هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من الهدي النبوي

الحلم والتواضع

كان رسول الله صلي الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا علي ذكر. وكان حليمًا لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا. ولما أراد الله أن يهدي زيد بن سعية.


قال زيد: لم يبقَ شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلي الله عليه وسلم إلا اثنتين يسبق حلمه جهله. ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا. قال زيد فقلت: يا محمد. هل لك أن تبيعني ثمرًاپ معلومًا ليپ فباعني فأعطيته ثمانين مثقالًا من ذهب. فلما حل الأجل أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه وهو في جنازة مع أصحابه. ونظرت إليه بوجه غليظ وقلت له: يا محمد. ألا تقضيني حقي؟

فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب إلا مُطلًا. ونظرت إلي عمر وعيناه تدوران في وجهه ثم رماني ببصره. فقال: يا عدو الله. أتقول لرسول الله صلي الله عليه وسلم ما أسمع وتصنع به ما أري؟ فلولا ما أحاذر لومه لضربت بسيفي رأسك. ورسول الله صلي الله عليه وسلم ينظر إلي عمر في سكون وتؤدة. وقال: أنا وهو كنا أحوج إلي غير ذلك منك يا عمر. أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن التباعة. اذهب به يا عمر فاقضه حقه وزد عشرين صاعًا من تمر مكان ما روعته فذهب بي عمر فأعطاني حقي وزادني عشرين صاعًا. وقال لي: ما دعاك إلي أن فعلت ما فعلت وقلت ما قلت؟ قلت: يا عمر لم يكن من علامات النبوة شيء إلا عرفته في وجه النبي صلي الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله. ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا. وقد خبرتهما. فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا. وأشهدك أن شطر مالي صدقة علي أمة محمد. ثم توفي في غزوة تبوك مقبلًا غير مدبر.

وكان صلي الله عليه وسلم سيد المتواضعين. فكان أبعد الناس عن الكبر. وكان صلي الله عليه وسلم يقول: "لا تطروني كما أطرت النصاري ابن مريم. إنما أنا عبدى فقولوا عبد الله ورسوله". كيف لا وهو الذي كان يقول صلي الله عليه وسلم: "آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد" وكان يجيب الدعوة. ولو إلي خبز الشعير ويقبل الهدية. فعن أنس رضي الله عنه قال كان صلي الله عليه وسلم يدعي إلي خبز الشعير والإهالة السنخة "الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث" فيجيب. وكان صلي الله عليه وسلم يجيب دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضي في أقصي المدينة ويقبل عذر المعتذر. ومن مكارم أخلاقه صلي الله عليه وسلم في المصافحة والمحادثة والمجالسة أنه كان إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتي يكون الرجل ينزع يده. ولا يصرف وجهه من وجهه حتي يكون الرجل هو يصرفه. ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له. وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: كان صلي الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه علي أشر القوم يتألفهم بذلك.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق