هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

محمد مود.. قصة نجاح تتحدى الزمن والعنصرية

أسمع أشياء كثيرة عن شباب وأطفال هذا العصر تجعلني أفقد إيماني في المستقبل، وأتمنى لو بوسعي تغيير الواقع قبل تفاقم الأزمة أكثر.
منذ ساعات قليلة سمعت خبر وفاة شاب صغير لم يتجاوز العشرين من عمره، ألقى بنفسه من الشرفة وانتحر بعد انفصال خطيبته عنه، وقتها تذكرت الشاب السوداني محمد مود، ونسجت من خيالي واقع موازي، واقع تصادف فيه محمد مود مع الشاب الصغير الذي فقد حياته، وقتها كان من الممكن أن ينقذ محمد هذا الصغير، ويخبره أن الحياة مليئة بالصعاب والتحديات، وليست مفروشة بالورود.
 


أعلم أن بدايات مقالاتي دائمًا غريبة، ولكن أنا قصدت تلك المقدمة الحزينة؛ لأن قصة نجاح محمد مود، الشاب السوداني المقيم في جدة قصة مختلفة تمامًا عن باقي قصص النجاح التقليدية، قصة بدأت بتحدي الصور النمطية وكسر كل القوالب الجامدة في المجتمع؛ فعلى الرغم من غياب فن الراب في الوطن العربي إلا أن محمد بدأ مشواره الفني في 2004 بأغاني الراب، وبما أن موارده كانت محدودة وقتها لدرجة لا تسمح له بتأجير استوديو أو الاتفاق مع مهندسين الصوت والملحنين..الخ؛ لذا قرر محمد تعلم كل شيء بنفسه، وبالفعل تعلم هندسة الصوت والتلحين، وقام بتأليف الأغاني أيضًا، يعني نستطيع القول أن محمد ينطبق عليه مصطلح One-man show.
يردد الناجحون دومًا أن سر النجاح هو البحث عن شيء تعطيه عمرك ولا تندم عليه، وهكذا قال محمد "أنا أمضيت أكثر من نصف عمري في مجال الراب" وربما لهذا السبب كلل الله جهوده وحصل على جائزة من دولة المغرب ضمن فعاليات المؤتمر السابع والعشرين، والذي تنظمه مؤسسة "مواهب عربية" من أجل تكريم أفضل الفنانين العرب في مجال الفنون والآداب والسينما والمسرح.
قصة محمد ذكرتني بالفنان حكيم، والفنانة هند صبري؛ فكما أخفى حكيم موهبته عن عائلته بدأ محمد مشواره الفني في الخفاء أيضًا، ولكنه حصل على الدعم من أصدقائه، أما بالنسبة لوجه التشابه بينه وبين هند صبري؛ فالشيء المشترك بينهم هو دورهم الإنساني تجاه المجتمع؛ فهند صبري الآن سفيرة الأمم المتحدة لمكافحة الجوع بينما محمد أصبح أحد سفراء الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية، حينها قام بتأليف أغنية عبّر فيها عن رؤيته تجاه العنصرية، وكانت هي الشرارة التي دفعته لمحاربة العنصرية بكل أنواعها.
الآن ستسألون لماذا أخبركم عن محمد اليوم؟ محمد من النماذج العربية المشرفة، تلك النماذج يجب أن ندعمها، ولا أتحدث عن موهبته فحسب بل أتحدث عن شخصيته، أتحدث عن شاب بدء من الصفر واقتنع أن بإمكانه الوصول لهدفه على الرغم من أن الراب كان فن مغمور حينذاك، هذا هو ما أتحدث عنه أن تحارب من أجل حلمك، وأن تسير في طريقك بلا خوف أو تردد حتى ولو كان كل البشر يسيرون في دروب معاكسة لدربك.

بقلم - هبه مرجان:





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق