هذه شروط التداوي بالمحرمات
من يتجرأ علي الفتوي بدون علم .. آثم
لا مانع من الدفن في المقابر متعددة الطوابق
يجوز التبرع بأموال المخدرات لمصحات علاج الإدمان

ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها على فيس بوك ويجيب عنها فضيلة الدكتور خالد عمران أمين الفتوي بـ "الدار".

* ما فضائل شهر شعبان؟
- نحن الآن في أفضل مواسم الخير والتقرب من الله.. ورسول الله صلي الله عليه وسلم كان يكثر الصيام خاصة في النصف الأول من شعبان، لكونه من الأشهر الحرم.. ولابد من استغلال تلك الأشهر والتقرب فيها من الله عز وجل والإحسان وصلة الرحم.. ويجوز أن يجمع الفرد بين النيتين في صيام شهر شعبان، قضاء وتقرب من الله عز وجل.

* ما حكم الشرع في التداوي بالمحرمات مثل أعضاء الخنزير كعملية زرع الكلي منه إلي إنسان؟
- التداوي ببعض أجزاء الخنزير متناول في الشق الإسلامي الخاص بالتداوي بالمحرمات، والفقهاء وضعوا شرطين لجواز الأمر.. الضابط الأول أن يكون النقل لهذا الجزء من الخنزير مفيد للشخص بشهادة الأطباء والخبراء، والثاني عدم وجود دواء آخر يسد الاحتياج والضرورة.. يقول تعالي: "فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغي وَلا عادي فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ"، فإذا كانت هناك حاجة وضرورة للتداوي بتلك الأجزاء فالأمر جائز إلا في حالة وجود بديل آخر أو عدم استدعاء الحالة للأمر.

ودار الإفتاء أصدرت فتوي عام 1997 عن حالة شبيهة خاصة باستخدام الأنسولين المستخلص من غدة البنكرياس للخنزير لمرضي السكر، لأنها شديدة الشبه بالمادة التي يفرزها البنكرياس البشري، والإجابة كانت بالقاعدة المذكورة من التداوي بالمحرم.

* ما حكم الدين في إفتاء البعض بغير علم في بعض المسائل الدينية وهم غير مختصين بذلك خاصة على الفضائيات ومواقع السوشيال ميديا؟.. وكيف يمكن التصدي لهم؟.
- يقول الله عز وجل "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، إذ إن الفتوي علم والعلم له أهله والمختصون فيه.. لذلك لابد من الرجوع إلي أهل الدين والمؤسسات الدينية مثل: الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في الإفتاء.. والنبي عليه الصلاة والسلام قال إنه من أفتي بغير علم أخطأ حتي ولو كان صوابًا، فالإفتاء دون علم مسار خاطئ، كون الإفتاء علم واختصاص، ومحاولة أن يفتي الإنسان ويتجرأ وهو يعلم كل شيء يعتبر إثما.

إن مجلس النواب منوط بوضع تشريع لمنع غير المختصين من الحديث في الفتاوي وتقنين الفتوي، أما المختصون فمن حقهم الحديث بضوابط وآليات تنظمها جهات الاختصاص.. وأي خارج عن هذا الإطار يعد متعديًا، والأمر ليس تضييقًا للحريات أو الآراء، بدليل أن موقع دار الإفتاء المصرية على السوشيال ميديا لاقي نجاحًا كبيرًا وأصبح الصفحة الأولي على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تتواجد دار الإفتاء في مختلف منصات السوشيال ميديا، كما أن العودة للأزهر الشريف ودار الإفتاء تكفل الأمان خاصة عند الحديث عن فتوي تهم الجمهور، فطريقة خروج الفتوي في دار الإفتاء والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، تكون بآلية تكفل ضمان المعايير العلمية لهذا المخرج والخطاب للناس.

* هل يجوز الدفن في المقابر متعددة الطوابق؟
- فكرة المقابر متعددة الطوابق، ظهرت قبل 10 سنوات، خاصة في قري كثيرة من الريف المصري.. والحفر في الأرض في الريف لعمق 20 سم فقط يخرج مياه من التربة، لذا يتم الدفن فوق الأرض، وعندما ازداد عدد السكان وعدد الوفيات، وضاق الأمر اضطروا لبناء أدوار للقبر.

والدفن فوق الأرض وفي طوابق متعددة جائز في حالة الضرورة، فيدفن الميت ويتم تكريمه بهذه الطريقة، لأن الدفن في تربة بها ماء ليس تكريمًا للميت.. والأصل الدفن في دور واحد، لكن لطبيعة التربة في كثير من البلاد، لابد من الدفن في غرفة على سطح الأرض، وعندما يزداد العدد، يدفن في غرف أعلي، أما لو هناك فرصة يدفن على الوضع الطبيعي، يكون أفضل.

* يقول الله سبحانه وتعالي: "إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ".. فهل الموت مصيبة؟
- آية "مصيبة الموت" أنها مصيبة للأحياء لا للمتوفي فهو ليس في مصيبة فقد انتقل من ضيق الدنيا إلي سعة الله سبحانه وتعالي فلذا نقول انتقل إلي رحمة الله، والكلمة التي تعلمناها حين تنزل المصيبة هي "إنا لله وإنا إليه راجعون" وهي كلمة بليغة في معناها حين تصل إلي القلوب، فحتي الحي حين يسمع خبر الوفاة يقول إننا جميعًا مملوكين لله، وقد وعد الله سبحانه وتعالي لمن يرددها بأن: "أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتى مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَة وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ".

* ما حكم المال الذي يستخدم في الإنفاق على جلب المخدرات وشرائها؟ وكيف يمكنني التوبة من هذا الذنب؟
- إنفاق المال على المخدرات حرام، والحرمة تكون في أكثر من سبب ووجه بأن هذا يسبب ضررا للنفس وللمجتمع، وهذا الإنفاق سيسأل عنه صاحبه يوم القيامة فيم اكتسبه وفيم أنفقه.. وكل من يسهم في شراء وترويج المخدرات مذنب وسيحاسب.. لقول رسول الله- صلي الله عليه وسلم: "لعن اللهُ الخمرَ وشاربَها وساقِيَها وبائعَها ومبتاعَها وعاصرَها ومعتَصِرَها وحاملَها والمحمولةَ إليه" وكذلك المخدرات، بأضرارها وأسبابها تلتحق بهذا الأمر واللعن، فهذا الأمر شديد الخطورة على النفس والمجتمع.

أما في حالة التوبة، فيمكن لمن اكتسب الأموال عن طريق المخدرات أن يتبرع بها لمصحات علاج الإدمان والإسهام في تقليل هذه الخسائر على المجتمع، لقول الله تعالي "إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ".

* قللت المملكة العربية السعودية أداء العمرة في شعبان ورمضان بسبب فيروس كورونا.. فهل هناك بديل لتعويض ثواب العمرة؟
- إن قلوبنا جميعاً متعلقة بالبيت الحرام وزيارة النبي محمد صلي الله عليه وسلم، لكن قدر الله سبحانه وتعالي، وتعودنا من الشرع أن هناك دائما بدائل وعبادات تظهر للتعويض فالله سبحانه وتعالي يريد إظهار العبودية في شيء آخر وكلها أبواب إلي الله، وعبدالله ابن المبارك أحد كبار الصالحين كان كل عام يذهب للحج ويأخذ معه مجموعة للحج وفي إحدي السنوات كان يذهب للحج فوجد في طريقه جوعي وهناك يوجد ما يسمي بفقه الأولوية بالاستماع إلي نداء الله فأصدر قرارا بتوزيع المؤنة التي يذهبون بها للحج، على الفقراء.

وما تعلمناه أن الإنسان قبل البنيان وأن الساجد قبل المساجد، وأن رعاية حقوق الناس ربما تكون عند الله أرجع وأقوي لذلك علمنا الرسول صلي الله عليه وسلم هذا المعني "عندما قال للكعبة ما أعظمك وما أعظم حرمتك وما أطيبك وأطيب ريحك"، إلا أن الأفواه الجائعة طريق كبير للوصول لله سبحانه وتعالي إذا أحسنا الأمر في ذلك.