تنتشر أمراض المناطق المدارية المُهمَلة على نطاق واسع في أفقر مناطق العالم، حيث تكون سلامة المياه والصرف الصحي وإتاحة الرعاية الصحية دون المستوى الأمثل. وتؤثر أمراض المناطق المدارية المُهمَلة على أكثر من مليار شخص على مستوى العالم وتسببها مجموعة متنوعة من المُمرضات تشمل الفيروسات والبكتيريا والطفيليات والفطريات والسموم.
وهذه الأمراض، بحسب منظمة الصحة العالمية "مُهمَلة" لأنها تكاد تكون غائبة عن جدول أعمال الصحة العالمية، ولا تتلقى سوى القليل من التمويل، وترتبط بالوصم والاستبعاد الاجتماعي. وهي أمراض تصيب السكان المهمَلين وتديم دورة من الحصائل التعليمية السيئة والفرص المهنية المحدودة.
وقد احتفل موقع منظمة الصحة العالمية بهذه المناسبة ملقيا الضوء على كل ما يتعلق باليوم ورسائله وفعالياته، حيث أقرّت جمعية الصحة العالمية في 31 مايو 2021، بموجب المقرر الإجرائي ج ص ع74(18) يوم 30 يناير من كل عام يوما عالميا لأمراض المناطق المدارية المهملة.
وبموجب هذا المقرر الإجرائي، أُعلن رسميا عن تخصيص يوم 30 يناير من كل عام لتحسين الوعي بالأثر المدمر لأمراض المناطق المدارية المهملة على أفقر السكان في العالم. وسيتيح هذا اليوم أيضا فرصة لدعوة كل فرد إلى دعم الزخم المتنامي لمكافحة هذه الأمراض والقضاء عليها واستئصالها.
وقد احتفل الشركاء العالميون في مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة في يناير 2021 بتنظيم فعاليات افتراضية شتى وإضاءة المعالم والمباني البارزة. وبناء على المقرر الإجرائي الصادر عن جمعية الصحة العالمية في العام الماضي، تنضم منظمة الصحة العالمية إلى مجتمع مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة وتضم صوتها إلى الدعوة العالمية.
ويحتفى في 30 يناير بالعديد من الفعاليات، مثل الإعلان عن أول خريطة طريق بشأن أمراض المناطق المدارية المهملة في عام 2021؛ وإعلان لندن بشأن أمراض المناطق المدارية المهملة، والإعلان في يناير عن خريطة الطريق الحالية.
وعربياً.. أضاءت دولة الإمارات 17 مبنى ومعلماً في إمارتي أبوظبي ودبي باللونين البرتقالي والبنفسجي، وهما اللونان الرسميان لليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة.
وبحسب وكالة أنباء الامارات الأمراض المدارية المهملة هي مجموعة من الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها وعلاجها، إلا أنها ما زالت تصيب شخصاً من بين كل خمسة أشخاص حول العالم، بما فيهم مليار طفل، وهناك 20 مرضا ومجموعة من الأمراض التي تندرج تحت مصطلح الأمراض المدارية المهملة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، منها العمى النهري والجذام ووداء الفيلاريات اللمفي، ومرض دودة غينيا، وداء الكلب.
وأضافت الوكالة "ويعاني المرضى المصابون بالأمراض المدارية المهملة من وطأتها الشديدة، فهي منهكة للجسد قادرة على خلق الإعاقات والتسبب بالعمى، وقد تكون قاتلة في بعض الحالات.
وتؤثر هذه الأمراض على الأشخاص الذين يعيشون في فقر وضمن المجتمعات النائية ذات الموارد المتدنية وتضع معظم الأسر بحالة مستمرة من العجز والفقر، ما يكلف الدول النامية خسائر تصل إلى مليارات الدولارات سنوياً.. فيما تتحمل أفريقيا ما يقرب من 40% من العبء العالمي للأمراض المدارية المهملة.
وتلعب جهود التوعية والتأييد مثل اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة دورًا هامًا في ضمان استمرار الزخم وصولًا إلى تحقيق الهدف العالمي بالقضاء على تلك الأمراض، وفقًا لما ورد في خارطة الطريق لمنظمة الصحة العالمية لعام 2030 فيما يتعلق بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة.
واحتفاءً بهذا اليوم، استضافت حلبة مرسى ياس فعالية "سباق الميل الأخير للمشي وركوب الدراجة" للقضاء على الأمراض المدارية المهملة بالشراكة مع حملة مدى، وهي مبادرة بقيادة دولة الإمارات تهدف إلى جمع التمويل اللازم لدعم جهود القضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة، وهما العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي.
وتتجه عائدات الفعالية لدعم صندوق بلوغ الميل الأخير والذي يهدف إلى القضاء على مرضيّ العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الصندوق عام 2017 بالتعاون مع عدد من الجهات المانحة مثل مؤسسة بيل ومليندا غيتس، ومؤسسة إلما الخيرية ومؤسسة هلمسلي الخيرية، وهو عبارة عن مبادرة بقيمة 100 مليون دولار لمدة عشر سنوات يديرها صندوق إنهاء الأمراض المدارية المهملة (END Fund)، وهو الجهة الخيرية الرائدة المعنية بالقضاء على الأمراض المدارية المهملة.
وفي عام 2022 تم اعتماد إعلان أبو ظبي بشأن استئصال داء الدودة الغينية في 23 مارس؛ وقُطعت تعهدات كبرى خلال مؤتمر قمة كيغالي المعني بالملاريا وأمراض المناطق المدارية المُهمَلة، وصدر إعلان كيغالي في 23 يونيو.
ولحملة منظة الصحة العالمية في 2023 رسائل أساسية توجه بها العمل للتوعية ومعالجة هذا الامراض المهملة،حان وقت العمل، فلنعمل معاً للقضاء على أمراض المناطق المدارية المُهمَلة فاعتبرت عام 2023 عام تسليط الضوء على أمراض المناطق المدارية المُهمَلة وما تسببه من معاناة، والدعوة إلى توفير رعاية شاملة وعالمية للمتضررين منها. وتقع علينا جميعاً المسؤولية عن مواجهة جوانب عدم المساواة ووضع حد لهذه الأمراض التي يمكن الوقاية منها تماما.
ينبغي الحفاظ على إتاحة الأدوية ووسائل التشخيص والتكنولوجيات الأساسية في مجال أمراض المناطق المدارية المُهمَلة وتوسيع نطاقها بوسائل منها التبرعات والبحث والتطوير. ويجب على البلدان وبرامج أمراض المناطق المدارية المُهمَلة استخدام الابتكارات التي ظهرت قبل جائحة كوفيد-19 وأثناءها لمعالجة الاضطرابات والتأخيرات التي تعرّض لها تقديم الخدمات.
تركز خريطة طريق المنظمة بشأن أمراض المناطق المدارية المُهمَلة 2021-2030 على قيمة دمج برامج أمراض المناطق المدارية المُهمَلة، وإقامة الروابط مع القطاعات الأخرى (التعليم والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية وصحة الحيوان والبيئة)، وتعميم أمراض المناطق المدارية المُهمَلة في النظم الصحية وخدمات الرعاية الصحية الأولية، وتعزيز الملكية القُطرية والمساءلة.
تستطيع البلدان التغلب على أمراض المناطق المدارية المُهمَلة بزيادة الاستثمار والعمل والتعاون. وبرامج أمراض المناطق المدارية المُهمَلة هي تدخلات عالية المردودية، وبفضل الميزة الإضافية المتمثلة في تبرع شركات الأدوية بالعقاقير، تغدو القيمة مقابل المال وعائدات الاستثمار مواتية للغاية.
والاستثمار في أمراض المناطق المدارية المُهمَلة هو أيضاً استثمار في الحد من الفقر، وفي السماح للناس وأسرهم بأن يعيشوا حياة يتمتعون فيها بصحة أوفر ويحققون إنتاجية أعلى من الناحية الاقتصادية. ويكتسي التمويل المستدام أهمية رئيسية لتخفيف عبء أمراض المناطق المدارية المُهمَلة.
على الرغم من جائحة كوفيد-19 العالمية، أُحرز تقدم خلال العامين اللذين مرا على نشر خريطة الطريق 2021-2030. ويجب أن تواصل البلدان الوفاء بالتزاماتها بتقديم خدمات عالية الجودة في مجال أمراض المناطق المدارية المُهمَلة للسكان المتضررين.
اترك تعليق