سورة الأنبياء هي سورة مكية، عدد آياتها 121 آية، يعرفها علماء التفسير وأهل العلم بأنها سورة الاستجابة، وذلك لأنها السورة الوحيدة في المصحف التي جاء فيها لفظ الاستجابة، في قوله تعالى"فاستجبنا له"، في أكثر من موضع منها، حيث لم يرد بهذا الشكل في أي سورة أخرى سوى سورة الأنبياء، وذلك وفقًا لبعض علماء التفسير.
أخرج البخاري عن ابن مسعود أنه قال: «بنو إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء هن من العتاق الأول وهن من تلادي »، وعن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب، فأكرم مثواه، وكلّم فيه رسول الله ﷺ، فجاءه الرجل فقال: إني استقطعت رسول الله واديا ما في ديار العرب واد أفضل، وقد أردت أن أقطع إليك قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك، فقال عامر: لا حاجة لي في قطعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا، يريد هذه السورة.
ومناسبتها لما قبلها أن السورة السالفة ختمت بأن الناس قد شغلتهم زهرة الدنيا التي جعلها الله لهم فتنة، وأن الله نهى رسوله عن أن يتطلع إليها، وأمره بالصلاة والصبر عليها، وأن العاقبة للمتقين - وبدأت هذه السورة بمثل ما ختمت به السالفة، فذكر فيها أن الناس غافلون عن الساعة والحساب، وأنهم إذا سمعوا القرآن استمعوه وهم لاعبون، وقلوبهم لاهية عنه.
اترك تعليق