ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عنها الدكتور محمد عبد السميع. أمين عام الفتوي بـ "الدار":
* أتكفل بنفقات الدروس الخصوصية لحفيدتي لأن والدها لا يريد الإنفاق عليها فهل تعد من زكاة المال؟
** المصاريف التي تصرف علي الحفيدة لا تصلح أن تكون من زكاة المال لأنها من الفروع. ولكن يصح أن تكون من الصدقات.. وعلي الجد أن يعتبر هذا من العمل الصالح الذي يقربه من الله -سبحانه وتعالي-. فالزكاة لا يجوز أن تخرج للأولاد ولا يجوز للأولاد ولا للأحفاد أن يعطوا آباءهم أو أجدادهم أموال الزكاة.. فالزكاة للفقراء والمساكين.
وفي واقعة السؤال لو أن الأب عاجز أن ينفق علي البنت أو لا يوجد لديه ما ينفقه عليها فيجوز للجد أن يتكفل بحفيدته. ويكون له ثواب هذا الإنفاق.
* ما كيفية إخراج الكفارة عن الأيمان المتعددة؟
** أجاز الفقهاء أن يخرج العبد كفارة واحدة. وهذا لو أن الحلف علي أمر واحد ولكن تكرر فيه الحلف.. فإخراج الكفارة يكون علي معلومة الشخص وعلي ما غلب في ظنه. ولو وجدت أيمان والعبد كان نسيها فالله- سبحانه وتعالي- يرفع عن الناسي هذا لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه .. فالنسيان يكون مرفوعا. والأشياء التي يتذكرها الإنسان هي التي يخرج عنها. والكفارة تكون 100 جنيه عن كل يمين وإذا لم يستطع فعليه أن يصوم ثلاثة أيام عن كل يمين. وعليه أن يتوب إلي الله من هذا الحلف.
* هل الوسوسة أثناء الصلاة والتفكير في الكثير من الأمور يفسدها؟
** الصلاة تكون مقبولة. وعلامة القبول هي هذه الخواطر التي تتوارد إلي ذهن الإنسان.. وأنصح السائل بألا يشغل نفسه بمقاومة هذه الأمور "لأنك لو انشغلت بمقاومتها ستزداد حالة الوسوسة لديك وربما يعتريك وسواس لم يكن لديك .. وعلي العبد أن ينشغل بصلاته وأن يؤدي الأركان. فداوم علي صلاتك ولا تنشغل بهذه الخواطر ولا تشغل نفسك بأن هذه الأمور تنقص من صلاتك. فهذه الأمور لا تنقص من صلاة الإنسان شيئا.. وكل الناس تحدث لها هذه الوساوس وهذه التشاغل. ولا ينبغي أن تسبب لهم حالة مرضية أو حالة وسوسة دائمة.
* ما حكم تأخير الاغتسال من الحيض بسبب المرض؟
** لو كان المرض هذا يضره الاغتسال فلا يجوز للمرأة الاغتسال ويكون حرامًا.. وذلك لما روي أبو داود وغيره من حديث جَابِري قَالَ: "خَرَجْنَا فِي سَفَري. فَأَصَابَ رَجُلا مِنَّا حَجَرى. فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ. ثُمَّ احْتَلَمَ. فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ. فَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ؟ فَقَالُوا: مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَي الْمَاءِ. فَاغْتَسَلَ. فَمَاتَ. فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَي النَّبِيِّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ: قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّهُ. أَلا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا» فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ. إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ. وَيَعْصِبَ عَلَي جُرْحِهِ خِرْقَةً. ثُمَّ يَمْسَحَ عَلَيْهَا. وَيَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ".
وأنصح بعدة أمور. منها أنه علي الشخص أن يتيمم وأن يذهب إلي الطبيب لأنه هو الذي يقول إذا كان الغسل يضر أم لا.. لأنه في كل الأحوال تقديم الحفاظ علي النفس أولي من تقديم الحفاظ حتي علي الدين ولا يجوز للإنسان أن يغتسل إذا كان مرضه يمنع ذلك. وهذا يرجع بعد استشارة الطبيب.
* إذا أعطت امرأة ثديها لطفل بغرض إسكاته دون وجود لبن به فهل تعد هذه رضعة؟
** الرضاع لا يكون رضاعا إلا إذا كان الطفل لا يتجاوز عمره عامين وأن يكون هناك لبن في ثدي المرضع. فبهذا يكون رضاعا ونسأل هل مشبع أم غير مشبع ونبحث هل يثبت أم لا. وإذا كانت المرأة كبيرة ولا يوجد في ثديها لبن من الأساس فهذا ليس رضاعا من الأصل.
* هل رسم التاتوالثابت دون خروج دم حلال أم حرام؟
** التاتو ثلاثة أنواع. وهي: التاتو الذي يرسم بالحنة أو بالألوان بشكل عام وهذا جائز ولا شيء فيه. لأنه غير ثابت.. والثاني تقنية جديدة نشأت منذ حوالي أربع سنوات تسمي الميكروبلدنج. ومعني هذا بالتجلط الدقيق. والمقصود من التسمية أن هذا نوع من الوشم لا يكون فيه دم ولا تجلط من الأساس لأنه يكون علي الطبقة الأولي أو الثانية من الجلد. وهذا يزول بعد 6 أشهر وهذه التقنية جائزة ولا شيء فيها.. أما الثالث فهو الوخز بالإبر. فهذا يكون ثابتا لا يخرج أبدًا إلا أن الشخص الذي فعله إذا أراد حذفه فيكون بعملية جراحية. فهذا لا يجوز شرعًا لأن الاحتفاظ بنجاسة تحت الجلد من غير داع.
والرسم بالحناء وبغيرها. أو بالميكروبلدنج جائز شرعا ولا شيء فيهما. وأما الوخز بالإبر فهذا هو الشيء المحرم.
* هل الصلاة مع أهل البيت تعادل ثواب الجماعة؟
** صلاة أهل البيت مع بعضهم يكون لها ثواب صلاة الجماعة. ولكن ليس لها ثواب صلاة جماعة المسجد التي يذهب اليها الإنسان فيكون كل خطوة ترفع درجة وتحط خطيئة.
ودخول المسجد والصلاة فيه يكون ثوابها كبيراً. لأن هذه الجماعة تكون الجماعة العامة ويكون ثوابها أكبر من ثواب الجماعات الخاصة التي تكون في البيوت.. لقول النبي- صلي الله عليه وسلم- "صلاة المرء في المسجد خير أو أفضل بـ 27 درجة من صلاته في بيته أو في محله".
* هل لفظ "عليّ الطلاق"يعد يمين طلاق أم لا؟
** لفظ "عليّ الطلاق" لا يعد طلاقا. والمفتي به في دار الإفتاء المصرية أنها تأخذ معني اليمين المحلوف به. فيتعامل كأنه يمين.. وهذا اليمين لو حنث فيه صاحبه ولم ينفذ. فيخرج كفارة يمين. وهي إطعام عشرة مساكين. وأقل مبلغ في الإطعام 100 جنيه عن العشرة مساكين. والأوسط 200 جنيه.. وبذلك لا يفسخ عقد الزواج بين الزوجين وهذه الكلمة هي يمين ولا تؤثر علي العلاقة الزوجية. ولا علاقة لها من أي جهة.
اترك تعليق