ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها الدكتور أحمد وسام. أمين الفتوي بالدار.
* هل يجب علي من يحفظ القرآن أن يعلم أحكام التجويد؟
** المهم في تلاوة القرآن أن يقرأ العبد بتشكيل صحيح وأن يراعي أحكام التجويد. والتجويد يكون بإقامة الحروف بشكل صحيح وما تحتاج إليه من ودود ونحوها. وهذا يحضر بالتعلم.. وعلي الإنسان ألا يتكاسل من تعليم القرآن وتجويده لأن القرآن كلام الله. فسبحانه أرشدنا من خلال أمره النبي-صلي الله عليه وسلم-قال "ورتل القرآن ترتيلا".
وأنصح بأنه ينبغي علي الإنسان ألا يتساهل في هذا الأمر. فالشخص الذي لا يعرف أن يرتل أو يجود تجويدا تاما عليه أن يتعلم أن يجيد التلاوة والتجويد.
* هل يجوز إخراج الصدقة في مصرف غير الذي وكلني به المتصدق؟
** المتصدق يكون موكلا. وهذا الوسيط وكيل. فعلي الوكيل أن يلتزم بما أمره موكله. فلو أعطي له توكيلا عاما بالتصرف في هذا المال كيفما شاء في وجوه الخير فعلي الموكل أن يتصرف كيفما شاء.. أما لو خصص الموكل وقال إن هذا المال يكون في كفالة اليتيم أو لشخص بعينه أو لسقي الماء. فيجب علي الوكيل أن يلتزم بما قاله موكله.
* هل يجوز ضرب الأبناء للمواظبة علي الصلاة؟
** علينا أن نستمر في النصح. لأن الضرب لا يؤدي إلي نتيجة إيجابية ولكن يؤدي إلي نتيجة سلبية وإلي كراهية عمل هذا الأمر. حتي وإن أداه فيؤديه مرغمًا ومقهورًا فلا يؤديه بخشوع.
وهذه المسألة تربوية. والفتوي في هذا الامر تقول إن خلق النبي هداية وأنه كان لا يضرب أحدًا. ولكن كان يعظ كثيرًا ولا ييأس من ذلك.
وكان يعلم أن الهادي هو الله. لقول الله تعالي في سورة البقرة. "إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".
والإنسان يحتاج إلي تربية سوية. وهذا يكون بالترغيب مرة وبالترهيب مرة. ولكن الضرب الذي يؤلم ويؤذي ويترك تشوهات ليس من هدي النبي-صلي الله عليه وسلم-.. وأنصح كل أب أن يدعو أبناءه إلي الصلاة ويحببهم في الصحبة والذهاب إلي المسجد.
* عند الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم هل لابد من ذكر آله وصحبه؟
** سيدنا الامام الشافعي قال "يا آل بيت رسول الله حُبَّكُمُ. فَرضى مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ. يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ. مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ". فآل بيت رسول الله- صلي الله عليه وسلم- لهم مكانة عظيمة وعالية عند الله وعند رسوله وعند أمة المسلمين حتي يرث الله الأرض ومن عليها.. يقول الله- تعالي- في سورة الشوري "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي". فالقربي هنا تعني قربي سيدنا النبي.. وسيدنا أبا بكر كان يحب أن يصل أهل بيت رسول الله- صلي الله عليه وسلم- عن أن يصل أهل بيته. وكان يقول هذا. فالصلاة علي آل البيت تكون منحة.
* ابن سرق من أبيه مبلغًا كبيرًا فهل يجوز حرمانه من الميراث لحفظ حق إخوته؟
** هذه المسألة تحتاج حكمة في الإدارة. وأنصح السائل بأن يحضر هذا الولد لكي يعرف خطأه. ولكي يري وجهة نظره هل هو سرق فعلًا أم أنه يري أن له حقا في هذا المال ولا يعرف يتحصل عليه إلا بهذا الاختلاس.. وهذه القصة اجتماعية أكثر منها أن نعتبرها جناية.
ويجب علي هؤلاء الأشخاص أن يتقدموا للإرشاد الأسري لكي يعالجوا هذا الأمر.
* هل يجوز الاقتراض بضمان الراتب الشخصي لأداء العمرة وزيارة الروضة الشريفة؟
** في مثل هذه الحالة من زيارة الروضة فالمقصود هنا بمن في الروضة أي زيارة النبي-صلي الله عليه وسلم- وهذا يكون بصدد رحلة زيارة والتي تسمي في الفقه بالمنافع. والمنافع في الفقه مثل السلعة. فيجوز للإنسان أن يتمول من البنك لتمويل هذه المنفعة كما يتمول الشخص من البنك لشراء سلعة.
والتعامل مع البنوك هو التمويل فقط. وغير متصور في عقل الفقيه أن البنك يعطي قروضًا. فالقرض يكون عقدا مبنيا علي الرفق والإحسان والتبرع. والبنك لا هو مؤسسة خيرية ولا مؤسسة إرفاق إنما هو مؤسسة استثمارية.. فهو يمنح تمويلات فقط ولا يمنح قروضًا بمسماها الفقهي. فيجوز تمويل المنافع الذي درسه المفتي. وهذه الزيارة تكون من المنافع والمنافع مثل السلع فيجوز تمويل المنافع.
* كيف نجعل قلوبنا في حالة ضراعة لله؟
** علي الإنسان أن يكثر من ذكر الله. يقول الله-تعالي- في سورة الرعد "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".. فالقلوب الضارعة تلين بذكر الله. حتي إن الله عظم شأن الذكر بأنه عظيم. لقول الله- تعالي- في سورة العنكبوت "وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَي عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ".
والنبي- صلي الله عليه وسلم- كان يذكر الله علي جميع أحواله. فكثرة الذكر تصل بالإنسان إلي القلوب الضارعة.
* صليت وأنا علي جنابة وكنت ناسيًا. وكنت إماما في جماعة. فهل صلاتي وصلاة المأمومين صحيحة؟
** صلاة المأمومين صحيحة لكن صلاته هو باطلة. فهو يقضي الصلاة ولكن المأمومين صلاتهم صحيحة.. ويجب علي السائل أن يعيد الصلوات التي صلاها وهو جنب بعد أن يغتسل ويغسل ما بثوبه من جنابة.
* جيراني علي خلاف مع أخ زوجي وقلت لهم إنهم أخطأوا فخاصموني وحاولت أكلمهم كثيرًا ولكنهم لا يردون عليّ السلام فاصبحت لا أتحدث معهم فهل عليّ ذنب؟"
** الآن هم في نوع من أنواع الخصومة. وعليها أن تفعل ما أمر به الله سبحانه وتعالي: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةى كَأَنَّهُ وَلِيىّ حَمِيمى". المهم أن تصفي قلبها من نية الخصومة والقطيعة مع أن الأمر صعب ولذا قال عنه تعالي: "وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظيّ عَظِيمي". فهو إنسان محظوظ عند الله سبحانه وتعالي وهو ليس بحظ هين بل هو حظ عظيم. وأنصح السائلة ألا تجعل هذا الأمر شغلها الشاغل ولكن المهم أن تصفي قلبها من الخصوم والقطيعة. وأحذرها من أن تعيش مع نفسها في جلد الذات وتأنيبها.
* هل التوبة تجزئ عن أداء الصلوات الفائتة؟.. وهل تارك الصلاة كافر؟
** النبي-صلي الله عليه وسلم- أمر بقضاء الفوائت من الصلوات. بقوله "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها متي ذكرها .. وفي حديث آخر قال فيه "اقضوا دين الله فدين الله أحق بالقضاء .. والصلاة في ذمة الإنسان. مثلها كمثل الصيام. فمن ترك صياما وجب عليه قضاؤه. والتوبة تمحو الإثم ولكن لا تسقط الفعل.
والتوبة معناها أن الله- سبحانه وتعالي- يمحو الإثم عن الإصرار علي المعصية والإثم في التكاسل. ولكن يجب قضاء الصلوات.. وأنا ضد من قال علي تارك الصلاة بأنه كافر. وهذه مشكلة كبيرة جدًا. وعلينا أن نقول لهذا الشخص: لا. فتارك الصلاة كان علي معصية لأنه لم يؤدها وإنما هو تكاسل عنها وقصر فيها. وهي تظل دينا عليه واجبا أداؤه.
اترك تعليق