وما ينطق عن الهوى انما هو وحى يوحى كذلك قال المولى عز وجل عن نبيه صل الله عليه وسلم فما جاء به ﷺ من ذكر او حث على امر او حكم الا بأيحاء من الله تعالى فلماذا نجد اختلاف بين اسباب دخول الجنة فى السنة النبوية والقرآن
حيث ورد عنه صل الله عليه وسلم قوله "لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ. قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، ولا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ: إمَّا مُحْسِنًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ"
فيما ورد فى كتاب ربنا عز وجل تعالى شأنه قوله " وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {الزخرف:72}. _وفوله " جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الواقعة: 24
وفى ذلك قال الدكتور_ محمود شلبى_ امين الفتوى بدار الافتاء ومدير الفتوى الهاتفية ان الجنة ليست عوضاً عن الاعمال الصالحة التى يقوم بها الانسان وانما هى سبباً فى دخولها وارتفاع الدرجات فيها مشيراً الى ان رحمة الله تعالى تحل على الانيسان بالطاعة ولذلك يجب ان يقف فى مساقط رحمة الله تعالى مجتهداً فى التقرب اليه سبحانه بالعمل
متابعاً ان دخول الانسان الجنة بكون من اثر رحمة الله تعالى والعمل هو الذى تتحقق فيه الرحمة _ومن دلائله تعالى على اثر العمل الذى تتحقق فيه رحمة الله رفعة الدرجات فى الجنة لقارئ القرآن حيث يقال له "يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها"
لافتاً انه جاء فى تفاسير درجات الجنة انها تزيد على ستة الاف درجة وفقاً لايات القرآن وعليه فأن درجة الانسان فى الجنة تترتب وفقاً لعمله فليس هناك مساوة بين درجة الصدقين والشهداء كما لو كان الانسان فى اول درجة_ كما ان العمل مطلوب ليميز الخبيث من الطيب فقد قال تعالى " فَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَیۡرࣰا یَرَهُۥ ٧ وَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲ شَرࣰّا یَرَهُۥ "٨ الزلزلة
وقد كرر امين الفتوى ان الرحمة تأتى من قبول الاعمال الصالحة مبيناً انه ليس هناك تعارض بين الرحمة وعمل الانسان فلا يعتمد الانسان على دخول الجنة على الرحمة فقط والا ما كان الانسان ان يبتلى_فقد قال المولى عز وجل فى سورة الملك "ارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" (2)
اترك تعليق