أُطلق علي الدكتور محمود محمد عمارة الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء رحمه الله "أديب العلماء" لبراعته وبلاغته وتمكنه من اللغة العربية التي كان يطوعها كيف يشاء.. إلي جانب ثراؤه العلمي وآراؤه المدوية دِفاعًا عن الإسلام ودعوته إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. فقد كان نموذجا أزهريا جليلا وعالما دينيا وأستاذا جامعيا.
ولد د. محمود محمد عمارة عام 1929 في قرية سلامون بمركز الشهداء في محافظة المنوفية.. وتدرج في تعليمه حتي حصل علي الماجستير عام 1970م فالدكتوراه عام 1975م. ثم كان أستاذًا لأصول الدين بجامعة الأزهر في القاهرة.. وتلقي العلم علي يد كوكبة من رموز الدعوة. وعلي رأسهم الشيخ محمد الغزالي.
يعد د. عمارة من المؤسسين الأوائل لكلية أصول الدين والدعوة بمسقط رأسه بمحافظة المنوفية.. وكان عضوًا باللجنة المركزية وناقش الرئيس أنور السادات - أثناء اشتراكه في وضع الدستور المصري- في ضرورة أن تكون الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع.
ووافق علي اقتراحه.. كما عمل مدرسًا بــ "جامعة الملك عبدالعزيز" بــ "مكة المكرمة". وأستاذًا بــ "جامعة أم القري".. وفي فترة وجوده بالمملكة العربية السعودية طلبت منه الإذاعة السعودية إعداد برنامج "المنهج الإسلامي في الدعوة" وهذا البرنامج هو نفسه كتابه الموسوم بــ: "فقه الدعوة من قصة موسي - عليه السلام".
كان له برنامج بإذاعة القرآن الكريم المصرية بعنوان "أدب الحوار في الإسلام" صدرت حلقات هذا البرنامج في كتابين. الأول بعنوان: "من أجل حوار لا يفسد للود قضية" والثاني بعنوان: "دعوة الحق بين المجادلين فيها والمجادلين عنها". وبرنامج باسم شعب الإيمان.
اشترك في بعض المؤتمرات الإسلامية خارج مصر.. وله الكثير من المؤلفات التي عمقت للفكر الإسلامي الوسطي. وأثرت المكتبة الإسلامية وتجاوزت التسعين كتابا في مختلف فنون الثقافة والدعوة الإسلامية. إضافة إلي أكثر من 95 ساعة صوتية ومرئية من الأحاديث واللقاءات الإذاعية والتليفزيونية.
توفي الشيخ د. محمود محمد عمارة في 2015م عن عمر ناهز "86 سنة" قضاها في الدعوة. والتأليف. والتعليم. والتدريس. ونشر الفكر الإسلامي الرشيد.
اترك تعليق