هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بعد أن تخطت الـ 13.5 مليون

"العنوسة".. صراع في رأس الأسرة المصرية

خروج الفتاة للعمل.. المشكلة الاقتصادية..
مغالاة الأهالي.. أهم الأسباب
الخبراء يضعون روشتة.. للخروج من الأزمة

كشفت الإحصاءات الأخيرة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء أن نسبة "العنوسة" في مصر في تزايد مستمر كل عام.. موضحة أنه يوجد ما يقرب من 11 مليون فتاة و2.5 مليون شاب يتجاوز أعمارهم الـ "35 عاما" ولم يتزوجوا حتي الآن.


أشارت الاحصاءات إلي أن نسبة "العنوسة" تختلف من محافظة لأخري، فيحتل المجتمع الحضري المركز الأول في ارتفاع نسبة "العنوسة" التي تصل إلي 38%، أما المحافظات الحدودية فتحتل المركز الثاني التي سجلت نسبة 30%، يليها محافظات الوجه البحري التي وصلت إلي 27.8%، بينما سجلت محافظات الوجه القبلي نحو 25%.. مؤكدة أن هذه النسب في تزايد مستمر بشكل سنوي.

الجمعيات النسائية تري أن الكثير من الفتيات تتجاوز أعمارهن الـ "30 عاما" ولا يصفهن المجتمع بلقب "عانس" ويكون كل تفكيرهن في العمل والحصول علي وظيفة ولا يفكرن في الزواج، بينما في المجتمعات الأخري في الصعيد والبدو كانت بمجرد أن يتعدي سن الفتاة الـ "20 عاما" يطلق عليها لقب "عانس".

أشارت إلي أن خروج الفتاة لسوق العمل. بالإضافة إلي الأزمة الاقتصادية الحالية من ارتفاع أسعار الشقق والأثاث وغيرها من المتطلبات، انصرف الكثير من الشباب عن التفكير في الزواج، كما أن استمرار الأسر في المغالاة في الشقة التمليك والأثاث الفخم والشبكة الذهبية ومؤخر الصداق وغيرها، أدي إلي تزايد نسبة "العنوسة" بشكل كبير.

يري خبراء علم النفس والاجتماع أن ظاهرة "العنوسة" أصبحت منتشرة لعدة أسباب.. منها الخوف من المستقبل وعدم الثقة في الجنس الآخر وزيادة حالات الطلاق أمام محاكم الأسرة. بالإضافة إلي الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، مع رفض الأسر الزواج إلا مع توافر كل شيء.

رئيس اتحاد نساء مصر:
التجربة السويدية.. هي الحل

تقول الدكتورة هدي بدران رئيس اتحاد نساء مصر، إنه رغم تزايد نسب "العنوسة" في المجتمعات الحضرية، نجد أن هناك زيادة هائلة في عدد السكان سنوياً في المجتمعات الفقيرة والبدوية، ما يهدد التركيبة السكانية في مصر.. حيث يزيد عدد الفقراء والأميين سنوياً، بينما تتناقص أعداد المتعلمين.

أضافت، أن فتاة اليوم في المجتمعات الحضرية أصبحت لا تفكر في الزواج بعد التخرج مباشرة في الجامعات، ولكنها تفضل العمل والحصول على وظيفة أو استكمال الدراسات العليا، وبعد ذلك تختار شريك حياتها بعد تجاوزها الـ "30 عاما".

تري الدكتورة هدي، أن استمرار المطالب الباهظة التي تطلبها الأسر من شبكة وأثاث وصالة أفراح أصبحت تتكلف مئات الآلاف من الجنيهات في ظل أزمة اقتصادية كبيرة، ما يؤدي بالشباب إلي الانصراف عن الزواج وتحمل المسئولية.

تؤكد رئيس اتحاد نساء مصر ضرورة أن تتدخل الدولة وتستفيد من تجربة دولة السويد، وهي دولة غنية ومع ذلك قامت بتوفير شقق للشباب عبارة عن حجرة واحدة ومطبخ وحمام، بينما تكون غرفة النوم في الحائط، وعند النوم يتم فردها أي أن غرفة المعيشة تتحول إلي غرفة نوم ليلاً.

أشارت إلي ضرورة تغيير ثقافة المجتمع، خاصة مع الجمهورية الجديدة التي يتم تدشينها، وإلغاء الأنماط القديمة في إتمام الزواج.

رئيس مؤسسة المرأة الجديدة:
لا أصدق إحصاءات الجهاز المركزي.. ولكن
تغيير وثيقة الزواج لحفظ الحقوق الشرعية

تشكك الدكتورة نيفين عبيد رئيس مجلس أمناء مؤسسة المرأة الجديدة في احصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء وتتساءل: علي أي أساس حدد الجهاز سن "العنوسة"، بأنه من يتجاوز الـ 35 عاما؟!، وهل هناك دراسة علمية حقيقية أثبتت أن هذا السن هو بالفعل سن الزواج؟!.

قالت إن الفتاة المصرية تغيرت وأصبحت أكثر صلابة وأصبحت ترفض فكرة المجتمع الذكوري وتري انها لا تسعي للزواج لمجرد فكرة الزواج فقط.

أشارت إلي أن الأزمة الاقتصادية أصبحت هي السبب الأساسي في انصراف الشباب عن الزواج، فالشاب يتخرج من الجامعة أو المعهد ليبدأ رحلة البحث عن فرصة عمل، وإذا وجده كيف يستطيع أن يشتري شقة وأثاث وشبكة ويدفع مهر في ظل الأسعار الحالية، وبالتالي فإن أزمة "العنوسة" ستستمر حتي تنتهي الأزمة الاقتصادية.

تري الدكتورة نيفين ضرورة تغير المجتمع، وأن يتم الإسراع بإصدار قانون عادل ومنصف للأحوال الشخصية لمواجهة حالات الطلاق المتزايدة وأن تكون هناك وثيقة زواج جديدة تحدد الحقوق الشرعية لكلا الزوجين وتحمي الأطفال في حالة الانفصال.

رئيس جمعية الرائدات المثقفات:
لدينا أيضا مشكلة زواج القاصرات
صفط اللبن والبدرشين والعياط.. تهدد مصر!

تري سعيدة محمود رئيس مجلس إدارة جمعية الرائدات المثقفات أن هناك احصائية أخطر من احصائية "العنوسة"، ولكن للأسف لم يتطرق إليها جهاز التعبئة العامة والاحصاء، وهي الخاصة بمشكلة الزواج المبكر أو ما يطلق عليه زواج القاصرات.

أشارت إلي أن جمعية الرائدات المثقفات قامت بعمل دراسة بين الرائدات في محافظة الجيزة، وكان عددهن 700 رائدة فقط، وتبين أن 90% من هؤلاء الرائدات الشابات متزوجات، بينما 10% فقط لم يتزوجن لأسباب تتعلق بظروف اجتماعية مثل تربية اخواتها بعد وفاة الأب أو الأم، وكذلك لعدم وجود الزوج المناسب لتلبية الاحتياجات الأسرية في المستقبل، حتي ان ابنة عمدة احدي القري رفضت الارتباط إلا بشخص قادر على تلبية احتياجاتها، ما أدي إلي تأخر سن زواجها.

أشارت "سعيدة" إلي أن قري الجيزة،  خاصة صفط اللبن والبدرشين والعياط تعاني ظاهرة زواج القاصرات وهي ظاهرة تهدد مصر لأنه ينتج عنها أطفال فقراء أميين يزيدون من نسبة الفقر والأمية في مصر وتغير التركيبة السكانية في البلاد.

قالت: لن يتغير المجتمع إلا إذا تغيرنا مع ظروف العصر الجديد، بعدم المغالاة في المهور وتكاليف الزواج وتدخل الدولة لإقامة شقق للإيجار المخفض للشباب وتوفير فرص عمل للخريجين.

.. والفتيات لهن رأي:
"الموبايل" المسئول الأول عن "العنوسة"!

حرصن على الاستماع للفتيات اللاتي يقتربن من "العنوسة".. تقول نادية: بصراحة شباب هذه الأيام أصبحوا مهووسين بـ "الموبايل" وأصبح يمثل كل حياتهم، بل انه يستهلك معظم وقتهم ولا يفكرون في الزواج ولا يقدرون علي تحمل تبعاته.

تقول هدي محمد: تمت خطبتي لأكثر من شاب. ولكن تمت فسخها بسبب رغبة الشباب في الاعتماد علي مرتبي من العمل للصرف علي الاحتياجات المنزلية، وأنا أريد رجلاً يتحمل المسئولية كاملة.

تقول نهلة السيد: تقدم لي كثيرون، ولكن أسرتي ترفض بسبب تمسكها بالعادات والتقاليد وضرورة وجود شبكة ذهبية محترمة وأثاث فاخر وشقة تمليك!.

رئيس جمعية التنمية والاتصال:
أرفض لفظ "عانس".. وفتاة اليوم أكثر نضجاً

تقول الدكتورة عزة كامل رئيس جمعية التنمية والاتصال إنها تعترض تماماً على استخدام لفظ "عانس" أو "عوانس".. مؤكدة ضرورة أن يحذف هذا اللفظ من أي دراسة يقوم بها جهاز الاحصاء أو غيره.

أضافت أن الفتاة المصرية اليوم أصبحت أكثر نضجاً ولديها طموحات في العمل بجانب الزواج، بل انها أصبحت الآن تتزوج في سن 35 إلي 40 عاماً. وهذا لا يعيب الفتاة.

تري الدكتورة عزة أنه لا حل لهذه المشكلة إلا بتوسع الدولة في دعم الشباب، خاصة في مجال الوظائف والشقق السكنية بتسهيلات كبيرة وأن تكون هذه الشقق بمساحات صغيرة، إلا أن الظروف المالية لا تسمح بأكثر من طفل واحد أو طفلين فقط حتي تتم تربيتهما بشكل جيد ولا يصبحوا في المستقبل عبئاً على المجتمع.

تقترح إنشاء صندوق اجتماعي جديد للمقبلين على الزواج يضم رجال أعمال ومستثمرين يسهمون في إنشاء مساكن اجتماعية بسيطة لهؤلاء الشباب.

رئيس جمعية الأسرة العصرية:
حلوا مشكلة الطلاق أولاً

تتساءل الدكتورة عزة سلام رئيس جمعية الأسرة العصرية للتنمية الشاملة وأستاذ أصول التربية بجامعة المنيا: هل لدينا الآن فتيات مؤهلات للحياة الزوجية الصحيحة وقادرات على مسئولية أعباء الزواج، أم لا؟!.

أشارت إلي أن هناك العديد من الفتيات الآن لا يرغبن في الزواج، وذلك بعدما رأينا من زيادة في حالات في الطلاق في السنوات الأخيرة وهروب الأزواج تاركين الأطفال للزوجة.

أضافت أن هناك فكرة يمكن طرحها الآن علي أن تشارك فيها وزارة التضامن ورجال الأعمال وجمعيات المجتمع المدني وهي ما يمكن أن يطلق عليها "مؤسسة زواج الفتيات" بهدف المساهمة في زواج الفتيات ومساعدتهن مالياً من خلال إنشاء مشروعات صغيرة للمقبلات على الزواج تكون قادرة علي تلبية احتياجاتهن بعد الزواج.

علماء الاجتماع وعلم النفس:
المغالاة في المهور والخوف من المستقبل.. أهم الأسباب
الفتيات أصبحن يفضلن الاستقلال وعدم تحمل المسئولية

أكد علماء النفس والاجتماع أن ظاهرة العنوسة تتزايد كل عام لأن العالم كله يتغير من حولنا بينما نحن محلك سر لا نتغير ابدا .. خاصة بعد أن زادت طموحات المرأة وأصبحت تفكر في الاستقلال المادي عن الرجل مشيرين إلي أن الخوف من المستقبل هو من أهم أسباب العنوسة بالإضافة إلي تكاليف الزواج الباهظة والعادات والتقاليد التي يتمسك بها الأهالي.

اكدت الدكتورة سامية خضر صالح أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن ظاهرة العنوسة منتشرة لعدة أسباب منها الخوف من المستقبل وعدم الثقة في الجنس الاخر والخوف من الثواب والعقاب من الطرف الثاني واختلاف العادات والتقاليد.

أضافت أن هناك أسباباً أخري من أبرزها التطلعات الزائدة من "مهر وشبكة وتأسيس البيت بشكل مختلف" وغيرها وارتفاع سن الزواج مؤكدة أن الظروف الاقتصادية.

أفادت بأن تأخر الزواج لكل من البنت والولد شيء واحد ولكن في المجتمعات الشرقية تلقب الفتاة بلقب عانس بينما الرجل لا يطلق عليه هذا اللقب وهذه ثقافة خاطئة تظلم الفتيات وتخنق المجتمع.

قالت إن السوشيال ميديا أصبحت من العوامل المؤثرة على الجميع في كل شيء وخاصة الشباب بالإضافة الي ان انه يوجد فتيات لا يريدون الزواج وتفضل الفتاة ان تعيش بدون زوج اعتقادا منها ان ذلك يكون افضل لها لتحقيق ذاتها واحلامها التي من الممكن بعد الزواج والمسئولية لا تتحقق.

أوضحت ان خروج نسبة كبيرة من الفتيات لبيئة العمل واستقلالهن المادي قد يكون سببا في ارتفاع نسبة العنوسة خاصة أن بعضهن لا يرغبن في الزواج من رجل يجبرها على مساعدته في مصاريف المنزل بعد الزواج فضلا عن مشكلات الزواج التي تعيشها الفتيات مع الأهل والأصدقاء والأقارب تسبب لهن مخاوف نفسية تجاه فكرة الزواج بالإضافة إلي عدم توفر إحساس الأمان.

المظاهر الكذابة
قال الدكتور محمد عبدالرحمن صالح أستاذ علم الاجتماع والسكان بكلية البنات جامعة عين شمس إنه من بين أسباب ارتفاع نسبة العنوسة ارتفاع الطلاق بشكل كبير وخوف الكثير من الفتيات والشباب من خوض التجربة فضلا عن المغالاة في المهر من قبل الأسر التي تشترط علي المتقدم لخطبة بناتهن مهورا مرتفعة بشكل كبير وأكبر من قدرة الشاب.

يري أن هناك حلولا من الممكن أن تساعد في انخفاض نسبة العنوسة أولها البعد عن التكاليف الكبيرة وطلب المهور العالية فضلا عن توفير المزيد من فرص العمل للشباب وتأهيلهم وتنمية مهاراتهم ونشر الوعي بينهم والتقليل من المظاهر "الكدابة" التي يتبعها الأهل عند الزواج والتخلي عن العادات الخاطئة.

أسباب عديدة

قال الدكتور إبراهيم شوقي أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، انه يوجد أسباب عديدة لزيادة نسبة العنوسة منها ان بعض الفتيات تربط الأحداث القاسية في حياتها بكل رجل فربما كان الأب قاسياً في تعامله مع أبنائه وبناته وربما كان الأخ أيضاً فتتراكم هذه الأحداث، حتي تصبح حلماً مفزعا وهماً مفجعاً وتحسب الفتاة أن كل الرجال بهذه الشاكلة من سوء الأخلاق وعنف التعامل وسيئ الطباع وربما كانت تخاف من الفشل بالإضافة لأنها تسمع وتري بعض قريباتها أو صديقاتها فشلن في زواجهن فتخاف أن ينسحب الأمر علي كل الرجال.

يري ان حل أزمة العنوسة أن يكمن في تأهيل الشباب والفتيات نفسيا قبل الزواج وذلك للحد من نسب الطلاق التي تؤثر سلبا على الفتيات والشباب ويكون لديهم رغبة في عدم الارتباط خوفا من حدوث طلاق فوبيا الطلاق ممكن تسيطر على كثير من الفتيات والشباب و "يخافوا يرتبطوا عشان كده محتاجين تأهيل ما قبل الزواج".

ظاهرة اجتماعية

أوضح الدكتور حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس أن ظاهرة العنوسة ليست وليدة اللحظة بل هي منتشرة منذ وقت طويل تظهر أحيانا بشكل ملحوظ وتقل في وقت آخر وهي ظاهرة اجتماعية منتشرة في مصر.

افاد أن ظاهرة العنوسة تتعلق بالظروف الاقتصادية التي تتمثل في البطالة وعدم توفير الوحدات السكنية مضيفًا أن بعض الشباب يمتنع عن الزواج للخوف من المستقبل والفشل.

قال أنه لا يوجد مشكلة ليس لها حل لكن حيث ان المشكلات الاجتماعية ومنها العنوسة بشكل خاص ستختفي تدريجيا علي المدي البعيد إذ توافرت الإمكانيات المادية و التخفيف من المهور والبعد عن المغالاة فيها و تخفيض تكاليف الزواج والقيام بحملات لتشجيع الشباب علي الزواج وتوفير فرص عمل لهم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق