هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

لغة القرآن

الحُكم والحِكمة

يأتي الحكم بمعني القضاء. ومنه الحكم بين المتخاصمين. ويأتي بمعني الفقه والعلم. وقد جاء في القرآن بهذين المعنيين. قال تعالي: "ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ" وهذا بمعني القضاء .


وقال تعالي: "يَا يَحْيَي خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةي وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا" وهذا بمعني الفقه والعلم.

أما الحكمة فهي توفيق العلم بالعمل ووضع الشيء في محله..قال تعالي: "ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ".

وقد يأتي الحكم محتملاً المعنيين معا: القضاء والحكمة. ولا يمنع أن يكون المعنيان مرادين معاً. ضمن ما يسمي بالتوسع في المعني كما في قوله تعالي: "فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا" فهذا يحتمل معنيي القضاء والحكمة: أي فاصبر لقضاء ربك فإن ذلك لحكمة أرادها.

والحكمة تأتي عن طريقين: التعليم وإيتاء الله إياها لعبد من عباده.

أما الحكم فقد ذكر أنه مما يؤتي ولم يذكر أن مما يُعَلَّم..قال تعالي: "وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ" وقال: "وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ .. وسمي القرآن حكمة. قال تعالي: "ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَي إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ". وعطف الحكمة علي الكتاب. وذكر أنه سبحانه أنزلهما علي رسوله فقال: "وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَم"..فالحكم أوسع دلالة من حيث إنه يجمع بين معنيين» القضاء والفقه.

والحكمة أوسع من حيث إنها تُعلَّم وتُؤتي» فهي مما يحتاج إلي التلبث والتعلم» فزاد في بنائها لذلك.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق