هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صبغ الشعر بالسواد لا حرج فيه شرعًا.. الإفتاء تجيب

ليس شرطًا أن تكون نتيجة الاستخارة رؤيا منامية 
ليس كل الابتلاء عقوبة.. فقد يكون رَفْعًا للدرجات أو تكفيِرًا للسيئات
نعم.. يجوز إخراج الصدقة لتحصيل أمر دنيوي
من جعل الفاتحة شِعَارَه عند كل مناسبة فاز دنيا وآخرة
الأفضل التسوية بين الأبناء في العطية حال الحياة
المحب لا يري حقوقا لنفسه بل يراها واجبات عليه

ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها الدكتورمجدي عاشور. المستشار العلمي لمفتي الجمهورية. وأمين عام الفتوي السابق.


* أنا شاب في مقتبل العمر وفي رأسي شعر أبيض يوازي الشعر الأسود. وأريد أن أصبغ شعري باللون الأسود» فما حكم ذلك ؟

** أولًا: صبغ الشعر بالسواد هو تغيير لون الشعر بالدهان من لوني أبيض إلي أسود.

ثانيًا: أجمع الفقهاء علي جواز صبغ الشعر بالسواد. بل واستحبابه في حالة الحرب. ليظهر الجنود أكثر شبابًا وجَلَدًا وقوةً ليكون ذلك أهْيَبَ للعدو.

أما في غير ذلك فقد اختلفوا:فذهب الجمهور من الحنابلة والمالكية والحنفية إلي كراهته.. وذهب الحنفية في رأي آخر إلي الجواز. ولو في غير الحرب. وهذا هو مذهب أبي يوسف القاضي. لقول النبي صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَحْسَنَ مَا اخْتَضَبْتُمْ بِهِ لَهَذَا السَّوَادُ. أَرْغَبُ لِنِسَائِكُمْ فِيكُمْ. وَأَهْيَبُ لَكُمْ فِي صُدُورِ عَدُوِّكُمْ".

وقد اختضب بالسواد جماعة من الصحابة» منهم: سيِّدَا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهما وغيرهما. وكان الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر بالخضاب بالسواد ويقول: هو تسكينى للزوجة وأَهْيَبُ للعدو.. غير أنه ذهب الشافعية إلي حرمة صبغ الشعر بالسواد لغير الجنود.

والخلاصةأن الشيب الذي يظهر في الشعر قد يكون لكبر السن وقد يكون لعوامل وراثية. فعليك أولًا أن تذهب للطبيب ليبين لك سبب ذلك» لأن مسألة الشيب هذه قد تحتاج إلي أمور غذائية معينة. ثم بعد ذلك إذا أردتَ أن تصبغ شعرك بالسواد فلا حرج عليك شرعًا. تقليدًا لمن أجاز ذلك من الفقهاء. خاصةً إذا لم يكن في هذا غَرر أو خِداع أو ضَرر لنفسه أو لغيره.

* هل لابد أن تكون نتيجة الاستخارةرؤيا يراها المستخير في نومه؟

** الاستخارة أمر مستحب. وتكون في الأمور المباحة التي لك أن تفعلها أوْ لا تفعلها.. ومعناها: أنك تترك الاختيار في أمورك لله تعالي الذي يعلم السِّرَّ وأَخْفَي.

وليس شرطًا أن تكون نتيجة الاستخارةرؤيا منامية فقط» بل أكبر علامتين بعد الاعتماد الكلي علي الله تعالي هما "انشراح الصدر" مع "تيسير الأمر أو عدم تيسيره".. ولذلك قيل: "التيسير علامة الإِذْن".. بمعني أنك بعد الاستخارة المتكررة إن وجدتَ راحةً في قلبك للفعل مثَلًا ورأيتَ أسبابه مُيَسَّرةً فلتتوكل علي فعله مع الاستعانة بالله عليه.. وإن وجدتَ عكس ذلك فلتنصرف عنه. وسيصرفه الله عنك بإذنه سبحانه.

* هل الأمراض عقوبة من الله للعبد ؟

** الله تعالي رحيم بعباده ومن رحمته أَخْفَي غَيْبَهُ عنهم.. ومن ذلك أنه قد يبتليهم ببعض البلايا كالمَرَض مَثَلًا. ولكن ليس كل الابتلاء عقوبة. بل إما أن يكون رَفْعًا للدرجات أو تكفيِرًا للسيئات. وكلاهما خير للعبد يوم يلقاه .

والذي يطمئن العبد في وقت الابتلاء أن يكون راضِيًا بقضاء الله ويُسَلِّم له الأمر. فإن فعل ذلك كان في كَنَفِ الله ومَعِيَّتِه وحمايته حتي وهو في شدة مرضه. قال الله تعالي في الحديث القدسي:  يا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي "أي لم تَزُرْنِي". قالَ: يا رَبِّ كيفَ أعُودُكَ. وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟ قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ. أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟  .

وأنصح ألا تُفَكِّر في المَرَض هل هو عقوبة أوْ لا؟ ولكن كُنْ راضيًا يكن مرضك وابتلاؤك لك وليس عليك.

* هل يجوز إخراج الصدقة بنية تحصيل أمري دنيوي؟

** نعم.. يجوز إخراج الصدقة لتحصيل أمر دنيوي مباح. كشفاء مريض.. لقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصَّدقةِ" ويقاس علي الشفاء من المرض كل غرض دنيوي مباح. كالنجاح وإصلاح الأولاد والزوجة أو الزوج وتقوية البدن أو الذاكرة.. وكذلك تيسير الأمور. ولكن ينبغي مع هذا كله الأخذ بالأسباب. وأن تقترن الصدقة بالنية لله تعالي.

* هل قراءة الفاتحة عند كل مناسبة جائز شرعًا؟

** ثبت بالحديث الصحيح أن سورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن الكريم.. يقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم لأحد الصحابة:  لأُعلّمنّك سُورةً هي أعظمُ سُورةي في القُرآن قبل أن تخرُج من المسجد . قال: فأخذ بيدي. فلما أردنا أن نخرج. قلت: يا رسول الله. إنك قلت: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن! قال:  الحمدُ لله ربّ العالمين: هي السّبعُ المثاني. والقُرآنُ العظيمُ الّذي أُوتِيتُهُ .

ولفضلها العظيم فُرِضَتْ قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة» في الفرائض والنوافل.. والعلماء نصوا علي استحباب قراءتها عند كل أمر مهم . كالأفراح والبيوع ومواطن الصلح بين الناس ووقت الشدة وعند المقابر» بل هي واجبة في صلاة الجنازة.. ومن جعلها شِعَارَه عند كل مناسبة فقد فاز وربح» دنيا وآخرة إن شاء الله.

* ما حكم التسوية بين الأبناء في العطيةحال الحياة؟

** العلماء اختلفوا في هذا» بين الوجوب والاستحباب..والذي عليه الفتوي أن الأفضل التسوية بين الأبناء في العطيةحال الحياة. ويجوز لأحد الأبوين أن يفضل أحد الأبناء علي الآخرين. خاصة إذا كان لحاجة. كأن يكون مريضًا أو صغيرًا أو في مرحلة التعليم. أو للزواج مثلًا.. وحمل أصحابُ هذا القول أَمْرَ النبي صلي الله عليه وآله وسلم:  اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم  حملوه علي الاستحباب.. ولذلك فلا داعي للتنازع في هذا لأن المال هو مال الوالد أو الوالدة. ولهما التصرف فيه حال حياتهما بما يَرَوْنَ ما دام في غير سَفَهي.

* كيف يمكن للزوجين معرفة واجبات الحياة الزوجية لكل منهما؟

** كلما زادت جرعة المودة والرحمة والحب يري أن كل شيء علي أحد الزوجين واجبًا. وهذا لأن الشخص يفضل هذا الأمر للشخص الذي يحبه.. فالمحب لا يري حقوقا لنفسه بل يراها واجبات عليه. والطرف الآخر سوف يبادله بنفس الأمر. فتري الزوجة أن كل ما يريده الزوج هو واجب عليها وليس حق له.. وعندما يوجد الحب والعشرة وجمالها فيؤدي الزوج واجبه بحب ومن الممكن أن يؤدي أكثر منه لأنه يفعل كل هذا برضي نفس وحب.

ومتي يقول الزوجان أن لهما حقوقا وواجبات عندما يحصل تعارض وندية ولم يحصل التكاملية في هذه الحالة علينا أن نقول الحقوق والواجبات التي تكون بين الزوجين.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق