أكد العلماء والخبراء أن مصر هى أرض الحضارات التى احتضنت التعايش بين جميع أبنائها، على اختلاف عقائدهم ولغاتهم، و"مصَّرت" الأجانب فى بوتقة "التمصير"، مشيدين بـ"وعى" وإدراك المصريين على مدى العصور والأزمنة.
جاء ذلك فى ندوة "ثقافة الاختلاف وفن الحوار" التى عقدتها جامعة عين شمس برئاسة د. محمود المتينى، ضمن موسمها الثقافى، وحضور د. جيهان رجب- مستشار نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، منسق الندوة- وعدد من عمداء ووكلاء الكليات، سهيل حمزة- أمين الجامعة المساعد لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة- ولفيف من الطلاب والإداريين وتنظيم "أسرة من أجل مصر" المركزية وأدارتها د. دينا فاروق أبو زيد، مدير المركز الإعلامي للجامعة.
أكد د. المتيني، أن الندوة تزامنت مع استمرار الدولة المصرية في مواجهة مع الإرهاب الأسود، موضحا أن ثقافة الاختلاف وفن الحوار مطروح للنقاش المجتمعي ويحتاج للتناول من أكثر من زاوية خاصة وأن المجتمع الجامعي يضم شرائح مختلفة من المجتمع، لافتاً أن مهارات التواصل والحوار أصبح من الأساسيات التي من الضروري التحلي بها، والاختلاف له أصول وقواعد وأسس لابد وأن يعيها الشباب المصري على وجه الخصوص في ظل ما يواجهه العالم من تحديات.
ونبَّه لأهمية مناقشة قضية الوعي الذي أصبح ضرورة داخل المجتمع المصري، فواقع المجتمع المجتمع المصري يتطلب نشر الوعي المجتمعي خاصة في التعامل والحوار عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد د. عبدالفتاح سعود- نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب- أن مصر مهد الحضارات فهي أرض الشركاء على بقعة جغرافية واحدة، كما أن مصر الدولة الوحيدة التي أتاها الغزاة وانصهروا في عبقرية مصر فهي البقعة الوحيدة التي ينصهر فيها كل من يدخلها.
وأوضح د. هشام تمراز- نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة- أنه فلابد أن نتكامل ونتحد على اختلاف تنوعنا وثقافاتنا وطبائعنا، نبحث عن نقاط التماس والتشابه والتوافق ونُعظِم منها ونبذ كل ما يجعلنا نختلف ونفترق.
واستعرض د. عمرو الورداني أمين الفتوى، مدير مركز الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء- سبعة نقاط شكَّلت سمات الإنسان المعاصر تحتاج للعلاج والتعامل معها منها: الفردانية التي تصنع الأنانية المجتمعية إلى جانب زيادة سمة المزاجية، وكذلك المظلومية فالبعض يعيش دور المظلوم، كما زاد الإحباط عند الناس والخوف من عدم الوصول للنتيجة إلى جانب أنه أصبح لدينا إفراطا في الحساسية تجاه الكلمات والأفكار والنظرات وهو ما سيؤدي للعزوف عن الحياة الطبيعية ونتوقع أن يتجه الناس نحو حياة الميتافيرس، وأخيرا يعاني المجتمع من العشوائية والتفريط في الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي الذي سيؤدي إلى شيخوخة قلبية، فالسوشيال ميديا توحشّت في غفلة من علماء الدراسات النفسية والإجتماعية.
ووصف نيافة الأنبا إرميا- الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطي الأرثوذكسى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية- ظاهرة الاختلاف بأنها طبيعية ولكن ينبغي ألا تؤثر على العلاقات بين البشر بسوء التفاهم والتصارع والخلاف. مؤكدا أن مصر أرض الحضارات والتعددية والتعايش والتآخي بهدف ضمان التفاعل الخلاق والعيش بسلام مع مكونات المجتمع.
اترك تعليق