هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نساء خالدات آمنة بنت وهب "أم النبي"

كان للنساء دور بارز في التاريخ الإسلامي سواء بكونهن أمهات أو مجاهدات أو عابدات. يذكر التاريخپ بحروف من نورأهمية الدور الذي قمن به لدعم اسرهن.. كن عنوانا للتحمل والارادة وتحدي اصعب الصعاب.. المساء يوميا خلال الشهر الفضيل تلقي الضوء علي نماذج رائدة لنساء خالدات سيدات مؤمنات هن المثل القدوة كيف تكون المرأة السند والدعم لاسرتها ولمجتمعها


.. شخصية اليوم هي السيدة آمنة بنت وهب أم النبي محمد صلي الله عليه وسلم من بني زهرة إحدي بطون قريش. وهي أقرب فروع قريش إلي بني عبد مناف أجداد النبي صلي الله عليه وسلم.
فأبوها وهب بن عبد مناف بن زهرة. وزهرة هو شقيق قصي الجد الأعلي للرسول صلي الله عليه وسلم.
أما والدة السيدة آمنة فهي برة بنت عبدالعزي بن عثمان بن عبدالدار بن قصي. وقد اصطحب عبدالمطلب ابنه عبدالله الذي افتداه من الذبح بمائة من الإبل إلي ديار بني زهرة حيث خطب له آمنة من أبيها وهب وكانت أمها "برة" قد توفيت.
وكانت آمنة من أجمل وأطهر بنات قريش. وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها. بينما كان عبدالله قد بلغ الرابعة والعشرين من عمره.
وفي سيرة ابن هشام جاء وصف لآمنة بأنها كانت يومئذ أفضل فتاة في قريش نسبا وموضعا. ومكث عبدالله مع زوجته أياما قليلة اضطر بعدها إلي تركها وهي حامل للسفر مع قافلة قريش للتجارة المتجهة الي الشام. وعند عودته من الشام مر "عبدالله" علي المدينة المنورة ليزور أخواله من بني النجار وليستريح عدة أيام قبل أن يعود إلي مكة. ولكنه مرض فاضطر الي التخلف عن القافلة العائدة. ولما علم أبوه عبدالمطلب بخبر مرضه أرسل أخاه الحارث ليعود به بعد شفائه. ولكن المرض لم يمهله طويلا فمات ودفن بالمدينة.
وقد ذكر بعض المؤرخين ان عبدالله "والد الرسول" قد توفي قبل مولده صلي الله عليه وسلم. بينما ذكر آخرون ان وفاته كانت بعدمولد ابنه بزمن قليل بعضهم حدد هذا الزمن بشهرين. بينما حدده آخرون بأكثر من شهرينپ
ومما يذكره المؤرخون ان نور النبوة كان ظاهرا في وجه عبدالله ثم انتقل الي وجه السيدة آمنة عندما حملت بالنبي صلي الله عليه وسلم. وان كانت بعض علاماته باقية في وجه عبدالله.
وقالت آمنة عن حملها المبارك وعن مولد النور: "والله ما رأيت من حمل قط كان أخف من حمله ولا أيسر منه وقع علي الأرض حين ولدته. وانه لواضع يديه علي الأرض رافع رأسه إلي السماء" وروي عنها انها كان تقول: "ما شعرت بفتح أوله وثانيه" بمعني انها ما علمت بحمله ولا وجدت له ثقلا.
ويذكر المؤرخون ان مولده كان في عام الفيل في شهر ربيع الأول عام 571 ميلادية. ومن المرويات ان العام الذي حملت فيه السيدة آمنة كانت سنة الفتح والابتهاج فاخضرت الأرض وأثمرت الأشجار بعد معاناة من الجدب وضيق العيش وان المخاض جاءها وقت السحر ولم يكن معها سوي جاريتها الحبشية أم أيمن. وقيل ان أم عثمان بن ابي العاص كانت معها أيضا. فأحست بشيء من الخوف ما لبث أن تبدد وأحست بنور يغمر كل شيء.

فرحتها بمولده صلي الله عليه وسلم
وملأت الفرحة قلب آمنة بابنها المبارك وعندما ذهب البشير إلي جده عبدالمطلب ذهب الي بيت آمنة وحمل حفيده وضمه إلي صدره وحمله الي الكعبة وطاف به وسمّاه "محمد" وأخذت آمنة ترضع وليدها. ولما جف لبنها أرضعته "ثويبة" التي أرضعت عمه حمزة قبله ثم أرضعته بعد ذلك حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية وأقام معها في البادية وفقا لتقاليد العرب في ذلك الزمان حتي بلغ الخامسة من عمره وقيل حتي بلغ الرابعة من عمره.
بعد ذلك أعادته مرضعته إلي أمه فتربي بين أحضانها وكفله جده عبدالمطلب الذي كان يحبه ولا يطيق فراقه.
ولما بلغ محمد السادسة من عمره أخذته معها الي المدينة لزيارة قبر أبيه. كما اصطحبت أم أيمن معها وقد جهزت لهم الراحلة والهودج ليقيها حرارة الشمس المحرقة في رحلة تبلغ مسافتها مائتي ميل.
وبعد شهر عادت آمنة ومحمد وأم أيمن مع القافلة العائدة من الشام. وفي الطريق عند منطقة "الأبواء" جاءها الإعياء والمرض الذي لم يمهلها سوي ساعات قليلة فأخذت تحتضن وليدها وتقبله وتبلل وجهه الكريم بدموعها ثم فاضت روحها الشريفة فدفنت في قبر بالابواء. وتشبث محمد بقبرها وأخذ يبكيها ويبلل بدموعه الرمال المحرقة وحملته أم أيمن وعادت به الي مكة حيث ربته السيدة فاطمة بنت أسد زوجة عمه أبي طالب.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق