كييف.. مستعدون للقتال والبحث في الوقت نفسه عن طرق دبلوماسية

يبدو أن روسيا تمهيد لهجوم روسي ضخم شرقي أوكرانيا حيث رصدت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية قافلة ضخمة من الآليات العسكرية الروسية تمتد علي مسافة 14 كيلومترا.  واستعداد أوكرانيا لمرحلة جديدة من المعارك أكثر تحدياً في حربها لصد الجيش الروسي باقامة التضاريس الا ان المساحات المفتوحة الواسعة في شرق البلاد ستجعل من الصعب علي الأوكرانيين إدارة عمليات حرب العصابات كما فعلوا في غابات الشمال والغرب بينما يتواصل إجلاء المدنيين خوفًا من هجوم وشيك في هذه المنطقة.

كشفت وسائل إعلام غربية عن تعيين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جنرالا جديدا لقيادة الحرب في أوكرانيا الأمر الذي اعتبره مراقبون بدايةً لشهر حاسم لإتمام سيطرة موسكو علي الشرق قبيل 9 مايو الذي تحتفل به كعيد للنصر".

نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين غربيين أن بوتين عين الجنرال ألكسندر دفورنيكوف قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا قائدًا لمسرح العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا دون تأكيد روسي حتي الساعة.
ووفق محللين فإن الهدف الذي تسعي إليه روسيا هو تحقيق بعض التقدم الملموس علي ساحة المعركة قبل يوم النصر في 9 مايو حيث يتم إحياء المناسبة تقليديًّا باستعراض في الساحة الحمراء بموسكو بينما اعتبر آخرون أن تعيين قائد عام جديد للحرب الروسية في أوكرانيا لأول مرة محاولة لخلق استراتيجية أكثر تماسكًا.

يذكر ان "دفورنيكوف" البالغ من العمر 60 عامًا أول قائد للعمليات العسكرية الروسية في سوريا في سبتمبر 2015 حتي يونيو 2016
بينما دمرت روسيا مطار مدينة دينيبرو وسط أوكرانيا قالت صحيفة الواشنطن بوست نقلا عن محللين إن شكل المعارك سيتوقف علي مدي قدرة الروس علي تصحيح الأخطاء التي ارتكبوها في المرحلة الأولي من غزوهم والتي تتراوح بين فشل خطوط الإمداد والتحديات اللوجستية وسوء التخطيط إلي حجم القوات غير الكافية.

اضافت الصحيفة ان الروس سيحاولون الدفع جنوبا من منطقة خاركيف وشمالًا من مدينة دونيتسك لتطويق القوات الأوكرانية في دونباس وهي مناورات ستؤدي إلي التفوق العددي لروسيا من حيث الدبابات والعربات المدرعة.
اشارت الي قول مسئولين عسكريين أوكرانيين إن الروس بدأوا في الأيام الأخيرة التقدم جنوبا من بلدة إيزيوم بهدف الاستيلاء في نهاية المطاف علي كراماتورسك عاصمة دونيتسك.

ويؤكد المحللون أن الأوكرانيين قد يجدون أنفسهم في مواجهة قتال أكثر صرامة في تضاريس الشرق مما فعلوه في الشمال حيث وفرت الأشجار غطاءً للمقاتلين المدججين بالسلاح للتسلل خلف الخطوط الروسية لإطلاق النار علي الدبابات والمركبات المدرعة باستخدام أسلحة مضادة للدبابات مثل صواريخ جافلين.

ذكر مسؤولون أميركيون أن البيئة المتغيرة تدعم طلب أوكرانيا من دول الناتو توفير المزيد من أنواع الأسلحة وأنواعها المختلفة. بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة والمدفعية..ومع ذلك يشك العديد من المراقبين في أن القوات الروسية المنهكة بالفعل لديها القوة للاستيلاء علي المزيد من الأراضي من أوكرانيا في أي وقت قريب.

من جانبه أكد ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني أن بلاده مستعدة لخوض معركة كبيرة في الشرق ويجب أن تكسبها بما في ذلك في دونباس .. وأضاف عندما يحدث ذلك سيكون لأوكرانيا موقف أقوي في المفاوضات وهذا يسمح لها بفرض بعض الشروط.

فيما اكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر صحافي مع المستشار النمساوي كارل نيهامر الذي زار كييف امس نحن مستعدون للقتال وللبحث في الوقت نفسه عن طرق دبلوماسية لوقف هذه الحرب.