها فاعليات أيام الشارقة التراثية للعام العشرين علي التوالي لتجسد عمليا الوعي المستنير لحكامها الذين أخذوا علي عاتقهم اشاعة البهجة والسعادة والحفاظ علي موروث القيم والعادات والتقاليد واعادة بثها بوسائل متنوعة لاتخلو من الابهار واحيائها لتترسخ من جديد في ذاكرة الاجيال الجديدة .
برامج وفعاليات إيام الشارقة تستمر حتي ٢٠ مارس الجارى في كل مدن الإمارة بمشاركة ٤٢ دولة من بينهم مصر ونحو ٤٠ جهة ومنظمة عالمية مهنية بالتراث والفلكلور والصناعات الحرفية التقليدية والتعليم والتدريب وعشرات الباحثين والخبراء من مختلف بلدان العالم.
وتضمنت فاعليات اليوم الثاني للبرنامج الفكري يوم أمس في متحف بيت النابودة أولى جلسات المقهى الثقافي، لمناقشة آفاق "استلهام التراث في الإبداع المسرحي" على الصعيدين المحلي والعربي، وتحدث فيها كل من الباحث التشكيلي والمسرحي الإماراتي الدكتور محمد يوسف، والناقد المسرحي السوداني محمد سيد أحمد، وقدمها وأدارها الكاتب المسرحي المصري مجدي محفوظ.
واستعرضت الجلسة حضور التراث في العمل المسرحي العربي، وكشفت بعض الجهود والتجارب العربية للبحث عن هوية واضحة وذات دلالة للمسرح العربي من خلال التراث واستلهام مكوناته وعكسها على خشبة المسرح بصورة فنية ذكية، كما إنطلقت فعاليات بطولة الألعاب العالمية "أولومبياس" بجانب ساحة التراث في قلب الشارقة وبالتعاون مع منظمة أوليمبياس للألعاب الشعبية في إيطاليا، بإعتبار الألعاب الشعبية من أهم ركائز التراث الشعبي في المجتمع، وتعبر عن جوانب عديدة من خصائصه الثقافية والحضارية وتعكس معالم مهمة من ذاكرته ووجدانه الجمعي المنقول عن الآباء والأجداد على مر الزمن، كما أنها تسهم في إثراء النمو الإيجابي والطبيعي للطفل وتحقق اتزانه من الناحيتين النفسية والجسدية، فضلاً عن كونها تحفز من نشاطه الذهني والبدني انطلاقًا من روح وتراث بيئته المحلية وقيم ماضيه الأصيل، وتمنحه في الوقت نفسه فرصًا كثيرة للتعلم والتطور مهاريًا ومعرفيًا، وهو ما يسهم في تقليل أثر الألعاب الإلكترونية الحديثة على الأطفال، ويحد من إدمانهم على استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
بينما تشهد مدينة كلباء اليوم انطلاق فعاليات أيام الشارقة التراثية، والتي ستعقد في القرية التراثية بالمدينة خلال الفترة من 4 إلى 11 مارس الجاري وبمشاركة 10 جهات حكومية، والعديد من مشروعات الأسر المنتجة، ويتضمن برنامج الفعاليات تنظيم عدد من الورش الفنية والتراثية المنوعة للأطفال، بالإضافة إلى أنشطة ركن الأطفال وقرية الطفل، والمسرح، فيما سيعقد المقهى الثقافي سلسلة من المحاضرات الثقافية والتراثية، بالإضافة إلى شرح للدبلومات المهنية المقدمة من الإدارة الأكاديمية.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية أنه يتم إعداد وتنظيم المهرجان كل عام قبل انطلاقه بنحو ثمانية شهور علي الاقل لذلك تجد فان حجم الجهود المبذولة اثمرت نحو ٣٨٥ فاعلية متنوعة فضلا عن اعداد البنية التحتية في كل المدن استعدادا لمشاركات بلغت هذا العام ٤٢ مشاركة لدول العالم و٤٥ جهة حكومية و٧ منظمات ومعاهد دولية ليشكلون مع مئات المشاركين تظاهرة ضخمة تحت شعار "التراث والابداع".
وقال ان الجديد هذا العام متعدد ومتنوع يأتي في مقدمته بطولتين الاولي للألعاب الشعبية بالتعاون مع منظمة إيطالية متخصصة والثانية بطولة الدامة وهي لعبة شعبية وعالمية تشبه الشطرنج نعمل علي تنشيط ممارستها بعد انحسارها، مضيفا أنه لدينا اربع أنماط بيئية في الامارات .. الجبليه والصحراوية والبحرية والزراعية ونعمل علي إبراز الموروث الثقافي القديم ونقدم من خلال انشطة متعددة طبيعة مكونات الحياة فيها وهناك ٨٥ محل يقدم أطعمة متنوعة محلية وعالمية والعديد من المحلات والاكشاك الأخرى تقدم المنتجات اليدوية لمختلف الثقافات المحلية وقرية تراث العالم تضم محال اخرى للمنتجات العالمية .. واعددنا مسرح ضخم يستوعب ٥٠٠ مقعد لعرض فنون الفلكلور من جانب ١٥ فرقة عالمية و٧ فرق من الجاليات العربية والاجنبية بالإمارات وهناك ٦ معارض راقية للمنتجات من الازياء والذهب والمجوهرات والخزف فضلا عن انتاج مشاريع معهد الشارقة للتراث .. كما اعتدنا اول مدرسة من نوعها للحكاية الدولية تقدم اطروحات للصغار والكبار وقصص يتبارى فيها الحكواتي مع الجماهير وبها ورش تعليمية متنوعة عن السرد والحكي وصناعة الوسائل المساعدة في هذا الشأن.. كما يقدم مركز التراث العربي برنامج حافل من خلال خبراء وباحثين في الثقافة والتراث والتاريخ المحلي والعالمي وهناك مطبخ الايام التراثية الذى يتبارى فيه طهاه محترفين لتقديم اطباق من مختلف البلدان بتفاعل ومشاركة الجمهور
وأكد أن هناك عناية خاصة بالخدمات اللوجستية لتامين راحة الرواد منها توفير مواقف عديدة للسيارات في منطقة قلب الشارقة وتسهيلات مميزة لخدمة أصحاب الهمم ودعم الحضور القوى للمرأة والطفل دون تمييز مشيرا الي ان مابين ٨٠ و٩٠ % من المنظمين والمشاركين شباب وهو مايسهم بفاعلية ويجسد ضمانه حقيقية للحفاظ علي التراث ودعم المبدعين عبر الاجيال المتعاقبة.
اترك تعليق