هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

"طلاقة القدرة الإلهية في العطاء والمنع"..موضوع خطبة الجمعة اليوم

حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة الموافق16ديسمبر والتى ستتناول الحديث عن"طلاقة القدرة الإلهية في العطاء والمنع".


من المقرر أن تتناول الخطبة الحديث عن عدة نقاط حددها الدكتور هاني تمام_أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر_عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك وهى كالتالي:

ـ طلاقة القدرة الإلهية لا حدود لها وعلى المسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا أن الله على كل شيء قدير وأن الأمور كلها بيده سبحانه، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
ـ الله تعالى عليم بخلقه، يعلم ما يعلمون، يعطي من يشاء ويمنع من يشاء بحكمته، فربما كان العطاء خيرا لك وربما كان المنع خيرا لك. قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.
ـ خذ بالأسباب فيما تريد وتطلب، وابذل أقصى طاقة لك لتحقيق ذلك، وستثاب على سعيك وأخذك بالأسباب إن شاء الله، ولكن في النهاية ارض بما قسمه الله لك ولا تسخط لو منع الله عنك ما تريد ولم يعطك إياه، بل ارض بذلك ففيه الخير لك. قال تعالى: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا.  
ـ قال ابن عطاء الله رحمه الله:  ربما أعطاك فمنعك، و ربما منعك فأعطاك، و متى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء.
فمن فتْح الله عليك وكرمه لك ورحمته بك أن تفهم عنه الفهم الصحيح في المنع والعطاء، فلا تجزع ولا تسخط على أي شيء فات منك.
ـ قد يكون من علامة محبة الله لك أن يمنع عنك الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ مَنَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُ كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ تَخَافُونَ عَلَيْهِ»
فمن فهم هذا الحديث وعاش به علم مقداره عند ربه؛ فهانت عليه الدنيا بما فيها ورضي عن الله في كل شيء.
ـ يبسط الله الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر، كل ذلك بقدرته وحكمته؛ لعلمه بما يصلح لكل شخص، فلا تقلق فرزقك مكفول على خالقك ، وربما كانت كثرة الرزق سببا في هلاكك. قال تعالى: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ، إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ.

ـ عليك أن تعلم أن هذه الحياة تسير بإرادة الله وحكمته وقهره لكونه، فالملك ملكه يفعل ما يشاء، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. وأن هذه الحياة الدنيا قائمة على الابتلاء والمحن، وأن الإنسان ليس له منها إلا التسليم المطلق والرضا التام؛ لعلمه أن الأمور كلها بيد الله سبحانه؛ لذا قال سيدنا عمر رضي الله عنه: مَا أُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْتُ عَلَى مَا أُحِبُّ أَوْ عَلَى مَا أَكْرَهُ وَذَلِكَ لأَنِّي لا أَدْرِي الْخَيْرَ فِيمَا أُحِبُّ أَوْ فِيمَا أَكْرَهُ.

ـ المسلم الحقيقي من استغنى بالله عن غيره ولم يتعلق قلبه بغير الله عز وجل، وملأ قلبه محبة وصفاء لغيره، ومن عاش كذلك أراح قلبه وعقله وهدأت نفسه. قال صلى الله عليه وسلم: اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا.
 ـ مما يريح القلب والعقل ويجعل النفس تحيا في سكينة وطمأنينة وراحة وتقدر نعم الله عليها ، قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ، وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ.

فمن نظر إلى الأقل منه ازداد قناعة ورضا وتعلقا بالله تعالى وعلم مقدار نعم الله عليه، فعظمها وأحسن استغلالها في مرضاة الله تعالى.

ـ لا تحزن على مفقود ولا تفرح بموجود، فرحا يطغيك وينسيك شكر الله ونعمه عليه، فالأمور كلها مقدرة عند الله منذ الأزل ، وهناك آيتان لو فهمهما الإنسان وعمل بهما لأراح نفسه ، قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ، لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق