أشاد خبراء السياسة بإعلان السودان ومصر الاتفاق علي تسهيل منح تأشيرات الدخول لمواطنى الدولتين وتسهيل الإقامات وتصاريح العمل بينهما، حيث تم هذا الاتفاق خلال ختام اجتماعات "الدورة الخامسة للجنة القنصلية الدائمة بين السودان ومصر" التى انعقدت بالخرطوم، وهى "تفاهمات توصل إليها الجانبان بعد التداول حول موضوعات الحريات الأربع، إلى جانب مواصلة التعاون فى مجالات التعليم العالى" وفتح آفاق للتعاون فى مجالى القضاء والطيران المدنى.
أكد الخبراء أن ذلك سينعكس إيجابيًا على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية للدولتين ويساهم فى إحياء العلاقات التاريخية الوطيدة والراسخة بين الدولتين آملين أن تنعكس هذه الجهود إيجابيا على تنسيق وتوحيد الموقف بين البلدين فيما يتعلق بقضية سد النهضة.
يري دكتور إكرام بدر الدين "أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة" أن هذا الإتفاق يكتسب أهمية خاصة فى الوقت الراهن فى ظل التحديات العالمية العديدة وتبعات الحرب الروسية الأوكرانية بمختلف أبعادها، مما يعظم من قيمة تنسيق الجهود مع الدول الشقيقة مثل دولة السودان بما يصب فى صالح البلدين.. مشيرًا إلي أن هذه التنسيقات أو التعاون بين البلدين سينعكس إيجابيًا على جميع المستويات السياسية والإجتماعية والإقتصادية والأمنية، كما أن تسهيل الإنتقال والتواصل بين البلدين سواء على مستوى الأفراد أو السلع والبضائع سيفتح آفاقًا جديدة للتعاون والتبادل التجارى.. مشيرًا إلى أن دولة السودان دولة ذات أهمية كبرى بالنسبة لمصر والعكس صحيح.. حيث أنها من دول الجوار، وبالتالى فالأمن القومى لمصر والسودان مرتبط ببعضه البعض وكلاهما يؤثر على الآخر، وبالتالى فإن توطيد العلاقات بين الدولتين أمر مطلوب وحتمى.
أضاف "بدر الدين" أن هناك علاقات تاريخية وممتدة تربط بين مصر والسودان فضلًا عن وجود نهر النيل والانتماء العروبى الذى يزيد من ترابط الدولتين معًا، وكذلك فإن تعزيز أطر التعاون يعد أمرًا إيجابيًا فى ظل وجود جالية سودانية كبيرة فى مصر، يتم معاملتها مثل المصريين وتوفير العديد من التسهيلات لها، وبالتالى فإن تسهيل منح تأشيرات الدخول لمواطنى الدولتين وتسهيل الإقامات وتصاريح العمل بينهما يدعم العلاقات الودية بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبى.. مشيرًا إلى أنه يأمل فى أن تنعكس هذه الجهود إيجابيا على تنسيق وتوحيد الموقف بين البلدين فيما يتعلق بقضية سد النهضة.
من جانبه أكد دكتور عبد الرحمن عبد العال "أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف" أن مصر والسودان تجمع بينها علاقات وطيدة وقوية، وبالتالي فإن تحقيق مزيد من التكامل بين الدولتين ودعم العلاقات الإجتماعية بين الشعبين من وقت لآخر يمثل خطوة مهمة جدًا سواء على الصعيد الأمنى أو الإجتماعى أو السياسى أو الاقتصادى، خاصة وأن السودان تمر بظروف صعبة وتشهد حالة من عدم الاستقرار السياسى والإقتصادى، وبالتالى فإن تسهيل منح تأشيرات الدخول لمواطنى الدولتين وتسهيل الإقامات وتصاريح العمل بينهما، يمثل احتواء من مصر للأوضاع السودانية كما يساهم في مواجهة التدخلات الخارجية فى السودان، وكذلك فإن هذه الخطوة لها اعتبارات متعددة حيث تمثل دولة السودان عمقًا استراتيجًا للأمن القومى المصرى والعكس صحيح وبالتالى فإن أى توطيد للعلاقات بين الدولتين سيعود بالنفع عليهما ويساهم فى الحفظ على طبيعة العلاقات وسد أى ثغرات فيها.
أضاف أنه يأمل فى أن تنعكس هذه الجهود إيجابيا على قضية مياه النيل وسد النهضة بحيث يتم توحيد الموقف بين البلدين تجاه أثيوبيا، كما يأمل أيضًا أن يساهم تسهيل منح تأشيرات الدخول لمواطنى الدولتين وتسهيل الإقامات وتصاريح العمل بينهما فى دعم التبادل التجارى والتعاون الإقتصادى مما يساعد على توفير مزيد من فرص العمل وتحقيق مزيد من التنسيق السياسى بحيث تكون السودان ظهيرًا استراتيجيا وسياسيا لمصر.
أوضحت دكتورة سالى عاشور "أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومي للبحوث الإجتماعية الجنائية" أن دولتى مصر والسودان ترتطان بشكل وثيق منذ قديم الزمان وقد كانت الدولتان تمثلان إقليمًا جغرافيًا واحدًا قبل ثورة 1952، وكان الإقتصاد المصرى حنيها يعد أقوى اقتصادات العالم، ورغم انفصال الدولتين إلا أن الروابط والمصالح المشتركة بينهما ما زالت قائمة وراسخة والعلاقات التنمموية ما زالت متواصلة فضلا عن وجود علاقات صلة قرابة بين الشعبين ووجود جالية سودانية كبيرة فى مصر منها من هو مقيم بشكل قانونى ومنها لاجئن ومهاجرون، وبالإضافة إلى ذلك فهناك روابط ثقافية ولغوية ودينية تربط بين البلدين فعلى سبيل المثال نجد أن أهالى أسوان والنوبة يتشابهون كثيرا فى عاداتهم وتقاليدهم مع الشعب السودانى، وبالتالي فإن اتاحة مزيد من التسهيلات فيما يتعلق بانتقال الأفراد وتسهيل الإقامات وتصاريح العمل هو خير سبيل لإعادة لم الشمل وتحقيق التكامل وتدعيم الإقتصاد.
أضافت أن مصر منذ قديم الأزل تمنح العديد من التسهيلات للشعب السودانى وبالتالى فإن ما جاء فى اجتماعات "الدورة الخامسة للجنة القنصلية الدائمة بين السودان ومصر" يمثل إحياء لقوة العلاقات والتكامل فعلى سبيل المثال يمكن أن تستفيد السودان من مصر فى الجانب التكنولوجى، وعلى الجانب الآخر نجد أن السودان تملك مزارع وثروات طبيعية ومواد خام تحتاج للتشغيل وحسن الاغتنام، وكذلك فإن السودان غنية بالثروة الحيوانية فيمكن تعظيم التعاون التجارى معها فى هذا الصدد مما يساهم فى توفير مزيد من اللحوم بمصر وتخفيض الأسعار.
مصر والسودان.. حلم واحد ومصير واحد
خبراء الإعلام: لن يستطيع أحد أن يعبث بعلاقتنا الأزلية
علاقتنا بالأشقاء في السودان.. غير قابلة للاختراق
اترك تعليق