.. البصل من المحاصيل الزراعية المهمة علي المستوي العالمي وتأتي مصر ضمن أهم الدول المنتجة وفي مقدمتها وترجع أهميته الاقتصادية لأنه من المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية في مصر وفي دول العالم سواء كان طازجاً أو مجففاً وهو المحصول التقليدي التصديري الثالث لمصر بعد القطن والأرز من حيث العائد النقدي في الستينيات أما حالياً فيأتي البصل بعد الموالح والبطاطس. ثالث أكبر محصول تصديري واحتلت مصر المركز الرابع بعد الهند والصين والولايات المتحدة الأمريكية في جملة الإنتاج من البصل الجاف بإجمالي عائدات من العملة الصعبة بلغ 175 مليون دولار في 2020 بخلاف البصل الأخضر والمجفف وأهم الدول المستوردة للبصل المصري الطازج هي: روسيا ـ السعودية ـ الكويت ـ هولندا ـ سوريا ـ الأردن ـ المملكة المتحدة ـ ليبيا ـ لبنان ـ العراق ـ الإمارات ـ إيطاليا وأسبانيا. أما البصل المجفف المصري فأهم الدول المستوردة له: هولندا ـ ألمانيا ـ اليابان ـ أمريكا وكرواتيا. وهو من المحاصيل ذات العائد الاقتصادي الجيد للمزارعين.
يقول د.عبدالمجيد مبروك أبودهب ـ رئيس قسم بحوث البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية ـ إن متوسط محصول الفدان من 15-16 طن ويتحمل التخزين من 5-8 شهور مما يتيح إمداد المستهلك المحلي أو التصدير علي مدار العام وذلك إذا اتبعت التوصيات الفنية الخاصة باختيار الصنف الجيد والتقاوي المنتقاه التي يوفرها قسم بحوث البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية ويقوم بإمداد الشركات المعتمدة والإدارة المركزية لإنتاج التقاوي باحتياجاتها من تقاوي البصل للأصناف المسجلة أيضاً.
أشار إلي أن اختيار مكان الزراعة واتباع دورة زراعية تضمن خلو الأرض من الحشائش والمسببات المرضية والزراعة في الميعاد المناسب وعدم الإسراف في الري أو التسميد أو الرش بالمبيدات وضرورة اتباع التوصيات الفنية وتعليمات الزراعة واستخدام طرق الري الحديثة الموفرة للمياه والطاقة وتكلفة الإنتاج والذي أيضاً ينعكس علي كمية الإنتاج وجودته.
أضاف أن تميز مصر ضمن أفضل عدة دول علي مستوي العالم في جملة الإنتاج والتصدير إلي صفات الجودة والقدرة التخزينية وتحمل التداول والشحن نتيجة استنباط قسم بحوث البصل بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية لأربعة أصناف تصلح للاستهلاك الطازج والتصدير والتجفيف وتلبي رغبات السوق المحلي والأسواق الخارجية والاحتياجات التصنيعية وهي: جيزة 6 محسن وجيزة 20 وجيزة أبيض وجيزة أحمر وجار استنباط ثلاثة أصناف جديدة هي تركيبي أبيض وجيزة مطاول وجيزة سبعيني وتتميز بالمحصول العالي والقدرة التخزينية وصفات الجودة والتبكير في النضج بالإضافة إلي تحسين المعاملات الزراعية مثل طرق ومعدلات الزراعة والري والتسميد ومكافحة الآفات والأمراض ومعاملات ما قبل وما بعد الحصاد والتداول والتخزين.
يقول محمد حلمي السيد ـ أحد مزارعي البصل ـ أقوم بزراعة البصل منذ 30 عاماً وتوارثتها عن أبي ولا أعرف أي مهنة سوي زراعته فقط وهذا العام أقوم بزراعة 15 فداناً ولدي مشتل خاص بي ويبدأ العمل به في الزراعة في 20 سبتمبر حتي 10 أكتوبر وأقوم بحرث الأرض جيداً وتركها فترة للتشميس وبعد ذلك يتم التقصيب "تسوية الأرض" بالليزر ثم تخطيطها وبعد ذلك نثر البذور والري ويمكث في المشتل من 60 إلي 70 يوماً من تاريخ نثر البذور ويتخلل ذلك رش المشتل بمبيد للحشائش بعد 21 يوماً من تاريخ وضع البذور ثم وضع 2 شيكارة سماد نترات « 4 سوبر فوسفات لكل فدان ويتم الري مباشرة وفي هذه الأثناء أقوم بحرث الأرض المستديمة والتقصيب وتخطيطها ووضع 20 شيكارة كبريت و4 شيكارات فوسفات وبعد وصول الشتلات لعمر 55-60 يوماً أقوم بتقليعها وتوزيعها في الأرض علي أن تتم الزراعة مع الري ويمكث البصل في الأرض المستديمة من بداية شهر ديسمبر حتي منتصف شهر مايو موعد الحصاد.
