ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها فضيلة الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية. وأمين عام الفتوي بالدار:
* هل تجوز الزكاة علي الأقارب الذين هم بحاجة إلي النفقة ولكنهم مُبَذِّرون؟
** ذهب الجمهور إلي جواز إعطاء القريب الفقير أو المسكين من أموال الزكاة بما يحقق له الكفاية في المطعم والمشرب والمسكن وسائر ما لابد منه علي ما يليق بحال مَن هو مِثْلُه. وذلك لدخوله تحت المصارف الشرعيَّة التي حددها الله تعالي في قولِه : {"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُم وَفِي الرِّقَابِ وَالغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابنِ السَّبِيلِ فَرِيضَة مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمى حَكِيم".. والقريب المُبَذِّر إذا وصل إلي درجة الفقر والمسكنة يجوز إعطاؤه من مال الزكاة. إذا لم تكن نفقته واجبة علي المزكِّي. مع تنفيره من الإسراف ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة.
* نزرع خضراوات ونأخد من سوق الجملة مبلغا تحت الحساب "عربون".. فهل هذا يجوز؟
** لا غبار في ذلك طالما تحت الحساب وليس فيه تغرير.. وهذه المعاملة المالية تكون بالاتفاق بين الطرفين كأن يعطي أحدهما للآخر ألفي جنيه تحت الحساب وإن كانت البضاعة أكثر من ذلك سوف يعطيه الباقي كوعد بالشراء. وذلك لأن العربون يكون أقل من الثمن. ولا شبهة فيه.
* هل تجوز صلاة الجمعة وسماع الخطبة من الراديو أو التليفزيون؟
** لا يصح سماع خطبة الجمعة والصلاة خلف الخطبة والصلاة المبثوثة عبر أثير الإذاعة أو التليفزيون» لعدم توافر شروط الجماعة من المباشرة بين الخطيب والسامع. بحيث يستطيع متابعته فضلًا عن أن يكونوا في مكان واحد تتصل فيه الصفوف بحيث لا تزيد المسافة بين المأموم والإمام علي ثلاثمائة ذراع علي المختار في الفتوي. كما هو مذهب الحنفية والشافعية.
ومن لم يستطع الذهاب لصلاة الجمعة في المسجد لمرض أو مطر شديد أو خوف من مرض يغلب علي الظن فليصلها ظهرا أربع ركعات في محل إقامته.
* هل يجوز التيمم بدلًا من الاغتسال أو الوضوء خوفًا من المرض في الليالي الباردة؟
** إن المختار للفتوي هو أنه لا مانع شرعًا من التيمم بدلًا من الاغتسال أو الوضوء من باب أوْلَي في حالة خوف الإنسان علي نفسه من المرض بسبب شدة البرد الذي لا يقدر معه علي استعمال الماء. أو كان استعمال الماء يزيد من مرضه أو يؤخر شفاءه إن كان مريضًا. ولا يجب عليه إعادة الصلاة مرة ثانية تبعًا لما ذهب إليه الجمهور خلافًا للشافعية.
والفقهاء استدلوا بإقرار النبي صلي الله عليه وآله وسلم لعمرَو بنَ العاص رضي الله عنه علي تيممه بدل الاغتسال من الجنابة خوفَ البرد. ثم صلي بالناس إمامًا.. وهذا كله إذا لم يتيسر الماء الساخن أو تَعَسَّر استخدامه.
* هل مِن السُّنَّةِ الاقتصار علي زوجة واحدة؟
** الفقهاء اختلفوا في ذلك. والمختار للفتوي أن الاقتصار علي زوجةي واحدةي من مستحبات الزواج كما قرَّر فقهاء الشافعيَّة والحنابلة. لأن الزيادة علي امرأة واحدة يُعَرِّض الرجل لواجبات وحقوق لعله لا يتمكن من القيام بها. ومن ثَمَّ قد يتسبب ذلك في وقوعه في الإثم.
وإذا احتاج الرجل إلي الزواج من أكثر من واحدة وضَمِنَ العدل بينهن فهو مباح. لحديث النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "إِذا كَانَت عِنْد الرجل امْرَأَتَانِ فَلم يعدل بَينهمَا. جَاءَ يومَ الْقِيَامَة وشِقُّه "أي جَنْبُهُ" سَاقِط".
* أنا شابة في مقتبل العمر ورثت عن أمي مالًا ولو أخرجت زكاة المال ستقل الفلوس وقد لا أستطيع تزويج نفسي» فماذا أفعل؟
** المختار للفتوي هو أنه إذا كان المال المدخر المرصود لنفقات زواجك غير زائد علي حاجاتك الأصلية في تجهيز الزواج. فيمكن في هذه الحالة تقديم نفقات الزواج علي إخراج الزكاة منه» لأن الزواج سيُعِفُّك ويُعِفُّ رَجُلًا آخر معك.
أما لو كان هذا المال فوق الحاجة ويكفي لمتطلبات الزواج ويزيد. فينبغي إخراج زكاة المال عما زاد علي الحاجة إذا بلغ النصاب ومر عليه عام هجري.
* هل يجوز جمع الصلوات عند المرض؟
** من المعلوم أن الصلاتين اللتين يجْمَعُ بينهما هما: الظهر والعصر. ثم المغرب والعشاء.. ويجوز للمريض الجمعُ بين الصلاتين بعذر المرض -علي المختار في الفتوي- علي أن يصليهما تامتين من غير قصر» لأنه ليس في سفر.. والمصلي مُخيَّر في أن يجمعهما جمع تقديم أو تأخير» خاصَّة إذا كان يلحقه بسبب أداء كل صلاة في وقتها مشقةى وضعفى أو ألمى شديدى. فقد قال الله تعالي: "وَمَا جَعَلَ عَلَيكُم فِي ?لدِّينِ مِن حَرَج".
* ما الوضع الصحيح للكرسي في الصف أثناء صلاة الجماعة؟
** ما نراه هو أن استواء الصف في أثناء صلاة الجماعة بالنسبة لمن يجلس علي الكرسي يكون بمقابلة الأكتاف لمن بجواره لا القدم» بمعني أن الكرسي ينبغي أن يكون معظمه أمام خط الصف لا خلفه. وقد روي أبو مَسْعُودي الأنصاري رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ رَسُولُ الله صلي الله عليه: "وآله وسلم يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلَاةِ".
وينبغي تثبيت الكرسي من أول الصلاة علي هيئة واحدة دون تغيير» لئلا يتنافي مع تحقيق الطمأنينة بكثرة الحركة. فضلًا عن أنه غالبًا ما يحصل إيذاء لغيره من المصلين.
* ما رأي حكم الدين في الصحوبية من المرأة والرجل قبل الزواج ؟
** يجب أن نعرف ما هي آليات الصحوبية. ممكن تكون زميلتك ولكن حافظ عليها كأختك ولا تؤذيها في مشاعرها أو ترتكب شيء محرم معها. فلا حرمة في الصحوبية في إطار الأمور الشرعية.. ذلك أن الحدود والآداب العامة تحافظ علي البنت أكثر من الولد. لأن الولد يستطيع أن يتحمل ولكن البنت رقيقة. إلا أنه يجب سد الباب إذا تسببت الصحوبية في ضرر لأي منهما.
اترك تعليق