هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الأثاث التفاعلى والتكنولوجيا المذهلة

هل دار بمخيلتنا أنه سيأتى اليوم الذي نتحدث فيه إلى قطع الأثاث فتفهم ما نريد ، أو أن تتواصل معنا وتتفاعل مع رغباتنا وحالاتنا المزاجية ... قد يبدو هذا دربا من الخيال ، لكنه الآن أصبح واقعاً بدأنا نعيشه ليس فقط فى قطاع الأثاث بل فى العديد من القطاعات الصناعية الأخرى ، هذا النوع من الأثاث يدعى " الأثاث التفاعلى " .
 


ولمَ لا ، فلقد أحدثت التكنولوجيا نقلة هائلة في حياة الإنسان وطورت من أساليب الحياة والمعيشة لديه ، وأصبحنا نرى المنازل الذكية والأجهزة الإلكترونية التفاعلية المنتشرة ... وغيرها ، تلك الطفرة التى أصابت صناعة الأثاث في أصولها فظهر "الأثاث التفاعلى" كرد فعل تلقائى لهذا التطور العلمى والتكنولوجى الهائل الذى نعيشه الآن . 
ولقد حاول مصمموا الأثاث خلال السنوات الأخيرة جاهدين أن يدخل قطاع الأثاث فى هذا الدمج التكنولوجى ؛ خاصةً بعد إنتشار أجهزة مثل الآى باد I-Bad والقارئات الإلكترونية وأجهزة الإستشعار وشاشات التليفزيون المسطحة ذات السمك الأقل التى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أدوات مصمم الأثاث ؛ حيث أصبحت التكنولوجيا جزءاً من البنية التحتية الأساسية  لبيئتنا وقد حان الوقت لكى تكون صناعة الأثاث إنعكاس لهذا التطور العلمى والتكنولوجى وليس فقط الحاوى المكانى والزمانى لحضارته . ومصمم الأثاث الجيد فى العالم المتقدم ينبغى أن يكون على دراية وعلم تام بآخر ما توصل إليه العلم من تقنيات حديثة تغير من أفكاره وتؤثر على المفهوم التصميمى ككل فى قطع الأثاث . 
الأثاث التفاعلي  " interactive furniture  " :
      تعتمد الفكرة الأساسية للأثاث التفاعلى على وضع سيناريوهات خاصة بكل ما يحتاجه الإنسان أثناء استخدامه للأثاث وتوفيره ، وذلك عن طريق دمج مجسات ومعالج صغير جداُ microprocessors أو أجهزة إلكترونية داخل قطعة الأثاث وجعلها جزء لا يتجزأ منها ويتم ربطها داخل شبكات مركزية Network ، حيث تقوم بالتفاعل مع المستخدم أو التنبؤ باحتياجاته ، وهذا النوع من الأثاث يمكن له أيضاً أن يقدم أكثر من وظيفة فى آن واحد كما يحقق أعلى قدر من الرفاهية والراحة .
الأثاث التفاعلى هو قمة التقدم فى الأثاث :
      يعتبر الأثاث التفاعلى هو قمة التقدم التكنولوجى الذى وصلت إليه البشرية حتى يومنا هذا فى مجال الأثاث وفى كل مرة تتقدم الأجهزة والأنظمة المختلفة تنعكس على الأثاث وتطوره وراحة الأفراد ؛ فظهرت أنواع جديدة مركبة من الأثاث تدخل تحتها استعمالات كانت دائما منفصلة ، وتهدم الفاصل بين الأثاث والتكنولوجيا .
 
   ويوفر الأثاث التفاعلى متطلبات الراحة التالية:
·        راحة بدنية : ومثال على ذلك " الكرسى الحساس Sensing Chair " والمبرمج كي يحفظ مقاسات أكثر من شخص يجلس عليه ، فهو له القدرة على التكيف مع الشكل والمقاس الخاصين بالمستخدم ، كما أنه يقوم بإصدار صوت مثل الصفارة إذا جلس المستخدم فى وضع غير صحيح ؛ حيث يتعرف على حركة الشخص الجالس عليه عن طريق توزيع مجموعة من مجسات الضغط فى طبقة من التكسية على جلسة و ظهر الكرسى والتى تعمل كأنها جلد صناعى Artificial Skin ، ثم يقوم بإرسال البيانات ليتم تحليلها بواسطة خرائط توزيع الضغط .
·        راحة سمعية : تم إضافة بعض الإمكانيات لقطع الأثاث التفاعلى بحيث يمكن وضع أجهزة تشغيل الموسيقى يمكن التحكم بها وضبطها حسب رغبة المستخدم ، كما أن قطعة الأثاث الذكية يمكنها تشغيل قائمة الموسيقى المفضلة لدى المستخدم تلقائياً بمجرد تمرير الكارت الذكى RFID card  .
·        راحة بصرية : لأن الأثاث هو أحد الفنون التطبيقية التى اجتهد الفنانون والصانعون على مر التاريخ من إبراز النواحى الجمالية به ، نجد أن الأثاث التفاعلى لابد وأن يحمل السمات العصرية والجمالية بحيث لا تصبح قطع الأثاث التفاعلية مجرد آلات أو ماكينات تقوم بالوظائف المحددة فحسب .
·        راحة تنفسية : إن منتج الأثاث قد يحمل رائحة مميزة ؛ فبعض قطع الأثاث يمكن أن تحمل الروائح العطرية الموجودة فى بعض الأخشاب مثل ( خشب الصندل وخشب الورد ... ) ، ولكن الأمر قد تعدى ذلك كله فى قطع الأثاث التفاعلية وأصبحت قادرة على إصدار روائح بعينها ؛ ليتمتع بها مستخدميها ، كروائح الأزهار والعطور والقهوة ... وغيرها .
 الأمان والخصوصية : حيث يستطيع الكرسى التفاعلى المبرمج أن يتعرف على الشخص الجالس عليه ، كما يستطيع أن يفرق بين شخص وآخر حتى إذا جلسوا فى نفس وضع الجلوس . وبذلك يمكن للكرسى أن يتحقق من شخصية صاحبه فى أماكن العمل علي سبيل المثال وذلك من أجل توفير عوامل الخصوصية والأمان عند استخدام المكتب أو الكمبيوتر .
 
وفيما يلى نتناول بعض الأمثلة التطبيقية للأثاث التفاعلى وكيفية عملها :
"المنضدة التفاعلية" Interactive Table :
      إن سطح المنضدة هو عبارة عن سطح تفاعلى من الشاشات الرقمية والتى توجد الآن فى المطاعم العالمية ، فيستطيع الأفراد مشاهدة الوجبات والمشروبات الموجودة فى المطعم واختيار ما يريد منها من خلال هذه الشاشة مع إمكانية مشاهدة الطعام أثناء إعداده وكتابة الملاحظات المطلوبة عند الحاجة ، كما يمكن الدخول على الإنترنت وتصفحه أو لعب الشطرنج مع المنضدة المجاورة.

 بقلم - الدكتورة وسام ممدوح عز الدين:
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق