قال الدكتور علي جمعة_المفتي السابق_أنه إذا ترك المسلم سنة نبيه وأمر ربه فهو عاصى، ولكن هناك معصية آدمية، وهناك معصية إبليسية.
لفت فضيلته إلى أن المعصية عندما صدرت عن آدم صدرت بدافع الشهوة والخطأ والنسيان ،وتلاها ندم واعتراف وحوبة وأوبة وتوبة ورجوع وطلب للمغفرة من رب العالمين واستقامة على أمره سبحانه وتعالى واستهداء بهدايته.
أما إبليس فقد كان عامدًا قاصدًا وكان متكبرًا عاليًا وكان قد فعل ما فعل بإصرار ثم بعد ذلك استمر في إصراره وفي تعاليه وتكبره وإبائه ،فعلها وهو يتحدى بها رب العالمين.
تابع فضيلته،لا ينبغي أن نعصي الله سبحانه وتعالى على أي حال ، ولا ينبغي أن نديم على المعصية، فهذا الحال الذي نعيش فيه إنما هو من معاصينا ومن تركنا لأوامر ربنا، ولا ينبغي لمؤمن أن يحول معصيته الآدمية إلى معصية إبليسية فيصدق فيه إبليس ظنه، والمعصية الإبليسية معروفة في بدايتها ونهايتها.
يقول ربنا سبحانه وتعالى ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴾ لم يقل (لا) بل أضاف إلى ذلك وقال ﴿أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴾ فجمع بين الاستكبار ﴿إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ بين الإباء والاستكبار والكفر والعتو وسوء القياس والعلم والجهل المركب ﴿قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴾.
نصح المفتي السابق بضرورة التوبة والاستغفار والحوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى دائما وأبدًا حتى نكون من أهل الخير ومن العباد المخلصين، ولا تحول معصيتك بالإصرار عليها والتكبر بها إلى معصية إبليسية، ولا تفقد الثقة بربك ولا بنفسك عندما تقع خطأ في مثل ذلك ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ﴾.
اترك تعليق