لا يجوز للمرأة صيام التطوع دون إذن زوجها
احتكار السلع المدعمة والاستيلاء عليها من الكبائر
لا يجوز للإنسان أن يَشْمَت في نزول المصائب علي أحد
إنفاق الزكاة علي علاج المرضي الفقراء وشراء الأدوية لهم .. جائز
سرقة الأفكار والإبداع في جميع المجالات أمرى تحرِّمه الشريعة الإسلامية
ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها لجنة الفتوي الرئيسة بالدار.
* ما فضل شهر رجب. ولماذا سمي بالأصم؟
** شهر رجب المبارك هو الشهر السابع في التقويم الهجري. وأحد الأشهر الحرم التي عظّمَ الحقُّ سبحانه حُرْمَةَ ظلم الإنسان لنفسه أو غيره فيها. كما نهي المولي سبحانه عنه في غيرها من الشهور والأيّام.. والصوم في شهر رجب يلي في الفضل صوم شهر رمضان المبارك» فقد ورد عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم "أَفْضَلُ الصِّيَامِ. بَعْدَ رَمَضَانَ. شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ. وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ. بَعْدَ الْفَرِيضَةِ. صَلَاةُ اللَّيْلِ".
ويسمي شهر رجب بـ "الأصم. والفرد". لأنه انفرد عن بقية الأشهر الحرم» حيث جاءت متواليات وجاء هو منفردًا. كما يسمي برجب مُضَر» لأن قبيلة مُضر كانت تعظمه.. ويتميَّزُ عن باقي الشهور بحدوث معجزة الإسراء والمعراج يوم السابع والعشرين منه علي المشهور من أهل العلم.
* هل يمكن للمرأة صيام النوافل والخروج للمسجد للصلاة دون إذن زوجها؟
** علي الزوجة أن تستأذن زوجها إذا أرادت أن تتطوع بصيام بعض الأيام المباركة أو بالصلاة في المسجد فقد ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم: "لاَ يَحلُّ لامْرَأَةي أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدى إِلا بِإِذْنِهِ". أي: لا يجوز لامرأة أن تصوم نافلة أو فرضًا موسعًا وزوجها شاهد أي: حاضر. إلا بإذنه» وذلك لأنه قد يكون له إليها حاجة فيمنعه عن ذلك الصوم.
* ما رأي الشرع في الحصول علي السلع المدعمة بغير استحقاق. أو الاستيلاء عليها بطريقة غير مشروعة. أو بيعُها في السوق السوداء. أو احتكارُها؟
** هذا حرامى شرعًا. وكبيرة من كبائر الإثم.. فالاحتكار والاستيلاء إضرار واعتداءى علي أموال المستحقين. وعلي المال العام. وأكلى لأموال الناس بالباطل. ومخالفة لوليِّ الأمر الذي جعل الله تعالي طاعتَه في غير المعصية مقارِنةً لطاعته تعالي وطاعة رسوله صلي الله عليه وآله وسلم.
يقول الله تعالي: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ". فمَن يقومون بهذه الأفعال القبيحة من الاستيلاء علي السلع المدعمة وبيعها توعَّدهم الشرع الشريف حتي يرتدعوا ويتوبوا عن هذا الفساد» فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: "يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ. إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمى نَبَتَ مِنْ سُحْتي. النَّارُ أَوْلَي بِهِ. يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ. النَّاسُ غَادِيَانِ: فَمُبْتَاعى نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا. وَبَائِعى نَفْسَهُ فَمُوبِقُهَا".. وفاعل ذلك يستحق العقوبة القانونية المقررة بجانب ما أعدَّه الله له في الآخرة من العقاب.
* ما رأي الدين فيمن يشمت في الموت؟
** لا يجوز شرعًا للإنسان أن يَشْمَت في نزول المصائب علي أحد سواء في الموت أو غيره من المصائب» فإنها خَصلةى ذَميمة. تأْبَاهَا النفوس المستقيمةُ. ويترفَّع عنها أصحاب المُروءات. لذا نهت عنها الشريعة الإسلامية.. لما ورد عن وَاثِلَةَ بن الأَسْقَعِ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّي الله عليه وآله وسلَّم قال: "لا تُظْهِرِ الشَّمَاتةَ لأخيك فَيَرْحَمَهُ اللهُ ويَبْتَلِيَكَ".. وإنَّنَا نُذَكِّرُ مَن يمارس هذه العادة السيئة مع خلق الله أنَّ سنَّة الحياة التي قرَّرها الله تعالي قاضيةى بأنَّ الإنسان لا يَثْبُت علي حال واحدة» فإنَّه إنَّما يعيش الحياة يومًا حزينًا. وأيامًا مسرورًا» قال الله تعالي: "إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحى فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحى مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ".
* هل يجوز إنفاق الزكاة في علاج المرضي من الفقراء؟
** يجوز الإنفاق من الزكاة علي علاج المرضي الفقراء وشراء الأدوية لهم.. فكفاية الفقراء والمحتاجين مِن المَلْبَسِ والمَأكلِ والمَسْكَنِ والمعيشةِ والتعليمِ والعلاجِ وسائرِ أمورِ حياتِهم هي التي يجب أن تكون مَحَطَّ الاهتمام في المقام الأول.. وذلك يأتي تحقيقًا لحكمة الزكاة الأساسية التي أشار إليها النبي صلي الله عليه وآله وسلم بقوله: "تُؤْخَذُ مِنْ أغنيائهم وَتُرَدُّ عَلَي فُقَرَائِهِمْ". وهذا يَدخل فيه علاجُ المرضي غيرِ القادرين والصرفُ منه علي الخدمة الطبية التي يحتاجون إليها دخولًا أوَّليًّا.
* ما الرأي الشرعي في الوصية وما حكمها وهل هي واجبة التنفيذ؟
** الوصية الواجبة: هي جزء يخرج من مال التركة للمستحقين علي سبيل الوصية بإيجاب القانون سواء وافق الورثة أو رفضوا ذلك. وهي لأولاد الفرع الوارث الميت في حياة أصله. بشرط ألا يكونوا ورثة في الأصل. وهي لازمة قبل تقسيم التركة.
والقانون فَرض للوصية الواجبة ممَّا لا مانع منه شرعًا» فقد أقرَّها بعضُ التابعين والفقهاء المجتهدين. ولا بأس أن يُلزِمَ القانونُ الناسَ بأمري يكون فيه قُربة. وصِلة رحم. ومصلحة لم تمنعها النصوص الشرعية. بل إنَّ فيها ما يشهد لها.. وهناك مبادئ عامة للوصية وهي أنه يشترط لصحة الوصية أَنْ يَكُونَ الموصي بِهِ مَمْلُوكًا لِلْمُوصِي.. ولا تصح الوصية بأكثر من الثلث إلا بإجازة الورثة.. كما لا تصح الوصية لوارث.
* ما رأي الدين في التعدي علي الملكية الفكرية بسرقة الأفكار والإبداع كما هو الحال علي شبكة الانترنت؟
** سرقة الأفكار والإبداع في جميع المجالات أمرى تحرِّمه الشريعة الإسلامية وتحفظ ملكية الأفكار كما تحفظ ملكية الأشياء» فسرقة الأفكار فيها اعتداء علي حقوق الآخرين وضرر لهم. وقد منع الإسلام الضررَ.. فقد حمي القانون الملكية الفكرية لأصحابها في هذه المجالات. وفرض من العقوبات ما يردع المعتدي علي الأفكار والإبداع.
* ما مدي مشروعية المديح النبوي والابتهالات الإسلامية؟
** إن من أسمي وأَجَلِّ وأجملِ ما يُعبِّر به العبد عن حبِّه لخالقه العظيم. ورسوله الكريم: المدح والثناء لأنهما دليلى علي المحبة. وصدق المودة» فالإنسان كلما أحب شيئًا أكثر من مدحه وذِكره. وما لسان المقال إلا معبِّرى عن لسان الحال. وكل شيءي يزداد بالمدح شرفًا. إلا مدح الله ورسوله. فمدحهما للمادح عزّى وشرف. بل ليس أحدى أولي بالمدح والثناء من المولي الجليل. ومصطفاه النبي الكريم.
وفي حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله. مدحت الله تعالي بمدحة. ومدحتك بمدحة. قال: "هَاتِ وَابْدَأْ بِمِدْحَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ".
اترك تعليق