تضم سور القرآن الكريم الكثير من صيغ الدعاء سواء التي وردت على لسان الأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام أم التي وردت على لسان الصالحين رضي الله عنهم ألحقنا بهم على خير. ((الجمهورية اونلاين)) تستعرض طوال أيام شهر رمضان المبارك بعض الأدعية الواردة في القرآن الكريم.
نواصل في الحلقة الثلاثين والأخيرة من سلسلة الدعاء في القرآن الكريم استعراض آيات الدعاء التي وردت في سورة الشعراء
((وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)) سورة الشعراء، الآيات: 87 - 89
هذه الدعوة المباركة تكملة لدعوات خليل الرحمن، فقوله: ((وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ)): أي اعصمني من الذلّ والهوان يوم القيامة، يوم بعث الخلائق لمحاسبتهم، فتضمّن هذا الطلب السلامة من الفضيحة بالتوبيخ على الذنوب، والعقوبة عليها. وهذا الدعاء من خليل الرحمن، كان من دعاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ((اللهم لا تخزني يوم القيامة، ولا تخزني يوم البأس، فإن من تخزه يوم البأس فقد أخزيته))
:
((يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)): هنا ذكر العلّة في سؤاله لذاك اليوم مؤكدا انه لا يقي المرء من عذاب اللَّه ولو افتدى بملء الأرض ومن عليها ذهباً وبشراً، إلاّ من أتى اللَّه بقلب سليم من كل المساوئ، والعيوب من أمراض الشبهات، كالشرك، والشك، والنفاق، والإصرار على البدع والضلالات، ومن أمراض الشهوات مثل حب الدنيا، وغرورها، وبالجملة السالم من الخصال الذميمة، المتصف بالصفات الجميلة، وخصّ القلب بالذكر لأنه الذي إذا سلم سلمت الجوارح كلها، وإذا فسد فسدت سائر الجوارح.
تضمنت هذه الدعوات الجليلات جملاً من الفوائد:
يحسن بالداعي أن يجمع في دعائه من خيري الدنيا والآخرة، وأن تكون الدار الآخرة هي مقصده، ومطلبه الأعظم.
ينبغي للداعي أن يسأل اللَّه تعالى أن يزيده من العلم والحكمة لما ينفعه في دينه ودنياه وآخرته.
ينبغي للعبد أن يسأل اللَّه تعالى أن يرزقه مرافقة الصالحين في الدنيا والآخرة.
أن يرزقه الثناء الحسن في الدنيا
أهمية التوسّل بصفات اللَّه تعالى فإن فيها من كمال الأدب، والتعظيم، والثناء على اللَّه تعالى حال السؤال، والدعاء.
ذكر العلة في السؤال من حسن الدعاء
يحسن بالداعي أن يدعو لوالديه وإن كانوا على غير صلاح، ولا هدى.
أن جميع الأنبياء والمرسلين مشفقون من يوم القيامة.
أن القلب هو أعظم مضغة، فإن صلحت صلح سائر الجسد، وإن فسدت فسد سائر الجسد؛ لهذا خصَّها عليه الصلاة والسلام بالذكر دون غيرها.
ينبغي للعبد ألا يغترَّ بعمله، فإذا كان إمام الأنبياء يخاف من ذلك اليوم على ما أوتي من الخصال الحميدة، فمن باب أولى من كان دونه.
المصادر:
مفردات ألفاظ القرآن
عمل اليوم والليلة لابن السني
المعجم الكبير للطبراني
مسند الفردوس للديلمي
مسند أحمد
سنن النسائي
اترك تعليق