افتتح البابا تواضروس الثاني- بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على هامش احتفال الكنيسة المصرية بعيد الجلوس العاشر لقداسته- أول موقع الكتروني لمسار العائلة المقدسة بتقنية التجول بالواقع الافتراضي " VR " لجميع النقاط التي مرّ عليها السيد المسيح برفقة السيدة العذراء ويوسف النجار داخل مصر.

رافق قداسة البابا خلال الافتتاح أعضاء مؤسسة مصر المباركة للتنمية وإحياء التراث القائمين علي المشروع، وأبدى  قداسته الاعجاب بتقديم مسار العائلة المقدسة بتكنولوجيا متقدّمة تشجّع الشباب لمعرفة تراث بلدهم، مشيرا الى أهمية رحلة العائلة المقدّسة بالنسبة لمصر حيث أن هذا المسار الفريد يقدّم لمصر سياحة ورواجا إقتصاديا وبركة روحية.

وعلي صعيد آخر أبدي الحضور إعجابا بفكرة الموقع الالكتروني بالتقنيات الحديثة التي تقدّم التراث المصري بأحدث التقنيات وبلغات متنوعة في جميع نقاط المسار سواء كانت تقنية الواقع الافتراضي أو عروض الفيديو وكذا الصور والمحتوى المكتوب بدقّة متناهية، فضلا عن شرح كل التفاصيل بلغات سبع .

وقال قداسة البابا: إن مشروع رحلة العائلة المقدسة له أبعاد متعددة ليست فقط من الناحية الدينية والروحية والنُسُكِيَّة فقط بل أيضا هناك أبعاد سياحية وأثرية وتاريخية ووطنية وقومية فضلا عن البعد الاقتصادي.

أضاف: المشروع من شأنه تحقيق جوانب ايجابية متعددة، مبديا سعادته باهتمام مؤسسة مصر المباركة بإنشاء موقع الكتروني يشمل نقاط المسار وترجمة كل خطواته للغات متعددة ليصل لأكبر شريحة من الناس حول العالم .

واشار إلى أن الاضافات التكنولوجية ستجعله اكثر جذبا للصغار والكبار على حد سواء، متمنيا ان يكون للمشروع مكان ثابت يسمح بالزيارة المستمرة على مدار اليو ، وأبدى سعادة شديدة بالهدف الثاني للمؤسسة الخاص بالتنمية المجتمعية للمناطق المحيطة بنقاط المسار الثمانية، موضحا أن التنمية من شأنها رفع مستوى الوعي البيئي والثقافي والاقتصادي لدي المتلقّين بشكل يجعلهم الحرّاس الأساسيين على ما تحتويه كل نقطة من آثار لها أهمية كبرى.

وشدّد على أن المصريين جميعا- مسلمين ومسيحيين- لهم إيمان خاص بفكرة البركة التي يتمتع بها كل أثر لرحلة العائلة المقدسة.

يذكر أن الموقع الألكتروني لمسار العائلة المقدسة يتضمن تقنية ال VR التي تتيح امكانية زيارة الأماكن المباركة لمسار العائلة المقدسة في مصر افتراضيا ورؤية كل تفاصيلها، اضافة الى صور متنوعة وعروض بالفيديو ومعلومات مفصلة عن كل نقطة بلغات سبعة هي "العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والايطالية والإسبانية والروسية ".

ومن جهته صرح ناصر صبحي- رئيس مجلس أمناء مؤسسة "مصر المباركة"- بأن المؤسسة تهدف إلي دعم مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة بجانب ما تقوم به الدولة من جهد لتطوير البنية التحتية حول النقاط في ٨ محافظات وأن للمجتمع المدني دورا في هذه المرحلة بعد إفتتاح عدة نقاط من المسار، وأن أول هدف للمؤسسة الدعاية لمسار العائلة المقدسة، موضحا مدى حرص المؤسسة على أن يكون الموقع الالكتروني ناطق بسبع لغات لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتلقين حول العالم وأن يحتوي الموقع علي التصوير بتقنية الواقع الافتراضي" VR " لكي يجذب الشباب والأطفال داخل مصر وخارجها لزيارة نقاط المسار إلكترونيا ومعرفة كل ما يحتويه .

والهدف الثاني للمؤسسة هو المساهمة في تنمية المجتمعات المحيطة بنقاط المسار عن طريق تدريب المقيمين حول كل نقطة على حرف يدوية تدعهم للحصول على فرص عمل تخدم صناعة السياحة وأيضا تدريبهم علي كيفية التعامل مع السائحين لرفع من مستواهم الاقتصادي وتحد من هجرتهم خارج محافظاتهم .

أضاف: من المعروف أن مسار العائلة المقدسة هو منتج سياحي تنفرد به مصر وحدها عن دول العالم لأن السيد المسيح لم يزر أي دولة بعد فلسطين دولة الميلاد إلا مصر، ويعد مشروع إحياء المسار واحد من أهم المشروعات القومية التي تتبناها الدولة بهدف وضع مصر علي خريطة السياحة الروحية لجذب أفواج سياحية من كل انحاء العالم، وتنمية نقاط المسار الممتدة من شمال سيناء حتى أسيوط بصعيد مصر.