ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها الدكتور عويضة عثمان. أمين عام الفتوي بدار الإفتاء المصرية.

* ما هو الشيء الذي يجعل الشيطان يحب البيت؟

** عدم ذكر الله. وأنصح العبد عند خروجه من البيت عليه أن يقول"بسم الله توكلت علي الله لا حول ولا قوة لا بالله. قال الله لهذا العبد وقيت وكفيت وهديت وتنحي عنه الشيطان". وعند دخوله المنزل. عليه أن يذكر الله لكي يخرج الشيطان من المنزل.

وعلي الإنسان أن يجعل جزءا من حياته للصلاة علي النبي محمد-صلي الله عليه وسلم-. فذكر الله في البيوت سبب من أسباب جلب البركة وهدوء البيت. فالذكر يجلب طمأنينة القلب والسكينة في البيت.. وللأسف لو دخلنا منزلا نري كل واحد مشغول بموبايله. لذلك علينا أن نجعل وقتا نذكر فيه الله. فالنبي -صلي الله عليه وسلم- علمنا "إذا دخلَ الرَّجُلُ بيتَه فذكرَ اللهَ عزَّ وجلَّ عندَ دُخولِه وعِندَ طعامِه» قالَ الشَّيطانُ: لا مَبيتَ لكُم ولا عَشاءَ. وإذا دخلَ فلَم يذكرِ اللهَ عِندَ دخولِه. قالَ الشَّيطانُ: أدرَكتُم المبيتَ. وإنْ لَم يذكرِ اللهَ عندَ طعامِه. قالَ الشَّيطانُ: أدرَكْتُم المبيتَ والعَشاءَ".

* ما حكم شراء كفن لنفسي؟

** هذه مسألة تكون عند بعض الناس وتبين زهده في الدنيا وإنه فعلا خارج منها لا محالة.. ومثلا يوجد بعض الناس تشتري الكفن وتأخذه معها إلي الحج أو العمرة لكي تغسله بماء زمزم. ويقول إنه زمزم الكفن.. فالإنسان لو اشتري كفنًا وجعله عنده فهذا ليس حرامًا. إلا أنه ليس واجبًا علي الإنسان أن يشتريه. لأن كفنه علي من حوله.

* لا أحب والدي ولكني أتظاهر بعكس ذلك ولا أعصيه أبدًا فهل أنا آثمة؟

** طالما أن الشيء في القلب ولم يترجم إلي عمل ولم تسيئي إليه فلا وزر عليك في هذا. وواجب الابن إذا الأب يطلب الشيء منه ينفذه ولا يعبس في وجهه ويقضي له كل ما يريد. وإذا طلب منه أمرا ومعه مال فلا يستكثر شيئا عليه. ويسمع منه الكلمة الطيبة.. يقول النبي -صلي الله عليه وسلم- ¢إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم".

والوزر يبدأ عندما يترجم الابن ما في قلبه إلي الخارج. بعدم سماع كلامه وعدم بره وأن يمنع الابن خيره عن أبيه.

* هل يشعر الإنسان بموته قبل 40 يوما من الوفاة؟

** لا يوجد نص يدل علي هذا الأمر. ولكن هذا واقع مشاهد ومجرب. وكأن الله -سبحانه وتعالي- ينور بصيرة الإنسان. وأحيانًا يزهده في الدنيا. وكأن الشخص يقول: "أنا أديت رسالتي".

ومن هذا الإحساس تري هذا الشخص يصل رحمه وينوي التوبة ويؤدي الحقوق التي عليه. فكل هذا يكون أن الله قد أراد بهذا الانسان خيرًا.

فلا يوجد أي حديث يدل علي هذا ولكن توجد شواهد وتجارب في الحياة تدل علي هذا بأن الإنسان يشعر بقرب الأجل. ويوجد أمر آخر. وهو علي العبد أن يكون علي استعداد تام للقاء الله في كل وقت. لأن هذه الحياة ما هي إلا مجرد أنفاس. وقد ورد عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم- قال: "ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده".

* أشك في مصدر مال زوجي أنه من حرام فهل عليّ ذنب إذا أنفقت منه علي مأكلي ومشربي.. وهل يجوز أن أخرج صدقات من هذا المال؟

** إذا كانت الزوجة تعلم أن مال الزوج من حرام. يجوز لها أن تأكل منه بقدر الضرورة. ولو عند الزوجة دخل خاص بها من ميراثها أو من عملها عليها أن تأكل منه. ولو لم يوجد عليها أن تأكل من مال زوجها بقدر الضرورة.

وبالنسبة للصدقات هل تجوز أن تخرج من هذا المال فيقول النبي -صلي الله عليه وسلم- "من اكتسب مالا من حرام فإن تصدق به لن يقبل. وإن تركه وراءه كان زاده إلي النار". فهذا يحاسب عليه الزوج في الآخرة ويلقي به في النار.

وعلي الإنسان أن يتحري بكل ما يطعم به نفسه وأبناءه. فدائما الإنسان الذي يأكل الحلال كل شيء من حوله يسخر له. ومن أكل الحرام يجد كل شيء يستعصي عليه من أقرب الناس إليه.

* هل من الممكن أن أستخير الله في أمر يخص عمل زوجي نيابة عنه بما أن هذا العمل عائد علينا بشكل عام؟

** يجوز ذلك فهموم الزوج والزوجة واحدة والمسئولية مشتركة بينهما. والطبيعي أن يكون الأفضل للإنسان أن يستخير عن نفسه هو لأنه صاحب الهم. ولكن الزوجة في مثل هذه الحالة تكون صاحبة هم مع الزوج أيضًا لذا فلها أن تستخير أيضًا. و"جميل أن تحمل معه الهم وتحمل معه هم الاستخارة أيضًا".