هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

هل تندلع الحرب العالمية الثالثة من أوكرانيا؟ "الشد والجذب" يتواصل بين روسيا وأمريكا.. والعالم يحبس أنفاسه

وسط حالة الشد والجذب بين روسيا من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من جهة أخرى، فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، يحبس العالم أنفاسه، وهو يتابع التحركات على الأرض، والتصريحات الصادرة من جميع الأطراف، فى انتظار أولى المعارك التى يتوقع الكثيرون أن تكون شرارة الحرب العالمية الثالثة. 
فى الوقت الذى أعلنت فيه القوات الروسية سحب دبابات من قرب الحدود الأوكرانية فضلا عن قاذفات من شبه جزيرة القرم التي ضمتها لتعود إلى ثكناتها، نفذ الجيش الروسي تدريبات مكثفة للقوات النووية الروسية فى البحر الأسود، ومناورات عسكرية مشتركة فى بيلا روسيا، التي يسهل الوصول إليها من الحدود الأوكرانية، والتي يخشى مسئولو المخابرات الأمريكية أن توفر غطاء لأى غزو وشيك.


 
موسكو تستعرض قدراتها النووية.. والناتو ينشر الصواريخ فى أوروبا الشرقية
الحشود الروسية على حدود أوكرانيا.. الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية
بوتين يعترف بالمناطق الإنفصالية شرق أوكرانيا.. وأمريكا ودول أوروبا تدعو رعاياها لمغادرة كييف
قصف متبادل بين القوات الأوكرانية والإنفصاليين.. هل يكون أول المعارك؟ 


وتصاعد التوتر بعد أن اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، في خطوة من شأنها أن تشعل نزاعاً كارثياً مع حكومة كييف المدعومة من الغرب.  ويأمر المرسومان اللذان وقعهما بوتين وزارة الدفاع الروسية بأن تتولّى القوات المسلحة الروسية مهمة حفظ السلام على أراضي الجمهوريتين الشعبيتين دونيتسك ولوجانسك. وأصدر قصر الدوما التشريعي في موسكو، مرسوما بقانون يسمح لروسيا بالاعتراف بإقليم دونباس كإقليم مستقل عن أوكرانيا.
وأعلنت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، رفضهم للإجراءات الروسية الأخيرة.. كما اعتبرت الولايات المتحدة أن الإعلان الروسى بالانسحاب من الحدود الأوكرانية مجرد ادعاءات تهدف إلى التضليل. وذكرت التقارير الاستخباراتية الصادرة من واشنطن أن موسكو حشدت ما بين 169 ألفا و190 ألف جندى في أوكرانيا وقرب حدودها، مضيفا أن حشد قوات روسيا هو الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأمرت واشنطن بعض موظفى سفارتها غير الأساسيين بمغادرة أوكرانيا، مع مطالبة رعاياها بمغادرة البلاد فى أقرب وقت. وانضمت عدة دول إلى واشنطن فى حث رعاياها على مغادرة أوكرانيا، من بينها أستراليا ونيوزيلندا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وهولندا وإيطاليا وبلجيكا، وعدد من الدول العربية، فيما حثت الصين مواطنيها على الانتباه للوضع الحالى فى أوكرانيا، دون أن تطلب منهم المغادرة. 
وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن، في مقابلة مع شبكة" إن بى سى"  الإخبارية الأمريكية نشرتها على موقعها الإلكتروني: "على المواطنين الأمريكيين مغادرة أوكرانيا الآن، الأمر ليس كما لو أننا نتعامل مع منظمة إرهابية، نحن نتعامل مع أحد أكبر الجيوش في العالم، إنه وضع مختلف للغاية ويمكن أن تسوء الأمور بسرعة".
وذكر الرئيس الأمريكي إنه لا يمكنه تصور موقف تدخل فيه القوات الأمريكية إلى أوكرانيا لإنقاذ الأمريكيين، لأن ذلك سيؤدي إلى تصعيد العنف، وقال: "عندما يبدأ الأمريكيون وروس إطلاق النار على بعضهم البعض فهذه حرب عالمية". 
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حذر أيضا، أن الأوضاع بين أوكرانيا وروسيا قد تؤدي لاندلاع أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية التي انتهت عام 1945. وقال جونسون في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بى. بى. سي" إن الخطة التي نراها تشبه ما يمكن أن يتحول إلى أكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945 من حيث النطاق.
إلى ذلك، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج ، أن روسيا تعتزم شن هجوم كامل النطاق على أوكرانيا. وقال ستولتنبرج إن كل المؤشرات تدل على أن روسيا تخطط لشن هجوم كامل النطاق على أوكرانيا. نحن جميعا متفقون على القول إن خطر وقوع هجوم مرتفع جدا. 
فى المقابل، وصف وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف اتهامات واشنطن، التى تقول إنها تخشى غزوا روسيا لأوكرانيا بالاستفزازات، وقال إن الحملة الدعائية التى تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها بشأن عدوان روسى على أوكرانيا، أدت إلى تشجيع أوكرانيا، على رفض أى حل سلمى للأزمة. 
ومنذ أكتوبر الماضي، والروس يواجهون انتقادات غربية واتهامات بحشد أكثر من 150 ألف جندي في جوار أوكرانيا ما يثير مخاوف من احتمال شن هجوم على الجارة الغربية. في حين تنفي موسكو أن يكون لديها أي خطة بهذا الاتجاه.
ووضعت موسكو عدة شروط لسحب جنودها من حدود أوكرانيا والدخول في تهدئة، في وثيقة اسمتها بـ"الضمانات الأمنية"، كان من بينها دعوة واشنطن والغرب إلى وقف تمدد حلف الناتو شرق أوروبا، والتخلي عن نشر صواريخ برية متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ويرى متابعون أن الولايات المتحدة ودول حلف الناتو اختارت تجاهل مطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والقفز على شرط عدم التوسع ووقف نشر الأسلحة، فقاموا منذ يناير الماضي، بنشر أسلحة وصواريخ متوسطة وقصيرة المدى وتعزيزات عسكرية، فضلا عن آلاف الجنود في دول أوروبا الشرقية.
ويعيد نشر تلك الأسلحة إلى الأذهان سيناريو "خليج الخنازير" بكوبا في مطلع ستينيات القرن الماضي، حين وصل العالم إلى حافة الحرب النووية؛ بسبب أزمة نشر الصواريخ السوفيتية في هافانا بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة.
ويرى المحللون العسكريون أن الهدف من نشر تلك الأسلحة هو حماية الدول الصغيرة في حلف الناتو وطمأنتها حال غزو روسيا لأوكرانيا، وليس للتدخل العسكري المباشر في كييف حال اندلاع الحرب؛ لأن أوكرانيا ليست دولة في حلف الناتو.  ويلفت المحللون إلى أن نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، هو أمر يثير قلق موسكو ويزيد مخاطر سباق التسلح.
ويرى المحللون أن نشر قوات أمريكية وأخرى لحلف الناتو يأتي ضمن سياسات الحشد والحشد المضاد التي تقع بين وشنطن وموسكو، وفي ظل تعثر الوصول الي حل دبلوماسي حول أزمة أوكرانيا. وأوضح المحللون أن واشنطن قفزت على الضمانات التي قدمتها موسكو بخطوة نشر القوات شرق أوروبا، وهو ما قد يعقد الأزمة ويطيل أمدها. 
ومن الواضح أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين نجح إلى الآن فى إظهار فشل حلف شمال الأطلسى، فى تنفيذ التزامه بحماية أوكرانيا، خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، عدم رغبتهم فى التدخل العسكرى المباشر إلى جانب أوكرانيا فى مواجهة الغزو الروسى المحتمل.  
كما يعول الرئيس الروسى على الدعم الدبلوماسى الذى يتلقاه من الصين، والتى تستطيع أن تقدم المساعدة المالية، إذا احتاج إليها الكرملين، ورغم ذلك، فليس من المؤكد ما إذا كانت النتيجة سترضى بوتين، فهو لن يسمع ما يريد أن يسمعه من الغرب، وهو أن أوكرانيا لن تتمكن أبدا من الانضمام إلى حلف الناتو، أو أن قوات الناتو ستنسحب من حيث جاءت، قبل أكثر من عشرين عاما، وقبل أن يتوسع الحلف إلى وسط وشرق أوروبا، وهو ما يزيد المخاوف من تعقيد الأمور، ووصولها إلى حافة الهاوية. 
ومع القصف المتبادل المستمر بين الجيش الأوكرانى، والقوات الموالية لروسيا فى المناطق الانفصالية شرق كييف، تتزايد المخاوف من تطور الأوضاع إلى الأسوأ، وأن تكون تلك المواجهات أولى المعارك التى يتوقع الكثيرون أن تكون شرارة الحرب العالمية الثالثة.  

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق