هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

قبل 3 أسابيع من العام الدراسي القادم

هل يعود دور المدرسة من جديد؟!

البحث عن اجراءات جديدة.. لمواجهة سناتر الدروس الخصوصية

شهدت السنوات الماضية وخاصة بعد انتشار وباء كورونا ظاهرة غياب التلاميذ عن الذهاب للمدرسة والاكتفاء بالحصول علي الدروس الخصوصية المنتشرة في كل أنحاء المحافظات علي مرأي ومسمع من الجميع.


 الخبراء 

غياب التلاميذ له تأثير كارثي علي العملية التعليمية

ورغم اغلاق عدد من السناتر هنا وهناك الا انها سرعان ما تعود تحت ضغط الطلاب وأولياء الأمور وخاصة بعد أن غاب دور المدرسة ولم يعد أحد يذهب إليها لا من الطلاب ولا من المدرسين بحجة كورونا في الوقت الذي كان عشرات الآلاف يتوافدون علي سناتر الدروس الخصوصية وقبل 3 أسابيع من انطلاق العام الدراسي الجديد الذي يبدأ أول أكتوبر المقبل.. يتساءل الكثيرون: هل يعود دور المدرسة من جديد.

خبراء التعليم يؤكدون علي دور عودة المدرسة لممارسة دورها الرئيسي مرة أخري إلي جانب تواجد المتابعة الميدانية الصارمة للمدارس ولدي المعلمين والقيادات التعليمية لتحقيق التعامل الجيد من خلال تقديم المناهج الجيدة والشرح الجيد مما يساعد في الاقلال من المدارس الخصوصية.

أشاروا إلي ان استمرار غياب التلاميذ عن المدارس له تأثير كارثي علي العملية التعليمية كلها مؤكدين علي ضرورة التدريب للمعلمين بالأكاديمية علي الأنشطة الجديدة وعلي طرق التدريس والامتحانات الجديدة حتي يستطيع المعلم تحقيق الجدية والالتزام داخل المدارس.

أكدوا ان انتظام الطلاب بالمدرسة يساعد الطالب علي تحقيق الهدف من العملية التعليمية فينمو ويتطور تفكيره بالتعليم مما يساعد علي نمو وتطوير المجتمع كله.

"الجمهورية أون لاين" طرحت هذه التساؤلات علي أطراف العملية التعليمية.. فماذا قالوا؟!

د.عبدالله عسكر:

لابد من عودة الثقة في المدارس

أشار د.عبدالله عسكر الخبير التربوي وأستاذ علم النفس بجامعة الزقازيق إلي ضرورة دراسة تاريخ الظاهرة فهذه الظاهرة بدأت منذ الستينيات إلي التسعينيات. حيث كانت الثانوية العامة حجر عائق أمام جميع المتقدمين إليها. فكان الرسوب لعدة أعوام لذلك لجأ الراسبون إلي أخذ دروس خارج المدرسة من أجل التقوية. ثم بعد ذلك بدأت فكرة المجاميع الكبيرة في فترة الثمانينات والتسعينيات. وبدأت الفئات المتوسطة في التعليم تتنافس علي كليات القمة كالطب والهندسة وما إلي ذلك. فأصبحت هنا الفئة المتوسطة تذهب إلي الدروس الخصوصية لرفع مستواها وتلتحق بكليات القمة لكي يتنافسوا مع المتفوقين.

أوضح انه لا يوجد شيء يلزم الطالب بالذهاب إلي المدرسة. فلابد أن يكون هناك جاذبية وهدف وإنتماء إلي المكان فهناك أنشطة واستفادة شخصية حيث لدينا نظام تعليمي فاشل من الألف إلي الياء. فالتعليم ليس مباني فقط ولكن الركن الأساسي في التربية والتعليم هو الركن الأخلاقي وسقوط المدرسة في البعد التربوي هو سقوط ركن من أركان الدولة. فلابد من استيعاب هذا جيداً.

أضاف أن التعليم مسئولية اجتماعية أساسية فمن قبل كانت أهالي القرية والحي شركاء في العملية التعليمية وأيضاً الجماعة المدرسية كانت تعاقب الطالب المخطئ حتي يتراجع عن الخطأ. فكانت المسألة بها شكل من أشكال التربية الأخلاقية والإنتماء وما إلي ذلك فلكي نحقق ذلك لابد أن نشعر إننا جميعاً مسئولين. فالطالب يشعر بالمسئولية عندما يتم إشراكه في قضايا التعليم والمجتمع ويشعر ان هناك مصلحة الهدف منها إصلاح منظومة التعليم باستراتيجية جيدة.

نوه إلي ان المسئولية لا تقع علي الوزارة ولكن تقع علي الجميع فنحن بحاجة إلي رؤية مجتمعية. فالشخص الذي يتحلل من مسئوليته الاجتماعية يسقط فالدولة قامت بوضع أولويات ليس لها علاقة بالتعليم والدليل علي ذلك انتشار الجرائم وتفكك الأسر.

د.حسن شحاتة:

تقليل كثافة الفصول.. البداية

أكد د.حسن شحاتة الخبير التربوي و استاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس أن بداية هذا العام الدراسي الجديد سيكون أكثر استقرارا و أمنا لأنه يحتوي علي استراتيجية تم وضعها من قبل وسيسير علي هذه الاستراتيجية د.رضا حجازي الذي بدأ السير فيها من قبل د.طارق شوقي لا تغيير في مناهج المرحلة الابتدائية و الاعداديه و الثانويه بنفس النظام المعمول به من قبل في الامتحانات و لكن هذا العام سيكون هناك تعيين لعدد من المعلمين الجدد بهدف سد النقص المتواجد في المعلمين الحاليين. إلي جانب ان توجهات الوزير واضحة نحو عودة الطلاب إلي المدارس وامتلاء الفصول بالطلاب وقيام المدرسة بواجباتها التعليمية و التربوية وهذا هو ما يشغل اهتمام الوزير الجديد لذلك سيكون هناك متابعة ميدانية صارمة للمدارس وقيادات المدارس لعملية التعامل الجيد و الاحتفاظ بالطلاب داخل المدارس بان يتم تقديم المناهج الجيدة والشرح الجيد. وهذا سيساعد علي الإقلال من الدروس الخصوصية وأيضا التصدي لهذا الوباء.

وأتوقع إن الكتب المدرسية ستكون متواجدة قبل الكتب الخارجية. لأن تواجد الكتاب المدرسي قبل الكتاب الخارجي يمنع الطلاب من شراء الكتب الخارجية ذات التكلفة الباهظة. و أيضاً تدريب المعلمين علي قدم وساق لبداية العام الدراسي الجديد و تاهيل المدارس صحياً وترميم المباني والاستعداد التكنولوجي للمدارس يتم إعداده بالإضافة إلي إنه تم طباعة الكتب و المواد التعليمية فجميعها جاهزة للتوزيع علي المديريات التعليمية. لذلك أري ان هذا العام أكثر هدوءا و استقرارا وأتمني ان يكون هناك دعم من أولياء الأمور لمسايرة تطوير التعليم خاصة لأن سياسة الدولة هدفها بناء اقتصاد جديد للجمهورية الجديدة.

أشار إلي أن عودة الطلاب إلي المدرسة مرهون بقيام المدرسة بدورها وهو التعليم التربوي الجيد ووجود معلمين بالمدرسة. وأيضاً وجود تدريب للطلاب وامتحانات دورية للطلاب وعملية تقليل كثافة الفصول ونجاح عملية التفاعل بين المعلم و المتعلم و شعور أولياء الأمور بأن المدرسة تقوم بدور تربوي وتعليمي كل هذا سيؤدي إلي أن المدرسة تصبح هي الحصن الأول لتعليم جديد لمجتمع جديد.

د.كمال مغيث:

لن يتحقق الهدف إلا بالقضاء علي الدروس الخصوصية

أوضح د.كمال مغيث الخبير التربوي: إننا الآن في حاجة إلي تحدث الوزير الجديد عن عودة المدرسة مرة أخري لأنه في الحقيقة لا يوجد تعليم بدون مدرسة. فالمدرسة هي أصل التعليم وليست الدروس الخصوصية. فهذه الدروس تعتبر مرض أصاب العملية التعليمية والتعليم ليس مجرد درس خصوصي بل المدرسة مجال لفكرة المواطنة والتربية المدنية والتماسك الوطني بين أبناء الشعب المختلفين بطبيعة الحال علي أساس الملل والعقائد و الاقاليم و الطبقات و الأعراق. فالمدرسة هي التي تذيب هذه الاختلافات لكي يصبح هناك مواطن يكون إنتمائه الأول للوطن وليس لطائفته أو إقليمه أو عرقه. فالمدرسة مجال لممارسة الأنشطة فالموضوع ليس مجرد تأثير علي كمية المعلومات المتواجدة في عقل الإنسان من خلال الدرس الخصوصي. وإنما تنمية مهاراته المختلفة. و أيضاً إكتشاف مهاراته إذا كان فنان أو أديب أو غيره. كما إن المدرسة مهمتها تنمية وجدان الطالب من خلال الهوايات والمثل العليا التي يتم غرسها داخل المدرسة. فلا تعليم بدون هذه الوظائف فنحن في حاجة إلي عودة الأبناء إلي المدرسة بصورة طبيعية من خلال فصول بداخلها كثافة مناسبة من التلاميذ وممارسة الأنشطة الطبيعية. بالإضافة إلي أن المدرسة نموذج للخلق القويم وللسلوك ولتعلم العديد من المهارات الاجتماعية مثل القدرة علي التعبير عن الذات وكيفية معالجة الفرد لخصوماته ومشكلاته والتعود علي فكرة النظام والدور وهكذا كل هذه الأشياء تقوم بها المدرسة.
كما نوه إلي إن المدرسين المصريين هم أفقر معلمي الأرض. فلذلك هم في حاجة إلي الحصول علي مرتبات تسمح لهم بحياة كريمة بالإضافة إلي ضرورة بناء مدارس جديدة لتقليل كثافة الفصول لكي تعود الأبناء إلي المدرسة ونستطيع بهذا الشكل سد فجوة الاحتياج إلي الدروس الخصوصية لحين إنتهائها تدريجياً. فالوزارة عليها الدور الأول والأخير في زيادة مرتبات المعلمين وأيضا بناء المدارس.

د.مجدي المهدي:

وضع درجات للسلوكيات والأخلاق يعيد الطلاب

يري د.مجدي المهدي استاذ أصول التربية جامعة المنصورة أنه يفترض مع التغيير الوزاري الجديد أن تعود المدرسة إلي سابق عهدها وفق النظام التعليمي المعمول به الذي يستهدف التنمية الشاملة داخل المجتمع. لكن نظام التعليم وفق اي مرحلة لدينا نظام التعليم في باقية السنوات. فماذا سيحدث للمدرسة أري ان الأسر المصرية مازالت تتمادي في الدروس الخصوصية فاعلاناتها منتشرة علي مواقع التواصل الاجتماعي ولمن يرغب في الحجز. وينبغي أن يكون للوزارة دور كبير في محاربة هذه الدروس و السناتر و محاسبة كل من يعلن عن هذه الدروس بصورة مرئية أو غير مرئية. ففي الوضع الحالي اعتقد ان المدرسة لن تعود إلي سابق عهدها لأن الأمر سيسير إلي ما كان عليه وهذه هي نقطة الخطورة. فلكي أعيد الطالب إلي المدرسة. لابد ان يكون هناك إلزام للطلاب وإلتزام من أولياء الأمور وأتذكر قيام الدكتور هلال وزير التعليم الأسبق قام بوضع 10 درجات للسلوكيات والأخلاقيات والحضور. فكان هناك نسبة 80% علي الأقل عادوا إلي المدرسة مرة ثانية. لذاك لابد أن يكون هناك درجات مخصصة للعودة أو الإلتزام داخل المدرسة بعيد عن الغياب. لكي تعود الطلاب إلي المدرسة. لكن إذا استمر الأمر بدون ردع قانوني لن تعود الطلاب إلي المدارس. لأن الطالب إذا عاد إلي المدرسة هنا سيلجأ المعلم إلي دخول الفصل ومن ثم يشرح ثم يعود للمدرسة دورها السابق.

أوضح ان المعلم معد إعداداً جيداً أي كان مصدر إعداده الأهم هنا حصوله علي مؤهل تربوي. ولكن إذا وجد المعلم تهاون من قبل الإدارة بعدم متابعته داخل الفصول أو التوجيه الفني داخل الفصول لم يقم بالشرح. وفي حالة قيام المعلم بالشرح داخل الفصل بذات الطريقة التي يشرح بها في الدروس الخصوصية لن يذهب أحد من الطلاب إليه فهي قناعة داخلية. لابد ان يعود للمعلم ضميره الأساسي في ان يصبح معلما حقيقياً داخل المؤسسة التعليمية.
كما نوه إلي ان الوزارة هي المسئول الأول والأخير عن عدم تطبيق القوانين التي تصدرها ففي حالة تطبيق القوانين سوف يلتزم الجميع ويصبح الإلتزام بالقانون علي الجميع دون استثناء.

د.مجدي حمزة:

أعمال السنة والحوافز التشجعية.. أمور ضرورية

قال د.مجدي حمزة "الخبير التربوي": إن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم السابق أتخذ قرارات أثرت بالفعل علي العملية التعليمية وأيضاً أثرت علي حضور الطلاب. فكانت من أهم أسباب عدم حضور الطلاب هو غياب دور المدرسة كوسيلة أولي في العملية التعليمية. بالاضافة إلي مطالبة جروبات أولياء الأمور من الوزير الجديد بضرورة عودة المدرسة من جديد إلي سابق عهدها كالوسيلة الأولي في العملية التعليمية. لذلك نأمل من الوزير الجديد وضع الضوابط التي من شأنها عودة الطلاب إلي المدارس خاصة في الشهادات الاعداديه و الثانويه العامه. ولكي تعود الطلاب إلي المدارس هناك عدة خطوات أولا ضرورة تفعيل دور الغياب بإن يكون مرتبط بأعمال السنة ولكن بشرط عدم إستغلال درجات أعمال السنة من قبل بعض المعلمين عديم الضمائر في الضغط علي الطلاب لأخذ الدروس الخصوصية. ثانيا عودة دور الأنشطة المدرسية بالكامل في المدارس مثل التربية الرياضية والفنية والموسيقية و الأنشطة الثقافية في المكتبات المدرسية كل هذه الأنشطة غير متواجدة في المدارس بصفة عامة. ثالثا يتم إعطاء حوافز للطلاب للذهاب الي المدرسة سواء حوافز مادية أو تشجيعية أو حوافز عينية بسيطة بهدف إقبال الطلاب علي المدارس. رابعا تفعيل المدارس الحكومية كمراكز للدروس الخصوصية بديلاً عن المراكز و السناتر الخارجية. بالإضافة إلي خلق نوع من الثقة بين وزارة التربية والتعليم و الشعب المصري حيث أصبح هناك عدم ثقة بين قرارات الوزارة وتفعيلها مع تطلعات الشعب المصري خاصة أننا نري تراجع المستوي في الثانوية العامة نتيجة لعدم ذهاب الطلاب إلي المدرسة.

أشار إلي أن المدارس ستعود خلال عام أو عامين علي الأقل. لأننا لدينا مؤرث ثقافي إن الطالب في الشهادات الحكومية كالشهادة الاعداديه أو الثانوية لا يذهب إلي المدرسة نهائيا. فبالتالي انتقلت العدوي إلي صفوف النقل. فأصبح الطلاب لا يذهبون إلي المدارس. و أصبحت المدرسة شبه خاوية وليس لها دور إيجابي في التعليم أو التربية. اما بالنسبة للمعلمين لن تقوم العملية التعليمية لها قائمة في مصر إلا بالاهتمام بالمعلم. لأن المعلم هو الركيزة الأساسية في العملية التعليمية خلال الثلاث سنوات الماضية منذ عام 2018 إلي الآن. فنحن نطور العملية التعليمية ولم نطور أداء المعلمين. فلذلك لابد من تطوير أداء المعلمين عن طريق أخذ دورات تدريبية كافية وتكون هذه الدورات في أوقات الإجازة وليست أثناء الدراسة. ثانيا ضرورة عمل تقييم للمعلم قبل وبعد الدورات التدريبيه لمعرفة أوجه الاستفادة. ثالثا تفعيل دور التوجيه الفني لأن المعلم بيدرس بخبرته ويشرح بناءً عن خطة وضعتها الوزارة لكن لا توجد متابعة وتقييم لأداء المعلم.

الطلاب:

بصراحة.. الأجواء في المدرسة غير مناسبة

تحدث عدد من الطلاب عن أسباب عدم الذهاب إلي المدارس والاكتفاء بالدروس الخصوصية وعدم الاعتماد الكامل علي الكتب الخارجية. وأكدوا علي إنهم يأملون في العودة من جديد إلي المدرسة ولكن في ظل أجواء ملائمة تساعدهم علي الاستفادة من الذهاب الي المدرسة.


يقول كل من محمد أحمد و محمد مجدي "طالبان": نحن في حاجة إلي توفير أجواء معينة داخل المدرسة من أجل العودة إليها مرة أخري كقيام المعلمين بالشرح الوافي داخل الفصل مثلما يحدث في السناتر والمراكز الخاصة.
بلال عيسي و شهاب ابراهيم "طالبان": هناك أسباب عديدة اجبرتنا علي عدم الذهاب إلي المدرسة خاصة في السنوات الأخيرة نظراً لانتشار فيروس كورونا. كنا نخشي الذهاب الي المدرسة خوفاً من انتقال العدوي في ظل تكدس الفصول بأعداد كبيرة من الطلاب.

محمد الحسيني ومحمود أيمن "طالبان": نحتاج إلي توافر كل ما يوجد بالكتب الخارجية داخل الكتب المدرسية من معلومات وأيضا نحتاج إلي معلم يراعي ضميره ويشرح لنا داخل الفصل في هذه الحالة يمكن الاستغناء عن الدروس الخصوصية.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق