ترد إلي دار الإفتاء المصرية يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عنها فضيلة الدكتور محمود شلبي أمين عام الفتوي بـ "الدار".
* هل من الممكن أن أصوم عن والدي المتوفي؟
** لا مانع من ذلك. فكل طاعة للتقرب إلي الله غير الفرائض يمكن أن يفعلها للمتوفي. فقد قال ابن قدامة في المغني: وكل قربة فعلها الحي ووهب ثوابها للمتوفي وصلت. سواء كان ذلك صيام أو صدقة أو أي شيء.
أما كيف يصل الثواب للمتوفي. فإنه بعد اتمام العبادة. وهنا الصيام مثلا. وعند المغرب. يدعو العبد قائلا اللهم هب مثل ثواب ما أخذت إلي أبي. فيأخذ ثوابه ويهب أبيه مثله أيضا.
* ما حكم صيام شهر رمضان وأنا مريضة سرطان وآخذ علاجا كيماويا؟
** التعبد إلي الله سبحانه وتعالي يكون بما يستطيع الإنسان فعله لا بما هو خارج عن قدرته واستطاعته وفيه ضرر به. فالشريعة لا تكلف الناس شيئًا فيه ضرر لهم. لقوله تعالي: "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها". والقادر علي الصيام يصوم ومن لا يستطيع بسبب مرض مزمن أو مرض عادي لا يصوم وإذا صام فهو يعصي الله. لأن الله قال له لا تصم في قوله تعالي: "فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَي سَفَري فَعِدَّةى مِنْ أَيَّامي أُخَرَ¢.. والرسول صلي الله عليه وسلم حين وجد شخصًا صائمًا في شدة الحر ولا يستظل قال له إن الله غني عن هذا التعذيب. وأنصح السائلة ألا تكلفي نفسك ما لا تطيق. فالله سيهبك الأجر والثواب علي النية حتي لو أفطرتي. والبعض يكون متحمسًا في رمضان ولا يهون عليه أن يفطر. لكن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه.
* هل يجوز إعطاء زكاة المال للأبناء؟
** لا يجوز إعطاء الأبناء زكاة. والذي عليه الفتوي أن الزكاة لا تعطي للأصول ولا للفروع. ومن ثم لايجوز اعطاءها للآباء ولا للأبناء سواء كان في المنزل أو خارجه. وهذا مذهب الحنفية والحنابلة.
* هل يأثم من يبيع منتجات طعام أو عصائر بها مواد صناعية لأني سمعت أنها ضارة؟
** هذه الأمور يرجع فيها لأهل الاختصاص وهم الأطباء ووزارة الصحة. وهل هذا المنتج مرخص ببيعه أم لا. وهل فيه ضرر أم لا. وفي حالة كانت هذه المواد الصناعية مرخصا ببيعها للناس لعدم وجود ضرر فيها. فيجوز استخدامها ولا شيء في ذلك. أما إذا كان فيه ضرر فيمنع الضرر كما جاء في حديث النبي صلي الله عليه وسلم : "لا ضرر ولا ضرار". فالضرر يزال. ولا يجوز بيع شيء فيه ضرر بالناس وشيء غير مرخص بتناوله.
* ما علامات قبول التوبة ومحبة الله للعبد؟
** علي الإنسان أن يسير علي الطاعة وأن يبتعد عن المعاصي. فكلما كان الإنسان منتظما علي طاعة الله وبعيدا عن المعاصي فهذا يكون مؤشرا علي محبة الله له.
ومن الأمور التي تكون إشارة إلي محبة الله للعبد أن يكون الانسان محبوبا بين الناس. لما ورد عن أبي هريرة. عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالي إذا أحب عبدا دعا جبريل. فقال: إني أحب فلانا فأحببه. فيحبه جبريل. ثم ينادي في السماء. فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه. فيحبه أهل السماء. ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدا دعا جبريل. فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه. فيبغضه جبريل. ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه. ثم توضع له البغضاء في الأرض".
ولو كان الإنسان سائرا علي طاعة الله سبحانه وتعالي وبعيدا عن المعصية فسمته وأدبه طيب وخلقه حسن ويحبه الناس ويتعامل بينهم بالحسني فهذا يكون من الذين يحبهم الله تعالي.
* هل اهتزاز القدمين في الصلاة يبطلها ؟
** الإنسان مطلوب منه أن يكون في قمة التركيز والخشوع في الصلاة وألا يتحرك حركات تجعله مثل الشخص الذي لا يصلي.. والعلماء يقولون إن الحركات الكثيرة في الصلاة قد تبطلها. وبعض العلماء قالوا من الممكن أن الصلاة تبطل بثلاث حركات متواليات. ومنهم من قال تبطل بحركات تجعل المصلي لو نظر إليه شخص آخر ظن أنه لا يصلي.
فلو كان هذا الاهتزاز متلازما مع الشخص المصلي ولا يقدر علي التحكم في هذا فتكون صلاته صحيحة.. أما لو اهتز المصلي وكان هذا الاهتزاز باختياره ويخرجه عن الخشوع وهيئة الصلاة فعليه أن يترك هذه الحركات أثناء الصلاة.
* كيف أصنع خيرًا دون أن يعرف أحد؟ فإن كنت لا أعرف شخصًا يستحق الصدقة وأعطيتها لآخر يوصلها للمستحقين هل تقبل هذه الصدقة؟
** الصدقة إما أن يتم إظهارها أو إخفاؤها. فتكون في السر ولا يعرفها أحد. والأثنين حلال وكلاهما صحيح طالما النية صحيحة. يقول تعالي: "إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير".
والآية توضح أن كلتا الحالتين جيد. ولكن الإخفاء بالطبع أفضل. فيقول رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظله إلا ظله: ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتي لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه. وإظهار الصدقة لا شيء فيه مادامت نية الإنسان خالصة لوجه الله. وأن العمل ليس رياءً وسوف يكون مقبولا إن شاء الله. والنية طالما سليمة يأخذ صاحبها الأجر والثواب.
اترك تعليق