منذ سنوات طويلة يُحرم الجمهور من الأجواء الرمضانية المرتبطة بعدد من البرامج التي اعتاد عليها المصريون مثل برامج "الكاميرا الخفية" والمقالب، وكانت لها شهرة كبيرة، وكانوا ينتظرونها يوميا، مثل "إديني عقلك" و"زكية زكريا"، و"حسين على الهوا"، وتميز بها الفنان الراحل إبراهيم نصر، وترجع فكرتها إلي بداية الثمانينيات وعرضت على شاشات التلفزيون المصري وكانت من إخراج المخرج إسماعيل يسري، ولكن اختفت هذه النوعية من البرامج نهائيا عن الشاشة حتي مع انتشار القنوات الفضائية،
وأصبح الجمهور يتساءل عن برامج الكامير الخفية والمقالب مع الجمهور بشكل تلقائي.. وخلال السنوات الأخيرة تحولت وانتقلت إلي عمل مقالب في الفنانين والرياضيين، بعيدة تماما عن المواطنين البسطاء الذين كانوا يردون على المقالب بتلقاءيتهم المعهودة وكان يسعدهم انتهاء الموقف المحرج أو المطب بوجودهم على الشاشة بدلاً من ردود الأفعال المصطنعة والمعلبة التي يظهرها النجوم في برامج رامز وغيره والتي تخرج أخبار واعترافات فيما بعد انها متفق عليها ومدبرة، وللأسف تظهر ألفاظ جارحة من نجوم يعتبرهم كثيرون قدوة.
من خلال السطور التالية ترصد "الجمهورية أون لاين" لماذا اختفت برامج الخفية والمقالب من على الشاشة الصغيرة.
هناك اختلاف كبير.. برامج "الكاميرا الخفية" التي قدمت منذ سنوات، مثل "إديني عقلك" و"وزكية زكريا" وإسماعيل يسري التي كانت لها جماهيرية كبيرة، وكانت تذاع على القنوات الأرضية، لأن زمان لم يكن هناك سوي القناة الأولي حتي القناة الثامنة، واختيارنا القناة الثانية بالتليفزيون المصري، لأن وقتها كان يذاع برنامج مصطفي محمود، وأحداث 24 ساعة، و"اختارنا لك" وعالم الحيوان، وحققوا نجاحاً كبيراً، وكان الجمهور ينتظر برنامج الكاميرا الخفية، لتنوع الأخبار في كل حلقة، وحاليا من الصعب العودة أو وجود الكاميرا الخفية لأنها تحتاج إلي أفكار جديدة.. ولكن على سبيل المثال رامز جلال ليس برنامج الكاميرا الخفية، ولكنه "توك شو" وله جمهوره وحقق نجاحاً، ولكن من وجهة نظري "الكاميرا الخفية" والمقالب انتهت.
"كل وقت وليه أدان".. وطبعا مش هنعوض الكاميرا الخفية لابراهيم نصر واسماعيل يسري.. ولكن الذوق العام اختلف.. والناس بقيت بتهتم بحاجات غريبة هايفة.. زي مثلا كوكسال بابا ده.. أنا مش فاهم الناس مبهورة بيه على ايه ومفيش أي موهبة ولا أي حاجة.. ورامز مثلاً بيعتمد على الإمكانيات، ولكن بردو مش بحب فكرة الترهيب في الضحك.. بس مفيش شك انه برنامج ناجح ومحقق نسبه مشاهدة عالية.. اللي كان منجح الفنان إبراهيم نصر انه كان بيعتمد على كوميديا الموقف.. والبساطة، وطبعا خفة دمه من غير ما يستخدم إمكانيات عالية.. وخد بالك كمان ان السوشيال ميديا بقت فيها كاميرة خفية.. كتير فيهم ناس مش معروفة بيضحكوني جدا.. ولكن أعتقد ان رامز بقي عادة "الزن امر من السحر" وطبعا دعاية وإمكانيات عالية.. وفي النهاية الجمهور هو اللي بيحدد والذوق العام انحدر.. رغم ان الناس حقيقي محتاجة تضحك لأن الناس بتحب نوعية البرامج دي حتي لو ضعيفة بتابعها.
الكاميرا الخفية أصبحت ضعيفة لأن الأفكار ضعيفة وغير محبوكة بشكل جيد وباين جدا انها تمثيل وان الفنانين الذين يُستضافون على معرفة بالمقلب، فلم يكن ناجحاً مثل برامج ابراهيم نصر والبرامج الناجحة الأخري، كان هناك برنامج "حيلهم بينهم" لعمرو رمزي نجح بشكل كبير، لكن عندما كُرر أصبح ممل وفشل لأنه خال من الافكار الجديدة، وأيضا الذين يقدمون هذه البرامج الآن ليس بالكوميديان، ليس لديهم الحنكة الكافية لإظهار الإفيه الكوميدي المضحك، كما كان ابراهيم نصر أو اسماعيل يسري.. أما بالنسبة لرامز جلال دمه خفيف ويساعده الانتاج الضخم والإبهار في الامكانيات والديكور، ممكن تكون الفكرة غير قوية لكن الانتاج ضخم، وأنا حاليا سأقدم كاميرا خفية يارب تنال اعجاب الجمهور.
حقيقة أنا لا أري أن برامج الكاميرا الخفية اختفت.. بالعكس تماماً هي موجودة، وأبرز مثال عليها برامج الفنان رامز جلال التي تُقدم كل عام، ولكن ممكن أن يكون الاختلاف بين البرامج حاليا وبين البرامج التي اشتهر بها الراحل ابراهيم نصر هو أن رامز يقدم البرامج مع النجوم والفنانين، إنما الراحل ابراهيم نصر كان يقدم المقالب مع الجمهور، وأري أن انتشار السوشيال ميديا والكومكسات التي تحصل بعد كل موقف سواء كان كوميدي أو غير كوميدي أدي إلي العزوف عن مشاهدة هذه البرامج، خصوصاً أنها برامج ضعيفة غير جاذبة، مما لا شك فيه أن البرامج الآن أصبحت أكثر خطورة لكنها مع ذلك تحقق نسب مشاهدة عالية..حيث ان برامج رامز جلال كانت مسلية وجميلة لانها كانت تقدم محتوي كوميديا معقولاً وحققت نسب مشاهدة عالية، لكن عندما أصبحت مكررة وأكثر خطورة أصبحت مملة للجمهور، لكن مع ذلك تحقق نسب مشاهدة عالية، وبالمقابل هناك برامج لم تلق النجاح نفسه مثل برامج هاني رمزي لأنه ضعيف جدا، وفيه نسبة تقليد كبيرة، وايضاً هناك برامج على "اليوتيوب" تحقق نسب مشاهدة كبيرة، ليس لانها جميلة، لكنها تخلق فضولاً عند المتابع فيدخل يتابعها حتي يتعرف محتوي الفيديو ليس أكثر لأنه الآن لم تعد نسب المشاهدة هي النجاح والاستمرار.
برامج الكاميرا الخفية هي في الأساس نوع من كوميديا الموقف التي تعتمد في الأساس على الابتكار في اختيار أفكار غير تقليدية للحلقات والنص المناسب لها- إن جاز التعبير- أو بمعني أصح الأسئلة الاستفزازية التي ستطرح على المشاهد العادي وقياس رد فعله ومدي خروجه عن شعوره في تلك الحالات، لكن للأسف لجأ القائمون عليها للاستسهال واستنساخ الأعمال القديمة أو النقل للأعمال الأجنبية من نفس النوع دون مراعاة فارق الثقافات والعادات والتقاليد، فخرجت الأعمال بشكل ضعيف فنياً ولم ينجح جماهيرياً أو نقدياً، لأنه من المستحيل تفوق المسخ على الأصل حتي مع إضافة الإفيهات بشكل مكثف التي هي من المفترض شيء جانبي فيها، فغلب عليها الاستظراف والافتعال، كما عانت هذه الأعمال الفقر الإنتاجي وكثرة انتشارها بشكل مبالغ فيه ومازالت منتشرة بشكلها الضحل على "اليوتيوب" وغيره، ما أدي إلي تشبع المشاهد منها مع التكرار الممل في معظم الأحيان كذلك أصبحت النوعية الخاصة منها بكبار النجوم أكثر جاذبية للمتلقي مثل سلسلة رمضانيات رامز جلال المستمرة من سنوات، فالمشاهد يفضل أن يري نجومه المفضلين في تلك المواقف بعيدا عن الافلام والمسلسلات ورد فعلهم عليها عن رؤية الأشخاص العاديين في نفس المواقف بالرغم من علمه بأنه متفق عليها أو مفبركة في كثير من الأحيان، وعودة الكاميرا الخفية الخاصة بالمواطنيين مرتبط بأفكار جديدة حديثة غير تقليدية وممثلين محترفين وإنتاج محترم لا بتكنيك أفلام المقاولات ومخرجين لديهم الحس الكوميدي بعيداً عن الفبركة بتلقائية وعفوية لا الفبركة والاتفاقات المسبقة التي يكتشفها المشاهد بسهولة.
أري أن برامج الكاميرا الخفية انتهت بعد انتهاء برامج فؤاد المهندس واسماعيل يسري وبرامج الراحل ابراهيم نصر في برنامج أنسي الدنيا وزكي زكريا التي كانت ذو مصداقية عالية وإلي الآن نضحك عند مشاهدتها، إلا أن البرامج الآن ما هي إلا محاولات فاشلة ومفبركة وكلها اهانة للفنانين وتعتمد على السخف والاستظراف وفقدت المصداقية، فبالتالي فقدت الاستمرارية بالمشاهدة.. أتمني تقديم برامج وأفكار جديدة مثل برنامج "الصدمة" الذي قدمه الفنان كريم كوجاك. فهو برنامج رائع انساني ذو مغزي وهدف جميل وبه مصداقية عالية.
حقيقة أري أن كثرة البدائل والتنوع في البرامج أدي إلي تراجع برامج الكاميرا الخفية..حيث كانت في الماضي القنوات قليلة جدا لم يكن هناك منصات وانترنت منتشر بهذا الشكل، كما أن عدم مصداقية البرامج حاليا أدي إلي تراجعها، وأيضا اصبحت البرامج العالمية أكثر إقناع وإتقان.
أري أن السبب في تراجع برامج الكاميرا الخفية هو ظهور السوشيال ميديا وانتشار "اليوتيوب" وبرامج التيك توك التي أصبحت تغني عن هذه البرامج لانه أصبح بإمكان أي أحد تصوير فيديو ومقاطع حقيقية خفيفة الدم والظل وليس بالضرورة أن يكون فنان مشهور بالعكس تماما أي أحد ومن غير ترتيب لها ويكون فيها من الطرافة ما يكفي.
أحمد جمال سيف:
اختفت الكاميرا الخفية زي ما اختفت كل مظاهر رمضان الجميلة.. والسبب اعتمادها في الفترة الاخيرة على نجوم عشان البيع والأرباح وبقت عبارة عن تمثيلية كوميدية بس مع للأسف مبتضحكش، وغياب الأفكار الجديدة الي ضحك الناس في ظل عصر السوشيال ميديا.
علي خالد:
للأسف اختفت مثل هذه الأنواع من المقالب لتظهر لنا المشاهد التمثيلية التي نشاهدها وتكون بعيدة تماما عن الواقع، بل هي مرتبطة بكم الأموال التي سوف يقبضها المشاهير.
عبد المنعم العدوي:
منذ الصغر ونحن نشاهد المقالب الطبيعي تحت مسمي الكاميرا الخفية وكان أبطال هذه الأعمال هم عامة الشعب وليس المشاهير فقط وكانت تحظي بحب شديد من الجمهور.
أحمد زهران:
ظهور المشاهير في برامج المقالب يثير الشكوك لدينا دائما هل حقا هذا مقلب أم هذا تم بالاتفاق بينهم ونحن نشاهد عملاً درامياً وليس مقلباً.
أحمد حسن:
لا يمكن أن نقارن برامج الكاميرا الخفية ببرامج هذه الأيام، لأن باختصار الكاميرا الآن لن تبقي خفية، بل أصبحت علنية وبها استخفاف بعقولنا.
محمد حسين:
ارتبطت مقالب الكاميرا الخفية بالموسم الرمضاني منذ زمن طويل وكانت تحظي بمشاهدات كثيرة جدا لكونها ليس متاحة طوال العام أما الآن انتشرت هذه البرامج ولكن بشكل غير مقنع تماماً ولا تحمل أي أفكار كوميدية ومعتمدة على الاستظراف والاستخفاف وفقدت قيمتها.
عبدالرحمن تمساح:
الكاميرة الخفية هي مسمي له العديد من الذكريات المرتبطة بطفولتنا وكانت تحقق نجاحاً كبيراً بسبب الواقعية والبساطة عكس هذه الأيام.. حيث اقتصرت البرامج المشهورة على المشاهير فقط، ونحن أصبحنا متأكدين أنها مفبركة، فلا يعقل تكرار المقالب في نفس النجوم كل عام ويظهر في كثير من الحلقات كم اصطناع الخوف والهلع والتمثيل الذي ينتشر في الحلقات.
اترك تعليق