يعانى مجتمعنا مؤخراً من آفة الجريمة التى تتسم بالوحشية الغريبة المتنافية مع الطبائع المصرية السمحة والتى يؤكد علماء النفس والاجتماع انها ترجمة لضعف الوازع الدينى _والفهم الخاطئ للدين _ والتى تتمثل المعطيات فيهما فى الاهتمام بالمظهر دون الجوهر والبعد عن صحيح الدين او افراط بالكلية فى الدين
والارتكان فى اصلاح تلك العوامل المزلزلة لكيان المجتمع دائماً ما يكون على التنشئة الصحيحة والتربية التى المفروضة والتى افتقدها الاباء والامهات نحو اللابناء لانشغالهم بتوفير المادة وجعلها الاولوية لحياة اولادهم
ومن منطلق هذا نستعرض ملخص المنهج الربانى ووصياه تعالى لاصلاح اى مجتمع ضاقت به السبل وانحرف عن الصراط المستقيم والقويم
فحتى لا تتفرق بنا السبل وضع المولى عز وجل خريطة صلاح الفرد والمجتمع فى عشر وصايا قال عنها "فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) سورة الأنعام
وبين المولى عز وجل ان تلك الوصايا العشر هى سبب السعادة والصلاح فى الدنيا والاخرة وقد اُثر عن رسول الله صل الله عليه وسلم انه قد بايع عليها اصحابه
وقد قال تعالى عنها تعالى " ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" _و اورد المولى عز وجل تلك الوصايا فى موضعين فى القرآن الكريم الاول فى ثلاث ايات فى سورة الانعام ثم بشكل اكثر وضوحاً واكثر تفصيلاً فى سورة الاسراء
وتلك الوصايا هى
- عدم الاشراك بالله تعالى ....فقد قال المولى عز وجل فى سورة الانعام "أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا "151 الانعام _وقال فى سورة الاسراء "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ"23
_الاحسان للوالدين فقد قال المولى عز وجل ...فقد قال تعالى "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" الانعام 151 _ وفى سورة الاسراء الاية 23 "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا " _" وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا "(24)
_عدم قتل الاولاد خشية الفقر ..فقد قال سبحانه فى سورة الانعام 151 "وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ" _وفى سورة الاسراء الاية (31) "وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا "
_الابتعاد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ..فقد قال تعالى فى سورة الاسراء 151 "وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ "_فيما قال فى سورة الاسراء الاية 32 "وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً"
_ النهى عن قتل النفس ...سورة الانعام 151 "وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ " _وفى سورة الاسراء الاية 33 قال تعالى "وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا "
_ النهى عن اكل مال اليتيم ...فقد قال تعالى فى سورة الانعام الاية 152 "وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ " _وفى سورة الاسراء (34) قال المولى عز وجل "وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً "
_ وقول العدل، والوفاء بالكيل فقد قال تعالى فى سورة الانعام الاية (152) "َأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى " _وفى سورة الاسراء (35) قال تعالى "َأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً"
_ الوفاء بعهد الله تعالى ...فقد قال فى سورة الانعام الاية 152 "وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا" _وفى سورة الاسراء (34)"وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً "
ونلخص ما جاء تفصيلاً عن الوصايا العشر التى انقسمت بين نواهى واوامر ربانية حيث امر تعالى بالاحسان الى الوالدين وقول العدل والوفاء بالعهد والكيل _ونواهى اشتملت على عدم الاشراك بالله وقتل النفس والاولاد خشية الانفاق واكل مال اليتيم والابتعاد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن
وقد ضمن المولى عز وجل لمن اطاع امره وامتثل له وطبق اوامره وانتهى عن نواهيه بالصلاح والسعادة فى الدنيا والاخرة
اترك تعليق