منح الأمل لهؤلاء الذين أقصي طموحاتهم في الحياة "الحياة" لأيام أو شهور أكثر دون ألم أو معاناة.. ورغم أنه أثبت فاعليته في شفاء نوعين فقط من السرطان. إلا أن نتائجه المبشرة بعثت بالأمل في نفوس المصابين بالمرض اللعين مع بدء التجارب علي الأنواع الأخري.. أنه "ستارليماب" الذي نجح في علاج سرطان القولون والمستقيم والميلانوما بنسبة 100% من الحالات التي أجريت عليها التجارب.
يعد سرطان القولون والمستقيم ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بقتل 916 ألف مصاب بعد سرطان الرئة الذي يحتل المركز الأول بقتل 1.8 مليون مصاب سنوياً. ويأتي الكبد بالمركز الثالث 830 ألفاً. يليه المعدة 769 ألفاً والثدي بـ 685 ألف وفاة. وتجري التجارب علي سرطان الثدي والرئة والبروستاتا. ووصل عدد قتلاه في العام إلي 10 ملايين مصاب حول العالم- حسب احصائية منظمة الصحة العالمية عام 2020- بما يعادل حالة وفاة من كل 6 اصابات.
تشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلي أن عدد الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بالسرطان سيزيد بنسبة 50% تقريبا في عام 2040 عن عام 2020.
ما العلاج الجديد الذي تم اكتشافه وكيف ينظر إليه المتخصصون؟!
2.26 مليون حالة إصابة بسرطان الثدي.
2.21 مليون حالة إصابة بسرطان الرئة.
1.93 مليون حالة وإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
1.41 مليون حالة اصابة بسرطان البروستاتا.
1.20 مليون حالة إصابة بسرطان الجلد "غير الميلانوما".
1.09 مليون حالة اصابة بسرطان المعدة.
1.8 مليون وفاة بسبب سرطان الرئة.
916 ألف وفاة بسبب سرطان القولون والمستقيم.
830 ألف وفاة بسبب سرطان الكبد.
769 ألف وفاة بسبب سرطان المعدة.
685 ألف وفاة بسبب سرطان الثدي.
400 ألف طفل يصابون سنوياً بالسرطان.
23 بلداً ينتشر بها سرطان عنق الرحم "أكثر أنواع السرطان شيوعاً بها".
أكد د.عماد شاش استشاري علاج الاورام ومدير مستشفي الثدي بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة أن ستارليماب "جيمبرلي" يعد طاقة أمل لمرضي السرطان. مشيرا إلي أنه نجح في علاج سرطان القولون والمستقيم والميلاني. وجاري التجارب علي باقي أنواع السرطانات الفترة المقبلة.
أضاف أن نجاح "جيمبرلي" مرتبط بالطفرة الجينية mmr تكون هناك استجابة للعلاج المناعي بنسبة 100%. كما أعلن مؤخراً في حالات التجارب بالولايات المتحدة. مشيرا إلي أن عدم وجودها لا يحقق النتائج المرجوة. لكنه يعطي فرصة للدراسة الدقيقة التي تجري لعلاج باقي السرطان لاستحداث أنواع من العلاجات التي تفيد المرضي.
أضاف أن ستارليماب تم اعتماده في اغسطس العام الماضي كعلاج لجميع أنواع السرطان. لكنه لم يحقق نتائج 100% إلا في المستقيم والقولون والميلاني. مشيرا إلي أنه كلما كان العلاج محدداً كانت النتائج أفضل. والاعراض الجانبية أقل بكثير.
قال إن العلاج الجديد يعتمد علي آلية تقوية الجهاز المناعي لمقاومة الخلية السرطانية. لأن بعض مرضي الأورام عندهم خلل في الـ mmr وهو المسئول عن الانقسامات في الـ dna داخل الخلايا السرطانية. مشيرا إلي أن السرطان يقوم بعمل انقسام في الخلايا نتيجة خلل بها يؤدي الي انقسامات في حالة هذا الخلل ويعمل استارليماب علي غلق الجزء الذي به الطفرة ووقف الانقسام وقتل الخلية المسرطنة.
أوضح أن نجاح تجربة جيمبرلي في سرطان القولون والمستقيم والميلانوما يعد بشري خير للمرضي. مشيرا إلي أننا نحتاج الي مزيد من التجارب علي عدد اكبر من المرضي حتي نكتشف اكثر.
أشار إلي أنه من المنتظر نجاح التجربة في أورام أخري بتلك الطفرة الجينية. مؤكداً أن الطفرة الجينية تصل الي 14% من المصابين بالسرطان. وأن هناك أنواعاً اخري من السرطان لن يعمل معها طالما ان الطفرة الجينية غير موجودة.
نوه إلي اعتماد دوستارليماب في امريكا اغسطس 2021 كعلاج للسرطان وحقق نتائج متقدمة في جميع الانواع. مشيرا إلي أنه حقق 100% في سرطان المستقيم والقولون والميلاني فقط. بينما حقق نتائج أقل في الانواع الاخري من السرطانات. وتعمل التجارب علي زيادة كفاءة العلاج.
أكد أن مصر تترقب مزيداً من التجارب وتتبع الارشادات العالمية للتأكد من عدم وجود مضاعفات لاستخدام دوستارليماب. مؤكدا أن علاجات الاورام في تقدم وأن فهم الاورام بيولوجياً يساعد في اختيار الدواء الأنسب لمريض الاورام السرطانية. ويعد دوستارليماب أقوي العلاجات التي ظهرت حتي الآن.
أكد د.شريف السعداني أستاذ الأوبئة بكلية الطب جامعة طنطا أن مرض سرطان القولون خامس أكثر أنواع الأورام المنتشرة في مصر. ويرجع جزءاً من أسبابه الي الخلل في الجينات. والجزء الآخر يتعلق بكثرة استهلاك اللحوم الحمراء والأطعمة التي تحتوي علي دهون.. وفي خطوة مهمة في معركة مواجهة سرطان القولون تم استخدام عقار يسمي "دوستارليماب dostarlimab" الذي يعرف تجاريا باسم Jemperli لعلاج سرطان القولون. وهو عقار يتم تناوله عن طريق الوريد من خلال جرعة كل 3 أسابيع علي مدي ستة أشهر.
أضاف أن العقار الجديد نجح في شفاء كل المرضي الذين شملتهم التجربة السريرية التي أجريت في الولايات المتحدة يعانون أوراماً لم تنتشر خارج القولون. ورُصد عندهم جميعهم طفرة أثرت علي قدرة الخلايا علي إصلاح تلف الحمض النووي. ويشكل هذا الإنجاز سابقة أولي من نوعها في تاريخ علاج السرطان. مشيرا إلي أنه بعد ستة أشهر من توقف المرضي عن تناول الدواء. اختفي السرطان.
نوه إلي أنه لم يتلق أي منهم حتي الآن علاجاً كيماويا إشعاعياً أو جراحياً. كذلك ولم يعان أي منهم أي آثار جانبية. مؤكدا أن استخدم هذا العقار يمثل لمحة مبكرة لتحول ثوري في علاج السرطان. حيث يعمل الدواء عن طريق الكشف عن الخلايا السرطانية لجهاز المناعة بالجسم عن طريق الاتحاد مع مستقبل مناعي لمنع بروتين معين يسمي PDL-1 متورط في حجب الخلايا السرطانية عن الجهاز المناعي. ما يسمح لجهاز المناعة بالتعرف علي الخلايا السرطانية وتدميرها.
نوه إلي أنه رغم سابق استخدام هذا العقار لعلاج سرطان بطانة الرحم. إلا أنه لم يكن أبداً جزءاً من روتين علاج سرطان المستقيم. واستخدامه بهذه الكيفية كعلاج مناعي يمكن أن يساعد أيضا المرضي الذين يعانون أورام أخري مصابة بذات الخلل المناعي. مثل بعض أنواع سرطان المعدة والبروستاتا والبنكرياس.
قالت د.علا خورشيد أستاذ علاج الأورام ورئيس قسم طب الأورام في المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة إن "دوستارليماب" المعالج للسرطان يعد الأول في التاريخ في علاج مصابي السرطان دون استخدام العلاج الاشعاعي أو الكيمائي ودون آثار جانبية. مؤكدة أن المبهر في استخدام هذا العلاج المناعي "دوستار ليماب". شفاء جميع المرضي الذين شملتهم التجربة وعددهم 18 في الدراسة اختفي لديهم الورم تماما. وبالتالي لم تحتاج أي حالة لعلاج كيماوي أو إشعاعي أو جراحي طوال فترة متابعتهم.
أضافت أن المبهر أن يكون لدينا ورم في الشرج سرطاني ومتقدم ولا يتم تدخل جراحي أو اشعاعي أو كيماوي وكان يتم تغيير المسار. لكن مع "ستارليماب" تخطينا هذه الازمة. منوهة إلي أن العلاج المناعي من العلاجات المكلفة تصل تكلفة علاج المريض شهريا من 70 إلي 80 ألف جنيه شهريا.
نوهت إلي استخدامه في أورام القولون والشرج في مراحل متقدمة مثل المرحلة الثانية المتقدمة أو المرحلة الثالثة. يتم علاج هذه المراحل بثلاثة أنواع من العلاج كيماوي وإشعاعي وجراحي.
والهدف تحقيق الشفاء التام. لكن هذه الأساليب غالباً يكون لها آثار جانبية علي المريض. مشيرة إلي أن 5% إلي 10% من مرضي أورام القولون لديهم خلل في التمثيل الجيني وعدم استقرار لتمثيل DNA في الخلايا. ما يؤدي إلي حدوث الاورام. والمشكلة في وجود هذا الخلل تكون الاستجابة للعلاج الكيماوي ضعيفة جدا. ومن هنا كان الهدف من عقار "دوستارليماب" وهو يؤخذ عن طريق الوريد. يحفز المناعة الجسم ضد الورم وهي من تتخلص منه وتؤخذ لـ 3 أسابيع.
قالت إن العقار علاج مناعي. والدراسة في مرحلتها الثانية. وعدد المرضي مازال صغيراً. مشيرة إلي أن علاج الاورام يتحد مع مستقبل مناعي يسمي PDL-1 ويؤدي لتعريف الورم للجهاز المناعي. ما يجعل الجهاز يهاجم الورم ويتخلص منه.
نوهت إلي أن "دوستارليماب" حصل علي موافقة استخدامه في أغسطس 2021 لعلاج كل الأورام الخاصة بالخلل في عملية التركيب النووي وقدرة الخلايا علي إصلاح الخلل بها Miss match repair deficient tumors.
أشارت إلي أنه حتي نعمم هذا العلاج لمرضي أورام الشرج. يجب أن يكون هناك تجارب أكثر علي كل العلاجات الحديثة الخاصة بالأورام الموجودة في مصر. وهذا العقار وسيكون متوفراً بعد استكمال الدراسات والأبحاث الخاصة به.
لفتت إلي استخدام العلاج المناعي من سنوات ونتائجه مبهرة. ما يقرب من 10 سنوات تقريبا. مشيرة إلي أن أورام الرئة من الامراض التي أثبتت نجاح في العلاج المناعي.
قالت إن أورام الرئة أصبحت ثالث أكثر الاورام شيوعاً في مصر. بعدما كانت الخامس.. منوهة إلي أن التدخين المسبب الرئيس وان تجنبها سهل في حالة التوقف عن التدخين. مشيرة إلي أن 60% من السيدات المصابات بأمراض الرئة مدخنين سلبيين.
أشارت إلي أهمية عمل أشعة مقطعية وفحوصات. وأن أمراض الرئة يتم اكتشافها في مرحلة متأخرة وتظهر الأعراض علي هيئة كحة ونهجان أو كيماويات في العظم أو المخ. وبذلك يكون المريض تخطي مرحلة الجراحة ووصل إلي المرحلة الرابعة وتخطي مرحلة الجراحة. ونسب الشفاء بالعلاج الكيماوي تكون قليلة نحو 20%.
أوضحت أن علاج أورام الرئة بناء علي استكشاف مستقبلات موجودة بالخلايا 3 أنواع المريض يأخدها. نسب شفاء 80% من الحالات يجب أن يكون المستقبل موجود حتي تعطي علاج مناعي في حالة وجود 50% مستقبلات أو زيادة علي ذلك نعطي علاج مناعي فقط. وإن قلت عن ذلك نستخدم الكيماوي مع المناعي.
نوهت إلي أن هذا العلاج كان بسبب خلل "D.N.A" والخلية غير قادرة علي اصلاح الخلل الموجود.
أكدت أنه تم استخدام العلاج المناعي علي أعداد كبيرة من المرضي وأنه من المبكر استخدامه في مصر. وهو معتمد في المرضي الذين لديهم خلل في التمثيل الجيني.
نوهت الي وجود تقدم كبير في العلاج الهرموني والهرموني مع الموجه أو الموجه فقط. وفي أمراض الثدي مرحلة الثلاثي السلبي والمرحلة الرابعة. وفي العلاج الكيماوي كان المرض يعود مرة أخري بعد من 4 إلي 6 أشهر.
وكانت الفترة الزمنية لحياة المريض مع العلاج الكيماوي عام كحد أقصي ومع العلاجات الجديدة عام امتد عمر المريض مع العلاج المناعي والموجه إلي 5 سنوات.
أشارت إلي محاولات الصحة تحسين أنواع الدواء بشكل مستمر حتي لا يعود المرض مرة اخري بعد الشفاء. وهناك أنواع من الامراض لا يستجيب المريض للعلاج.
وجهت "خورشيد" نصيحة بالبُعد عن كل المسرطنات. مؤكدة أن بإمكاننا حماية أنفسنا بالبُعد عنها. مشيرة إلي أن الاصابة بالسرطان بسبب زيادة الوزن المفرضة اللحوم الحمراء بالذات لا تزيد علي 100 جرام بالأسبوع لعلاقتها بأورام القولون و"المشوية" بأورام المعدة وعدم التعرض للشمس.
طالبت السيدات بالكشف الاكلينيكي لـ "دي" من سن العشرين ومتابعة شهرية ومن الاربعين عمل اموجرام ولو عنصر وراثة بالعائلة الفحص يكون مبكر عن سن الأربعين. وللرجال عمل منظار للقولون كل 10 سنوات وتحليل البروستاتا من سن الـ 60. وبالنسبة للمدخن الشره يجب عمل فحص مبكر لأورام الرئة كل سنة.
أكد د.محمد عبدالله أستاذ أورام الجهاز الهضمي بطب قصر العيني أن العلاج المناعي يحفز الجسم علي مهاجمة المرض وهي الآلية التي يعمل بها "دوستارليماب" الذي أعلن عنه مؤخراً. مؤكدا أن العلاج الموجه يهاجم نقطة أو أكثر من الخلية حتي لا تنقسم أو تتكاثر في محاولة للسيطرة علي المرض.
أضاف أن العلاج الموجه والعلاج المناعي يتم العمل بهما ضد السرطان منذ سنوات. مشيرا إلي أن اختلاف وتطور الاصابة يحدد استخدام العلاجات مناعية أو موجهة. حيث ان أغلب السرطانات الآن لها علاجات مناعية وموجهة ويمكن استخدام العلاج الموجه فقط واحيانا بمساعدة الكيماوي.
أوضح أن الأدوية المناعية موجودة وهناك منها أكثر من منتج حول العالم وفي مصر. مشيرا إلي أن "دوستارليماب" يفيد حالات من مصابي سرطان القولون والمستقيم في حال وجود بعض الطفرات الجينية.
تطرق إلي أهمية زيادة التجربة علي أعداد وأنواع أكثر من المرضي المصابين بتلك الطفرة الجينية حتي نتأكد من صلاحيته لمرضي السرطان.
أشار إلي أنه تم اعتماده في أمريكا نهاية العام الماضي. مشيرا إلي أن الاورام الموجودة عندهم الطفرة الجينية استفادوا من الدواء بشكل متفاوت عندما تمت تجربته علي مصابين القولون والمستقيم كانت النتيجة 100%.
أضاف أنه لا توجد حالة مشابهة لحالة ولا استجابة مشابهة لأخري في سرطانات الرئة والثدي والكلي الجهاز الهضمي في كل الاصابات. مشيرا إلي أن استخدام الحالة الموضعية أو المباشرة في العلاج الموجه بديل عن العلاج الكيميائي في بعض الحالات والاخري مازال العلاج الكيميائي. بالاضافة أو ناقص العلاج الموجه أو المناعي كمساعد للكيماوي.
نوه إلي أن مصر تستخدم العلاج المناعي والموجه من أعوام وتعمل بعقارات متقاربة من "دوستارليماب". مشيراً إلي أن العلاج المناعي والموجه يختلف حسب كل نوع من السرطان. وكذلك المرحلة التي وصل إليها المريض.
أكد د.بولس اسحق استشاري علاج الأورام مدير مركز الأورام بمعهد ناصر أن الاعلان الاخير عن تأثير العلاج المناعي علي نوع خاص من سرطان المستقيم المبكر من حيث المبدأ يعد بارقة أمل من منظور علمي.
أضاف أن علاج السرطان بالأدوية المناعية تعتمد علي تحفيز الجهاز المناعي للتعرف علي الخلايا الخبيثة وقتلها. وفي هذه الحالة تتكون خلايا ذاكرة مناعية وكأنه تطعيم ضد السرطان.
أشار إلي أن نجاح تجربة علاج 12 مريضاً من السرطان باختفاء الورم بالكامل في جميع المرضي تحتاج إلي مزيد من الدراسة للتأكد علي عدم وجود مضاعفات لهذا العلاج.
أوضح أنه رغم هذه النتيجة المبهرة. لابد أن يبرهن اختفاء المرض انه علامة علي الشفاء. الأمر الذي نحتاج فيه إلي دراسة أعداد أكبر ولفترة أطول.
في حالة النجاح النهائي لهذا الدواء. تكون الفائدة ليست فقط الشفاء. بل تفادي التدخلات التقليدية من أدوية كيميائية وعلاج اشعاعي وحتي العلاج الجراحي.
اترك تعليق