يلقي الفنان العراقي الكبير جواد الأسدي، غداً، كلمة اليوم العربي للمسرح في افتتاح مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالدار البيضاء، وهي كلمة شديدة العذوبة، شديدة المرارة.
يقول الأسدي: صباح الخير على ممثل دور هاملت في "لا نكون أو كيف سنكون"، عقلانيين، كينونيين، مدنيين، جماليين، معرفيين أم أميين؟ سلفيين، ماضويين، غيبيين، قدريين، معلقين في سماوات الحرائق والهجرة في بحار الغرق والموت على الحافات بحثاً عن بلداني خاليةي من جحيم أدمناه منذ سنوات بعيدة؟
نكون؟ ومن سنكون، وكيف سنكون؟ محشورين على جبل الهاوية في عين قناصي الحرية يمضغون الرصاص والجمال الميت؟ أم في الشوارع المترمدة بالأبناء قديسي الحروب، والأمهات وهن يدبكن على خشبات المسارح الآيلة للسقوط، علهن يرقصن أرواح أولادهن من غيبوبة الأدوار التي لعبوها أمام الحشود في مهرجانات التقمص.
ويتساءل الأسدي في كلمته: هل من أنشودة لأمل منشود؟ هل من مطر علي أرض تعيد خصوبتها؟ هل من غيم يلقي علي البشرية سلاماً أليفاً وشعوباً آمنة؟ هل من عاصفة تكنس الجهلة ولصوص الخراب؟ هل من شمس تشعل العالم برقصة كونية وبشري كونيين، شغوفين ومغرمين بالمسرح، ملاذنا العظيم؟ هل سنة العام القادم سنة مسرح يضيء الدروب بجمهور يزهر ويحتشد ثانية أمام شباك التذاكر، يصيخون السمع للممثلين يهدرون بأداءي مسرحي متفرد تحت شجرة النور في كوكبنا الطيب الذي يتوسل الرحمة والعطف؟.
اترك تعليق