هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الدكتور هانى تمام

 من دروس الهجرة النبوية من كان الله معه لا يحزن ومن توكل واحسن الظن سيرضيه تعالى 

 اكد الدكتور _هانى تمام_ أستاذ الفقه المساعد بجامعة الازهر الشريف ان  الباعث الأساسي للهجرة هو تبيلغ الرسالة المحمدية ونشر تعاليم الإسلام في كل البقاع ، بعد أن ضيق أهل مكة على رسول الله ومنعوه من وظيفة البلاغ والبيان للناس 


وقد استشهد بما ورد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ فِي الْمَوْسِمِ ـ أي موسم الحج ـ، فَيَقُولُ: «أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي»

واشار د.تمام ان النبي صلى الله عليه وسلم كان له غايات وأهداف إصلاحية يريد أن يحققها على مستوى الفرد والجماعة والأمة  كانت تحتاج إلى بيئة آمنة مستقرة ليس فيها اضطرابات وتضييقات ، وهذا ما وجده صلى الله عليه وسلم في المدينة.

ولفت الى ان من الدروس الهامة التى  قدمتها الهجرة النبوية منها 

ـ لم تكن الهجرة مجرد انتقالٍ من مكان لمكان ، وإنما كانت في الأساس تفسيرًا وتوضيحًا وتدريبًا عمليًّا على الفداء والتضحية والصبر وتحمل الصعاب وقوة الإرادة والتوكل على الله تعالى وحسن الظن فيه والأخذ بالأسباب وعدم اليأس والإحباط  وإتقان التخطيط ، واختيار الصحبة ، وغير ذلك مما تجلى واضحا في هذه الرحلة المباركة.

ـ توكل على الله في كل أمورك وخذ بالأسباب وحسن ظنك في ربك وكن على يقين أنه معك وسيرضيك ، وإياك والحزن ، فمن كان الله معه لا يحزن ، ومن عرف الله حق المعرفة لم يحزن على شيء ولم يخف من شيء، لا تحزن إن الله معنا. والحزن وظيفة الشيطان ليبعد الإنسان عن ربه قال تعالى : {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}

ـ تتجلى  معاني الصحبة في أبهى صورها في هذه الرحلة المباركة من خلال صحبة الصديق سيدنا أبي بكر لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاحرص على اختيار الصاحب المناسب الذي يأخذ بيدك إلى الله ، وإياك ممن يبعد عنه سبحانه ، والصاحب ساحب ، قال سيدي ابن عطاء الله : لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله. وراقب أولادك وبناتك في صحبتهم واعمل جاهدا على بُعد أصحاب السوء عنهم.

ـ تتجلى معاني الفداء والتضحية في أبهى صورها في هذه الرحلة المباركة حيث ضحى الصحابة بأموالهم وبأعز ما يملكون في سبيل الهجرة واللحاق بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن صور ذلك ما فعله سيدنا صهيب بن عمرو رضي الله عنها ، فلما أراد أن يهاجر قال له كفار قريش: أتيتنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك؟ والله لا يكون ذلك. فقال لهم صهيب: أرأيتم إن جعلت لكم مالي، أتخلون سبيلي؟ قالوا: نعم. قال: فإني قد جعلت لكم مالي، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ربح صهيب، ربح صهيب.

ـ في هذه الرحلة المباركة تجلت محبة النبي صلى الله عليه وسلم الكبيرة في قلوب الصحابة الكرام رضي الله عنهم بداية من أول الرحلة وحتى نهايتها واستقراره صلى الله عليه وسلم في المدينة ، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست في مجرد الاتباع له ، بل محبته هي أساس الاتباع ، فإن من تبعه ولم يحبه لم ينفعه ذلك ، ولذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم معيار الإيمان الحقيقي هو المحبة فقال : «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» فأوجد في نفسك حبا وشوقا وحنينا للنبي صلى الله عليه وسلم وكن دائم الوصل به تسعد في دنياك وأخراك.


واضاف استاذ الفقه ان الهجرة لم تكن من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فرارًا وهروبًا من التعذيب والاضهاد في المقام الأول ، وإلا لما صبر النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته السنين الكثيرة على هذا الإيذاء والاضهاد 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق