وعدنا المولى عز وجل بزيادة نعمه سبحانه واغداقه بها علينا ما دام المرء يقر بها ويعترف بفضله فيها واستمراره على شكرها وهناك الشكر بالمحافظة على النعم مع شهادة القلب وذكر اللسان
ومن الايات الدالة على فضل شكر الله تعالى والاعتراف والاقرار بنعمه قوله تعالى "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون"_وقوله ايضاً "وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ"سورة النمل - الآية 40
كما قال المولى عز وجل "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ_سورة ابراهيم - الآية 7
وفى ذات السياق قال اهل العلم _يُستحبُّ سجودُ الشُّكرِ عندَ تجدُّدِ النِّعمِ أو زوالِ النِّقم، وهو مذهبُ الشافعيَّة، والحنابلة، وبعضِ الحنفيَّة، وهو قولُ طائفةٍ من السَّلفِ، واختاره ابنُ المنذرِ، وهو قولُ ابنِ حبيبٍ من المالكيَّة، والقُرطبيِّ، وابنِ تَيميَّة، وابن القَيِّم
واشاروا انه _لا يُشتَرَطُ لسُجودِ الشُّكرِ الطَّهارةُ، وهو قَولُ بَعضِ المالكيَّةِ، وابنِ تيميَّةَ وابنِ القَيِّم، والشَّوكانيِّ والصَّنعانيِّ، وابنِ باز، وابنِ عُثيمين
وقد استندوا فى قول ذلك على عدم اشتراطَ الطَّهارةِ لِسُجودِ الشُّكر ان السجود وحده ليس صلاة كأنواعِ الذِّكرِ؛ غَيرَ القُرآنِ_قضلاً عن ان الرسول صل الله عليه وسلم لم يأمر اصحابه أصحابَه بالطَّهارةِ له واخيراً _أنَّ في تأخيرِ سُجودِ الشُّكرِ لِلطَّهارةِ زوالًا لسِرِّ المعنى الذي شُرِعَ السُّجُودُ مِن أجلِه
ما يقال فى سجود الشكر
وحول ذلك قالت دار الافتاء حول ما يقال فى سجود الشكر قالت دار الإفتاء إذا سجد الإنسان شكرًا لله تعالى استحبَّ له أن يقول ما يقوله في سجود التلاوة، فيقول كما في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ» رواه أبو داود، وزاد الحاكم: ﴿فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾.
ويُستحبُّ أن يقول أيضًا كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ» رواه الترمذي. كما يُستحب له أن يقول ما يقوله في سجود الصلاة مع الإكثار من حمد الله وشكره.
اترك تعليق