ولد عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الخليفة الزاهد العادل الراشد، بحلوان بمصر سنة 61هـ وأبوه أمير عليها، وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وكان يقال له "أشج بن أمية" لأنه كان بوجهه شجة بسبب دابة ضربته في جبهته وهو غلام، بويع عمر بالخلافة بعهد من سليمان بن عبد الملك وهو ابن عمه، فمكث في الخلافة سنتين وخمسة أشهر، ملأ الأرض فيها عدلاً ورد المظالم إلى أصحابها، وسن السنة الحسنة وكان مضرب المثل في الزهد والصلاح والعدل.
حين تولى الخلافة قدم إليه مركب الخليفة فأبى وقال تكفيني بغلتي، وكان يستشعر عظم المهمة التي حملها فكان بعد رجوعه من جنازة سليمان مغتمًا فسأله مولاه: مالي أراك مغتمًا؟ قال: لمثل ما أنا فيه فليغتم، ليس أحد من الأمة إلا وأنا أريد أن أوصل إليه حقه غير كاتب إلى فيه ولا طالبه مني.
عرف عمر بن عبد العزيز قيمة مال الدولة؛ فلم ينفقه إلا فيما فيه نفع الأمة، وكان يكره التصرف في المال العام بلا ضابط أو رقيب، وكان من نتائج هذه السياسة أن تدفقت الأموال إلى خزينة بيت المال من موارد الدولة المتنوعة التي حافظ الولاة عليها، ورَعَوْهَا حقَّ رعايتها، وكانت كفيلة بأن تقوم بكل مسؤوليات الدولة تجاه أفرادها، وتحسين حياتهم إلى الحد الذي جعله يكتب إلى أحد ولاته: “أن اقضوا عن الغارمين”؛ أي أدوا عنهم دَيْنَهم، فكتب إليه: “إنا نجد الرجل له المسكن والخادم والفرس والأثاث”، فكتب إليه عمر: “إنه لا بد للمرء المسلم من سكن يسكنه، وخادم يعينه، وفرس يجاهد عليه.. اقضوا عنه فإنه غارم”.
وفي يوم دخل عليه جرير بن عثمان الرحبى مع أبيه على عمر بن عبد العزيز فسأله عمر عن حال أبيه ثم قال له: علمه الفقه الأكبر، قال جرير: وما الفقه الأكبر؟ قال: القناعة وكف الأذى.
توفي عمر بن عبد العزيز بدير سمعان (بحمص) سنة 101هـ في 24 رجب ، وله من العمر 39 سنة .
اترك تعليق