أشار حسن محمد قاسم ـ مزارع ـ إلي أن مزارعي البصل خفضوا المساحات المنزرعة هذا العام بنسبة كبيرة بعد أن ارتفعت أسعار الأسمدة والمبيدات بشكل كبير ودون سبب واضح خصوصاً مع عدم توافرها في الجمعيات الزراعية ونضطر لشراء الأسمدة من السوق السوداء والعام الماضي كانت شيكارة النترات تباع بـ 200 جنيه وحالياً تباع بسعر 450 جنيه ولتررش مبيد الحشائش وارتفع من 100 إلي 200 جنيه والتجار استغلوا الموقف في غياب دور الجمعيات الزراعية علماً بأننا قمنا بعمل كارت الفلاح لصرف الأسمدة ولكن دون فائدة.
أضاف هناك أيضاً المبيدات غير الصالحة أو المضروبة كما نطلق عليها التي تسبب ما يسمي سرطان البصل لابد من رقابة الأسواق ونطالب بتسعير البصل الخاص بالتصدير لأن شركات التصدير تستغل المزارعين وتشتري المحصول بأبخس الأسعار علي أن يترك السوق المحلي للعرض والطلب.
أشار إلي أن القليوبية بها أفضل أنواع بصل التصدير لأننا نزرع الصنف الإيطالي غامق اللون "الأحمر" ومعظم إنتاجه يكون متوسط الحجم ويتحمل الندوة والأمراض وهو ما يتطلبه التصدير وهنا بمنطقة قها يتراوح متوسط المحصول في الفدان من 200 إلي 250 قنطاراً "القنطار 60 كيلو جراماً" ويباع القنطار بـ 120 جنيهاً علي أرض المزرعة.
تكاليف الإنتاج
يقول مسعد العيسوي: قمت بزراعة نصف فدان فقط نظراً لعدم قدرتي علي شراء المبيدات والأسمدة بعد ارتفاع أسعارها بشكل كبير بما ليس في مقدوري ولذلك فإنني هذا العام أزرعه للبيع وهو أخضر للمواطنين وهذا يمكث في الأرض لمدة 3 شهور فقط وأقوم بالتحميل عليه بزراعته بالخضراوات مثل الباذنجان أو الفلفل وهذا يقلل من تكاليف الإنتاج من أسمدة ومبيدات ولذلك يتم حصاده وهو أخضر لأن البصل يحتاج لأسمدة ومبيدات كثيرة ولو ترك دون رعاية يصاب بالأمراض خصوصاً عفن البصل وهو مرض منتشر ومدمر وعند إصابة المحصول به يجب عدم زراعة الأرض بالبصل لمدة خمس سنوات.
محمد أحمد لاشين ـ مزارع ـ يقول: إيجار القيراط 600 جنيهاً والفدان 14 ألف جنيه وهو سعر مرتفع خصوصاً مع ارتفاع الأسمدة وهذا يرفع تكاليف الإنتاج للضعف ولذلك هذا العام المساحات أقل بكثير عن العام الماضي.
أكد نقيب الفلاحين حسين عبدالرحمن أن المساحة المنزرعة تصل لنحو 200 ألف فدان بصل تقريباً بإجمالي إنتاجية تصل لنحو ثلاثة ملايين طن سنوياً لافتاً إلي أن كميات البصل التي تصدر سنوياً لا تتعدي 300 ألف طن.
أضاف أن تكلفة زراعة فدان البصل تزيد علي 25 ألف جنيه فيما يتراوح سعر الكيلو من 3 إلي 4 جنيهات وينتج فدان البصل في المتوسط 15 طناً وانعكس تدني أسعار البصل الموسم الماضي في خسائر كبيرة للمزارعين ولابد أن تعكف الحكومة علي فتح أسواق خارجية جديدة لاستيعاب الكميات الكبيرة المنتجة من البصل هذا العام والتوسع في إنشاء مصانع تجفيف البصل ودعم المصانع الموجودة وإنشاء صندوق تكافل زراعي لحماية الفلاحين من المخاطر.
اترك تعليق