حالة من الفوضي والضبابية يشهدها سوق قطع غيار السيارات هذه الايام مع ازمة نقص الدولار وتوقف عمليات الاستيراد مما أدي الي الي وجود نقص حاد في المعروض استغله عدد من التجار في اخفاء المخزون ورفع الأسعار بصوره جنونيه زادت عن الضعف بينما يؤكد التجار والمسئولون بشعبة قطع غيار السيارات بالغرف التجارية انهم ليسوا مسئولون عن هذه الأزمة ونفوا الاتهامات باخفاء المخزون لزيادة الأسعار مؤكدين أن السبب الأساسي هو الاعتمادات المستندية بدلاً من مستندات التحصيل مما أدي الي هذه الأزمة واستفحالها.
قد وصلت هذه الأزمة الي البرلمان بعد أن تقدم أحد النواب بسؤال موجه الي وزير الصناعة حول اجراءات الوزاره لحل هذه الأزمة وأشار النائب الي ان مصر يوجد بها أكثر من 5 ملايين سيارة ملاكي وتستورد 89% من اجمالي قطع الغيار.
مؤكدا ان نقص المعروض يرجع الي تأخر أو تجمد دورة استيراد قطع الغيار مما تسبب في اختفاء أصناف معينة الأمر الذي يؤثر بشكل فوري علي هذا العدد الكبير من السيارات ويؤدي الي تعطلها.
أشار الي ان أغلب قطع الغيار تتمثل في الاطارات وتيل الفرامل وفلتر الزيت والحساسات فقد أدي ذلك الي معاناة داخل مراكز الصيانة بينما ما زالت أجهزة الرقابة غائبة.
جنون.. في أسعار الكاوتش
قفزت أسعار الإطارات في مصر 2022 -أسعار الكاوتش- قفزة جنونية، وصلت إلي 100% في بعض الأنواع خاصة أسعار الكاوتش مقاس 14/195، ومع تفاقم الأزمة بسبب القرارات الاقتصادية التي صعبت استيراد بعض السلع.
وازدادت حدة الأزمة خلال الربع الثالث من العام الجاري، ومن بين السلع التي أصبحت غير متوفرة وتواجه نقصًا شديدًا إطارات السيارات، التي أصبح المتاح منها يقدم بأسعار جنونية تجاوز بعضها نسبة 100% تقريبًا.
أكد العديد من خبراء السيارات على ارتفاع أسعار الإطارات، نظرا لأنها أكثر قطع الغيار مبيعًا في ظل درجة الحرارة العالية، وبالفعل ارتفعت بنسبة كبيرة يصعب تحديدها في الوقت الحالي متأثره بوقف الاستيراد وقله الانتاج داخل مصانع الشركات الأم.
قال منتصر زيتون، عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية: إن أزمة إطارات السيارات لها أسباب عدَّة منها غلق مصنع إطارات "النصر"، والذي تسبب في عملية الاستيراد من الخارج منذ سنوات كثيرة، وأنه لا ينصح بشراء الإطارات المستعملة، وذلك لأنها غير مضمونة على الإطلاق، ولا أحد يستطيع الوقوف على العيوب في بعض الحالات، والتي لا يعلمها سوي البائع.. مشيرًا إلي أنه لا يفضلها مهما كان سعرها في الأسواق، موضحًا أنها تمثل خطورة على حياة المستهلك.. مشيرا إلي أن أسعار الإطارات زادت أكثر من 57%- مع عدم توفر أنواع بسبب توقف الاستيراد، وذلك بالرغم من أن القرارات الصادرة لا تمنع الاستيراد، ولكن أدت لتأخر الموافقات بشهور، خاصة في ظل ارتفاع أسعار العملة، وارتفاع الأسعار من بلد المنشأ.
قال علاء السبع عضو مجلس إدارة الشعبة العامة للسيارات، إنه بسبب الأزمات العالمية تأثر سوق السيارات المصري بشكل كبير بسبب النقص الشديد في جميع قطع الغيار داخل مخازن مراكز الصيانة مما أدي إلي ارتفاع مستمر في اسعار قطع غيار السيارات.موضحا الي أن نسب الزيادة الجديدة التي لحقت بأسعار قطع غيار السيارات وبلغت نسبتها 100% لبعض قطع الغيار. وأرجع ذلك للنقص الحاد في قطع الغيار، والتي تأثرت بتعثر الاستيراد وتأخر إجراءات الإفراج عن الشحنات المحتجزة داخل الجمارك، مشيرا الي أن الصعوبات تواجه شركات السيارات عقب وقف استيراد قطع الغيار اللازمة لمدة تصل لنحو 3 أشهر في بعض الحالات.
أكد السبع علي أن هناك أزمة داخل الشركات بسبب صعوبة الحصول على قطع الغيار مما أدي إلي عدم استقرار حركة العمل داخل مراكز الخدمة، خاصة ما يتعلق بأعمال الصيانة في إطار الضمان الذي تقدمه على السيارات وتتحمل تكلفته الشركات الأم، مضيفا الي أن بعض الشركات تسعي لتوفير قطع الغيار اللازمة لهذه الصيانات لكنها لا تستطيع ذلك في بعض الأحيان، لافتًا إلي أن مراكز الخدمة التابعة لشركته تجري صيانة لبعض السيارات وتعطي الاولوية في الصيانة لسيارات الحوادث مؤكدا علي إن مركز الصيانة تعاني من نقص شديد بالاطارات.. مشيرا الي أهمية توفير قطع الغيار السيارات داخل السوق المصري، مشبها أهمية قطع الغيار بسلع استراتيجية، لا تقل أهمية عن الغذاء والدواء. عند تدبير العملة الأجنبية اللازمة للاستيراد.
قال محمد مجدي مدير قطاع الملاكي بشركة بريد جستون لاطارات النقل والتنقل أن هناك بالفعل أزمة في السوق المصري للسيارات، بسبب قطع الغيار، التي أصبحت غير متوفرة في السوق على الإطلاق، وأن هذه الأزمة، من المقرر تنفرج في حالة الافراج عن الشحنات المستوردة، مع استثناء مجموعة من العمليات بينها الشحنات التي تقل قيمتها عن 5 آلاف دولار.
ونصح مجدي لحل أزمة ارتفاع أسعار الاطارات بالاهتمام بالإطارات النقل الخفيف والجماعي لانه يدخل تحت بند السلع الاستراتيجية لتخفيف الأعباء عليه نظرا لعدم وجود بديل محلي، طبقا لنظرية العرض والطلب أما بالنسبة الملاكي حلولها خارج الصندوق ومنها إنشاء مرة أخري منطقة حرة ممثلا بورسعيد ودمياط وتتم عملية التبادل والاستفادة من غير جمارك لان الكاوتش عجلة اقتصاد العصر الحالي جميعا.
وعبر مجدي بقوله إن أزمة الكاوتش أزمة اقتصادية بحته ومضطرة لاستيراد لعدم وجود بديل طبقا المحدود، وأن عملية تجزئة الواردات إلي شحنات صغيرة تتسبب في خسائر كبيرة للوكلاء المحليين إذ تتضاعف تكلفة النقل والشحن عدة مرات لتصل لنحو 10 أو 15% من قيمة الشحنة مقابل 3% عند استيراد احتياجات الشركة دفعة واحدة، كما يخسر الوكيل الخصم الذي يحصل عليه في حال إبرام صفقات كبيرة، لافتا الي أن الأزمة الروسية الأوكرانية.تسببت في زيادة تكاليف الطاقة والنقل، من ناحية أخري. فإن ارتفاع تكاليف النفط الخام والطاقة يجعل إنتاج الاطارات أكثر تكلفة كما أن المطاط الطبيعي. وهو أحد أهم المواد في انتاج الاطارات.
قال أمير هلالي، رئيس لجنة المستوردين بشعبة قطع غيار السيارات باتحاد الغرف التجارية، إن كاوتشات السيارات، تعاني نقصًا شديدًا في مصر.. مما أدي إلي ارتفاع أسعار الإطارات، وأصبح المتاح منها يقدم بأسعار جنونية، تجاوز بعضها نسبة 100% تقريبًا، لافتا إلي ارتفاع أسعار الإطارات "أسعار الكاوتش"، إلي توقف سلاسل الإمداد والتوريد، علاوة على زيادة أسعار الخامات عالميا، بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، علاوة على إلغاء التعامل بالاعتمادات المستندية مما أدي بدوره إلي تأخر إجراءات الإفراج الجمركي عن الشحنات . وهذا الأمر دفع التجار إلي رفع الأسعار تعويضا لما تكبدوه من ضغوط مالية في أثناء احتجاز الشحنات.
قال بعض التجار بسوق التوفيقية بوسط القاهرة، أشهر أماكن بيع كاوتش السيارات أن السوق المصري يشهد حالة من العجز بقطع غيار السيارات، وأبرزها تيل الفرامل، وزجاج السيارات، مما ساعد على انتشار قطع الغيار المغشوش داخل بعض الأماكن المتخصصة في بيع قطع غيار السيارات، وبالإضافة إلي العجز داخل مراكز الصيانة المعتمدة، مما دفعهم إلي إعطاء الحق لـ "الأولويات" في جدول الصيانات الدورية لتفادي حدوث عجز داخل مراكز الصيانة.
طالبوا بضرورة الموافقة على الاعتمادات المستندية لدي البنوك في استيراد شحنات جديدة من قطع غيار السيارات، لسرعة حل العجز المتواجد داخل السوق المحلي خاصة ان الاستيراد متوقف منذ ما يقرب من شهرين.. مشيرا إلي أن المخزون داخل المخازن قد يكون أوشك على النفاذ.
وأوضح بعض التجار المستعمل أن سوق الكاوتشات ينمو في فصل الشتاء بشكل واضح فيقبل الكثير من قائدي السيارات باستبدال الإطارات الصيفية بالإطارات الشتوية لتكون قادرة على السير بالطرق الوعرة والتضاريس والقيادة أسفل الأمطار مما يشكل في زيادة الإقبال على شراء الإطارات وذلك يتسبب في زيادة الطلب ويدفع ذلك الأمر إلي رفع الشركات المنتجة للاطارات إلي زيادة السعر إلي 16% عن العام الماضي.
أكد أحمد عوض صاحب محل إطارات مستعملة على اتجاه عدد كبير من أصحاب السيارات إلي شراء الكاوتش المستعمل هروبا من الأسعار المرتفعة، محذرا من الوقوع ضحية لغش بعض التجار، لافتا إلي إن ضرورة التأكد من نقشة العلامة التجارية على كاوتش السيارة قبل شرائه، وشراء الاطارات المستعملة زوجيا وفحصها جيدا للتأكد من عدم وجود قطع بها، والشراء من وكيل صاحب سمعة جيدة.
وفقًا للرابطة الفيدرالية لتجار الإطارات بألمانيا BRV، تأثرت مصانع إطارات السيارات بالأزمات العالمية الحالية وزيادة تكاليف الطاقة والنقل لأن أسعار المطاط الطبيعي. الذي يعد أهم المواد المستخدمة في إنتاج كاوتش السيارات. وخاصة في قطاع السيارات التجارية.
اترك تعليق