اكد العلماء ان الواجب على المسلم أن يرجو رحمة الله تعالى ويطمع فيها ومن ذلك إجابة الدعاء؛ ولا يجوز له أن ييأس ويقنط منها؛ فاليأس من رحمة الله تعالى هو من صفات أهل الكفر؛ كما في قول الله تعالى: إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ يوسف/87.
واستندوا فى ذلك غلى قوله تعالى " قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ " الحجر/56.
وقالوا لذا عدّ اليأس والقنوط من كبائر الذنوب._فعن فَضَالَة بْن عُبَيْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: وَثَلَاثَةٌ لَا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ نَازَعَ اللهَ رِدَاءَهُ، فَإِنَّ رِدَاءَهُ الْكِبْرِيَاءُ وَإِزَارَهُ الْعِزَّةُ، وَرَجُلٌ شَكَّ فِي أَمْرِ اللهِ، وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ رواه الإمام أحمد
وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: " أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ: الْإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَالْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ ، وَالْقَنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ " رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (9 / 171)، وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (5 / 79).
اليأس سبباً فى عدم اجابة الدعاء
وبين اهل العلم ان اليأس سبب لعدم اجابة الدعاء ، وليس سببا للدعاء ، بل هذا مناقض لآدب الداعي ، من التعلق بالله ، والرغبة فيما عنده ، والإلحاح عليه ، وحسن الظن به ، ونحو ذلك من الآداب التي لا تناقض اليأس .
الاعراض عن الدعاء
وحول حكم الاعراض عن الدعاء قال الشيخ _احمد وسام_ امين الفتوى بدار الافتاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الدعاء هو العبادة اى ان الغرض من الدعاء عبادة الله سبحانه وتعالى وذلك لما فيه من إخلاص وذلك لقوله تعالى “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
لافتاً الى ان الرسول صل الله عليه وسلم نهى عن عدم الدعاء لتأخر الإجابة لقوله صل الله عليه وسلم " قَدْ دعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَم أَرَ يَسْتَجِيبُ لي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْد ذَلِكَ، ويَدَعُ الدُّعَاءَ "
اترك تعليق