هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من الهدي النبوي

التفاؤل سنة نبوية شهد بها العلم الحديث

وجد العلماء أن بعض التغيرات الواضحة في طريقة عمل الدماغ يمكن أن تعطي مؤشرات تسمح بالتفريق والفصل بين الشخصية المتفائلة وتلك المتشائمة.


ومن المعروف أن العديد من الناس لهم ردود فعل مختلفة تماماً لنفس المشهد أو الحدث أو الفعل. منها السلبي ومنها الإيجابي.. ويري فريق علمي من جامعة ستانفورد الأمريكية. قام بدراسة حول الموضوع. أنه يمكن التفريق بين الشخصية المتفائلة المرحة وبين تلك الحزينة المتشائمة. وغطي البحث مجموعة من النساء المختلفات تتراوح أعمارهن بين تسعة عشرة واثنين وأربعين عاماً.

وقُسمت النساء إلي قسمين وعرض العلماء علي القسمين صوراً لمشاهد مفرحة. مثل حفلات أعياد ميلاد. وصوراً أخري كئيبة حزينة مثل أجنحة مستشفيات وما إليها. وفيما كانت عملية عرض الصور مستمرة قام العلماء بقياس نشاط الدماغ. ولاحظ الفريق العلمي أن المرأة المتفائلة استجابت بشكل أقوي للصور السعيدة مقارنة بالنساء القلقات المتشائمات. والعكس كان صحيحاً أيضا. فقد لوحظ وجود نشاط غير عادي في أدمغة النساء القلقات العصابيات عندما عرضت عليهن صور كئيبة ومحزنة.

لذلك فإن الدماغ يكون في حالة استقرار وراحة عندما يكون الإنسان متفائلاً. ويؤكد علماء النفس أن استقرار عمل الدماغ مهم جداً للحفاظ علي صحة الإنسان النفسية والجسدية.. وينصح العلماء بالتفاؤل كأسلوب مهم لعلاج الكثير من الأمراض النفسية والأمراض المستعصية. ومن أهم الأشياء أيضا أنه التفاؤل يجعل النظام المناعي لدي الإنسان يعمل بحالة أفضل.

كلُّنا يعلم كيف كان نبي الرحمة صلي الله عليه وسلم ينظر إلي الحياة نظرة متفائلة. وكيف كان يعجبُه التفاؤل ويأمر أصحابه أن يكونوا متفائلين. بل إن النبي صلي الله عليه وسلم وهو في أصعب المواقف التي مرت في حياته. علمنا كيف نعالج القلق والخوف بكلمة واحدة فقط! وكلُّنا يذكر قصة الهجرة النبوية من مكة إلي المدينة. عندما خرج النبي وصاحبه أبو بكر الصديق ودخلا الغار. وكان المشركون يبحثون عنهما. ولم يكن بينهما وبين الموت إلا أن يراهما أحد المشركين. ولكن رحمة الله وحفظه أكبر وأقوي من كيد المشركين.

في هذا الموقف الصعب التفت أبو بكر إلي النبي وقال له يا رسول الله: لو أن أحدهم نظر إلي موضع قدميه لرآنا. ثم قال له يا رسول الله إني لا أخاف علي نفسي ولكن أخاف عليك... إنه موقف يعتبر في قمة الخوف والقلق.. فرد عليه بكلمة رائعة "لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" وهي ما يجب علي كل مؤمن أن يتذكرها عندما يتعرض لموقف صعب. إنها أجمل عبارة لعلاج القلق والتشاؤم.

وتأملوا معي هذا النداء الإلهي المفعم بالتفاؤل والأمل. وكيف يعلمنا القرآن الأمل والثقة برحمة الله. وأن ندعوه في جميع حاجاتنا ومشاكلنا. وسوف يستجيب لنا. بشرط أن يكون الدعاء صادقاً! يقول تعالي: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبى أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق